فضيلة شيخنا الطاهر محمد أحمد الطاهر الحامدى Alshak Altaher اللآلئ السنية |
---|
بسم
الله الرحمن الرحيم بسم
الله الرحمن الرحيم مقدمــــة الحمد
ُللهِ المختصِ
بالحمدِ وحده،
صاحبِ كلِّ نعمةٍ
أجراها على جميعِ
خلقهِ ما علموا
منها وما لم يعلموا،
واجبِ الوجود...
المفتقرِ إليه
كلُّ ما سواه مِنْ
موجودِ، المستِّحق
للشكرِ والحمدِ،
كما أنَّ التوفيق
لشكرهِ نعمةٌ تستحقُّ
الشكرَ، فالشاكرون
الحامدون هم دائماً
مُقَصِّرُون عن
شكرهِ وحمدهِ.
فسبحان من عَطَاؤهُ
دائمٌ وشكرهُ واجبٌ
نحن عاجزون عن
الوفاء به... والصلاةُ
والسلامُ على رسولهِ
ومصطفاهُ مِنْ
خَلقهِ ومجتباهُ
من رسلهِ سيدِنا
محمدٍ صلى الله
عليه وسلم وعلى
آلهِ وصحبهِ الطيبينَ
الطاهرينَ عددَ
ما خَلقَ ورَزقَ
إلى يومِ يبعثُ
من أَفنى وسلمَّ
تسليماً كثيراً
والحمد لله رب
العالمين .. الذي
بنعمته تتمُّ الصالحاتُ..
وبعــــد .... فبعون
اللهِ وتوفيقِه،
تظهرُ هذه الطبعة
من (اللآلئ السنية)
في زمن بعد سابقتها...
ولا نزعم أَننا
نقدمُ فيها جديداً
ذا شأن .. فليس هدفُنا
التغيير في حَدِّ
ذاتهِ .. إنَّما
هو تغييرٌ أَمْلَتْه
ظروفُ عصرنا الذي
نعيشه، وزمانُها
الذي ظهرتْ فيه...
لكنا نضرعُ إلى
الله سبحانه وتعالى
أن يكونَ رائدُنا
الإخلاصَ. وهدفُنا
اللهَ وحده... وألاَّ
نخرجَ – بما نُضيفهُ
أو نَرفعهُ – عن
الصراطِ السويِ.
آمين .. آمين.. آمين.
ولقد
ظهرتَ مِن قبلُ
طبعةٌ مختصرةٌ
حَوَتْ ما يُقرأُ
في المجلسِ (الأحد، الخميس،
الجمعة) بعنوان
(أنوار اللآلئ
السنية) كانت وقفاً
على الحضرةِ فقط
– مما جعل إخراجَها
– أي النسخة – من مكان
المجلس الذي وُقِفَتْ
عليه – إلى المنزلِ
مثلاً – غيرَ جائزٍ
شرعاً لأنَّ ذلك
فيه مخالفةٌ لشرطِ
الواقف … وتحضرني
قصة للعارف بالله
الشيخِ عبد الحليمِ
محمود ورد ذكرها
في كتابه عن سيدي
أبي البركات أحمد
الدردير ... أنقُلها
بنصِّها لأهميتها
ونفعِها(1) جاء عصفورٌ
إلى سيدنا سليمان
(عليه السلام) وقال
له إني مع ما تَراني
عليهِ من صِغرٍ
وضعفٍ يمكنني أن
أَهدمَ مُلككَ
هدماً تاماً، ويبتسمُ
سليمانُ (عليه
السلام) ويسألُهُ
كيف؟ فقال: أذهب
إلى البحر فَأبتل
فيه، ثم آتي إلى
أرض من أرض الأوقاف
وأتمرغُ فيها فَيْعلَقُ
بي من تُرابِها،
ثم آتى إلى قَصْرِكَ
فأنفض نفسي فيه
فما إن يَحصُلَ
في بيتك من أرض
الأوقاف شئٌ إلاَّ
كان ذلك سبباً
في خراب قصركَ
ومُلْكِكَ، ومعنى
القصةِ صادقٌ،
وثمرةُ المعنى
الصادقِ رهيبة،
ولذلك يقول أسلافنا
(رضوانُ الله عليهم)
حينما تَخرجُ من
أرضِ أوقاف وكنت
سائراً فانفض رجليكَ
وملابسك حتى تخرجَ
منها وأنتَ على
ما يشبهُ اليقينَ
من النقاءِ من
آثارها... إنَّ الأوقافَ
المحيزةَ لأهلها
لا تُباعُ ولا
تُصرفُ في غير
مَصَارِفها لأنَّها
لَمَا وُقِفَتْ
عليهِ وإلاَّ فهي
دمارٌ يصيبُ المتسببَ
والآكلَ والمالكَ
والمحيطَ كله.
ولما
كان ذلك كذلك،
ونزولاً على رغبةِ
الإخوانِ في أن
تكونَ "اللآلئ
السنية" في منازِلهم
بين أبنائِهم وبناتِهم
وأهليهِم... رأينا
أن تخرج هذه الطبعةُ
في حَجْمٍ كبيرٍ
حتى يتيسرَ لكبارِ
السن من أمثالي
القراءةُ فيها
دون مشقةٍ أو عناءٍ...
واعتماداً على
ما في أيدي الإخوانِ
والمسلمينَ من
مصاحفَ، وأيضاً
تقديراً ومراعاة
لتكاليفِ الطباعةِ
وحتى تكونَ النسخةُ
في متناوَلِ الجميعِ،
رأينا أن تخرجَ
النسخةُ بهذا الشكلِ
المختصرِ .. لكني
أحبُ أن أُنبه
إلى ضرورةِ قراءةِ
القرآنِ وحفظهِ
– على الأقلِّ – سور
القرآن الكريم
التي صَدَّرَ بها(2)
شيخُنا – قدس اللهُ
سره – فضيلةُ الشيخ
مروان الطبعةَ
السابقةَ نظراً
لما وردَ في هذه
السورِ من مزيدِ
فضلٍ – والأحاديثُ
في ذلك كثيرةٌ
ومشهورةٌ، والذي
يهمني أن أُنبهَ
عليه هو ضرورةُ
مراعاةِ أن يكون
حفظ القران وتَعلُّمُه
على يد معلم دارسٍ
للقرآنِ، وأَنَّه
يجبُ على كل مسلمٍ
أَلاَّ يتجرأَ
على القراءةِ من
المصحفِ اعتماداًعلى
السماعِ من الأشرطةِ
حتى ولو كانت لكبار
القُرَّاء، وذلك
لأنَّ أداءهم جيدٌ
لا شك فيه، لكنَّ
تقليدَكَ لهم ومحاكاتَهم
غالباً ما يشوبُها
عيبٌ، ولن تستطيعَ
أن تَحكُمَ على
نفسك، واحذر أن
يخدعكَ الشيطانُ
فتعتقد صوابَ ما
تقرأُ إذ لابد
من معلم أو شخص
آخر – متعلمٍ دارسٍ
يسمعُ تلاوتكَ
وأَداءَك فيحكم
عليك، ويصوِّبَ
لك ما قد تتوهمُ
أنَّه صحيح فتقعُ
بذلك في الإثم
وكما يقولون: "لا
تأخذ القرآنَ من
مُصْحَفِيِّ ولا
العلم من صُحَفِيِّ"...
يعني لا تتعلم
القرآنَ على يدِ
رجلٍ لم يتلقنْ
من معلم إنَّما
اكتفى بأنَّه قرأَ
وحفظَ من المصحف
فقط، كما يجب ألاَّ
نتعلمَ العلمَ
على يدِ من أخذَ
عِلْمهُ من الكتب
من غير أن يتلقاه
من معلم يحسنُ
التوجيهَ والتعليم...
ولا تَنْخَدِعْ
بالأمثلةِ النادرةِ
التي نَبَغَتْ
دونَ الحصولِ على
شهاداتٍ رسميةٍ
إنَّما نقصد الأخذَ
والتعلمَ على يدِ
الشيوخِ المعلمين
الدارسين وليست
هذه الأمثلةُ إلاَّ
شَواذْ تؤكد القاعدة،
يعني نبوغُ القلةِ
دونَ معلمِ يؤكدُ
قاعدةَ وجوبِ اتخاذِ
المعلمِ، فكما
قيل: لكل قاعدةٍ
شواذٌّ. لماذا
أطلتُ في هذه المسألة
؟ لأَن
ثوابَ قارئِ القرآنِ
وحافِظِه ومعلمهِ
ومتعلمهِ عظيمٌ..
عظيم.. عظيم، كما
أخبَر الحبيبُ
حيث قال فيما
رُوِيَ عنه "إنَّ
في الجنةِ درجاتٍ
بعددِ آي القرآنِ
ويومَ القيامةِ
يُؤتَى بقارئِ
القرآنِ فيقالُ
لُه اقرأ، وازقَ
فإنَّ منزلتكَ
عندَ آخرِ شئٍ
قرأتَهُ"... وأيضاً
ما ثبتَ عن رسولِ
اللهِ أنهَّ
قالَ: "اقرأوا القرآنَ
فإنَّ لكم بكلِّ
حرفِ عشرَ حسناتٍ،
لا أقولُ (ألم) حرف
ولكنْ أقولُ: ألف
حرفٌ، ولام حرفٌ،
وميم حرفٌ". فحتى
تنالَ هذه المنزلةَ
الرفيعةَ وترتقيَ
إلى الدرجاتِ العلا،
عليكَ أن تُقَدمَ
عملاً جيداً منضبطاً
وكما أن ثوابكَ
عن كلِّ حرفٍ عشرُ
حسناتٍ فلابد أن
تؤديَ للحرفِ حَقَّه
ومُسْتَحَقَّه
حتى تنالَ الجزاءَ
المقدرَ. فالذي
حملنى على الإطالِة
هو العنادُ الغريبُ
في الفهمِ الخاطئِ
لقوله :(الماهرُ
بالقرآنِ مع الكرامِ
السفرةِ ... والذي
يقرأُ القرآنَ
ويُتَعْتِعُ له
أجران) حيث تمسك
المخطئون بأَنَّ
معنَى التَعْتَعةِ
هو الخطأُ في القراءة...
ولستُ أدري مِنْ
أَينَ جَاءوا بهذا
المعنى الغريبِ
الشاذِّ؟ واستمرءوا
هذا العنادَ الفجَّ
واستمروا في الخطأِ
في القراءةِ؟ وأنا
أُقسِمُ باللهِ
لو أَنَّ أَمْرَ
القرآنِ تُرِكَ
للمسلمين لضاعَ
!!! وحُرَّف !! ولكنْ
أحمدُ الله تعالى
أنهَّ تَكَفَّلَ
بحفظهِ رغمَ هَوانِ
المسلمين وشراسةِ
حقدِ المغرضِينَ
وقسوةِ سهامِ المُنكرين
التي تَوجَّهُ
لكتابِ الله العزيزِ
فقالَ جل شأنهُ
(إِنَّا نَحْنُ
نزلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ).
لولا
ذلك لضاعَ كتابُ
اللهِ وتمزقَ أشلاءَ
من التحريفِ والتبديلِ...
فالقرآنُ محفوظٌ
بحفظِ اللهِ وعنايتهِ
(وَاللَّهُ غَالِبٌ
عَلَى أَمْرِهِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
فالحمدُ لله أنّهُ
استثنى جزءاً من
النَّاسِ اختصهم
بالعلمِ فقال:
(لَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
ولم يقل ولكنَّ
كلَّ الناسِ لا
يعلمونَ، وتعال معي
نُنَاقشُ الحديثَ
السابقَ في وعيٍ
واستنارةٍ هل جاءَ
أحدٌ إلى رسولِ
اللهِ يُصَوّبُ
له قراءةً أخطأَ
فيها؟ ... وهل يُعقُل
أو يُصَّدقُ
أَنَّ هؤلاء العربَ
الْخُلَّصَ في
زمنهِ كانوا
يخطئون في اللغةِ
العربيةِ فهم في
حاجةٍ إلى من يُصَوِّب
لهم؟ ... بل كم كانَ
عددُ من يجيدونَ
الكتابة والقراءةَ
في هذا الزمان؟
... ولكنَّ الصحيحَ
الثابتَ أنَّ بعضَ
الصحابةِ هُرِعَ
فَزِعاً يشكو إلى
رسول الله صعوبةَ
الحفظِ وشدةَ تَفلُّتِ
القرآنِ فكان النبيُّ
كأنه يُهَدِّئُ
من رَوْعِهِ فَيخبُره
بأُنَّ لهُ أَجرين
وليس أجراً واحداً،
إذا هو قَاوَم
هذا التفلتَ وجاهدَ
واجتهدَ فى الحفظِ
كما أنَّه أخبرَ
فيما روي عنه ـ
"بأنَّ القرآن
يتفلتُ من القلوبِ
كما تتفلتُ الإبلُ
من عِقالها"... وما
ذاك في تصوري إلاَّ
لأنَّ اللهَ سبحانه
وتعالى يُرِيْدُنا
أن نداومَ على
قراءةِ القرآنِ
حتى لا يتفلت،
وأنَّه قال
ذلك يستحثُّ المستصْعِبينَ
للقرآنِ والذين
لا يجيدونَ الحفظَ
فقال ذلك يستحثهم
ويدفعهم إلى مَزيدٍ
من الجهدِ والقراءةِ
ويُبشرهُم بأنَّ
لهم أَجرين !!! أليس
ذلك هو الأقربَ
إلى الصواب؟ بل
أليس ذلك – بإِذن
الله – هو الصوابَ
بعينهِ؟ وما لنا
نعتركُ ونتخاصمُ
ومعنا وبين أيدينا
كتبُ اللغةِ عندها
الخبرُ اليقينُ
عن مَعنى يُتَعْتَعُ
فرغمَ كلِّ ما
قدمناه من أدلةٍ
عقليةٍ منطقيةٍ
أقولُ لكَ انظرْ
مختارَ الصحاحِ
بابَ التاءِ مادةَ
(ت.ع.ع) يقول ما نصه
(التَعْتَعةُ في
الكلامِ الترددُ
فيه مِنْ " حَصَرٍ
" أو " عِيِّ") وليس
الخطأُ، وتعالَ
معي إلى كتابِ
(النهاية في غريب
الحديث والأثر)
لابن الأثير ج1
ص 190 طبعة دار أحياء
الكتب العربية
باب التاء مع العين
يقول ما نصه (ومنهُ
الحديثُ الذي يقرأُ
القرآنَ ويُتَعْتَعُ
فيه) أي يتردد في
قراءته ويتبلدُ
فيها لسانهُ، أقولُ
هذا حتى لايتهاونَ
المسلمون في تعلمِ
قراءةِ القرآنِ
وتَعليمِه صَحيحاً،
فكما يقولُ الرسولُ
:"خَيركُم
من تعلم القرآنَ
وعلَّمه". وكنا
ونحن صغارٌ في
الكٌتَّابِ يسألُ
المحفظ الواحد
منا طالباً منه
تسميعَ (الماضي)
أي ما سبق حفظه
قائلاً: هل حَفِظْتَ؟
أو هل أنت على استعدادٍ
لتسميعِ الماضي؟
فيجيب في طفولةٍ
خائفةٍ. ورجاءٍ
يتمنى أن يكون
مقبولاً لدى الشيخ..
قائلاً: حافظ (يا
سيدنا) لكنْ(مِتَعْتَع)
يقصدُ أنَّهَ لم
يحفظْ جيداً.. ويفهم
الأستاذ هذا أي
يعرف معنى (تَعْتَع)
ولم يخطرْ ببالِ
أحدٍ منا نحنُ
التلاميذَ ولا
حتى ببالِ الأستاذِ
ذلك المعنى الرديءِ
الذي سَرَىَ هذه
الأيامَ وأن الذي
(يُتَعْتَع) يُخطئُ
في القرآنِ فليس
ذلك واردِاً ولا
مُراداً في الحديثِ
كما نعتقدُ والله
أعلم، فليس ذلك
تهاوناً من مشايخنا
رضوان الله عنهم
في قراءةِ القرآنِ
وترتيبِ أورادٍ
أخرى كما يزعم
بعض الكارهين لرجالِ
التصوفِ المربين
حقاً بدليل
ما يأتي: أولاً:
الواقعُ يشهدُ
بأَنَّ أورادَ
السادةِ الصوفيةِ
تشتملُ على كثيرٍ
من آي القرآنِ
الحكيم، وخصوصاً
الآيات التي ورد
في شأن تلاوتها
أحاديثُ كثيرةٌ
بزيادةِ فضلها
وثوابِها مثل (آية
الكرسي، خواتيم
البقرة، خواتيم
سورة آل عمران
من قوله تعالى:
(إِنَّ في خَلْقِ
الْسَّمَواتِ
والأَرْضِ وَاخْتِلافِ
الَّيْلِ وَالَّنَهارِ
لآيَاتِ لأولى
الألْبَابِ) (إلى
آخرِ السورة)،
وقد ورد أنَّ النبَّي
صلى الله عليه
وسلم قال بعد أَنْ
تَلَى هذه الآياتِ
"ويلٌ لمن قَرَأَهُنَّ
ولم يَتَدَبرْهُنَّ"
أو كما قال رسولُ
الله ... وأيضاً
(مثلَ) آخر سورةِ
التوبة، والإخلاصِ،
والمعوذتين وما
ذكرناه من سور
فى (ص
2). ثانياً:
درج مشايُخنَا
على أن يقولوا
ويوَّصُوا مَنْ
يحفظِ القرآنَ
ويجيدُ تلاوتَه
يقولون له وِردُكَ
القرآنُ. ثالثاً:
أكثرُ الناس اليوم
عَوامٌ لا يجيدونَ
الكتابةَ والقراءةَ
أصلاً فلو كُلِّفوا
بالقرآنِ وحده
لأَوقعهم ذلك في
حرجٍ شديد... ونعتقدُ
أن في ذلك كفايةً
في الرد على المعترضين،
نسألُ اللهَ لنا
ولهم الهدايةَ
(إِنَّكَ لا تَهْدِي
مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ
يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ).
ثاني التغييرات:
هو حذفُ المقدمةِ
المختصرةَ التي
كتبها الفقير–
في حياة سيدنا
الشيخ مروان– طلباً
للاختصار أيضاً
وتوفيراً للنفقات.
ثالث الإضافات:
هو ترتيبُ وردِ
السحرَ على حروفِ
المعجم (حروف الهجاء)
حتى يسهلَ حِفظُه
والمواظبةُ عليه.
وأَخيراً
وبمناسبة ذكر سيدي
أحمد الدردير رضي
الله عنه الذي
تُنْسَبُ إليه
الصلواتُ المذكورةُ
في جميع صِيغِها
الواردةِ قبلَ
الحروفِ ثم وضع
صِيغٍ الصلواتِ
المرتبةِ على حروفِ
الهجاءِ ليسهلَ
حفظُها وقراءتها
كما أنَّه قدس
الله سره ورضي
عنه وعنا به وضع
منظومةَ أسماءِ
اللهِ الحسنى فكانت
هي والصلواتُ شاملةَ
كاملةً جعل كلَّ
صِيغةٍ من صِيغِ
الصلواتِ مصحوبةً
بدعواتٍ، وكذلك
فَعَلَ في منظومةِ
أسماءِ الله الحسنى
جعلَ مع كلِّ اسمٍ
دعوةً تُناسبه،
فَحَوَتْ بذلك
الصلواتُ والمنظومةُ
الكمالَ والجمالَ...
فأرجو من إِخواني
أن يقرأوهما وسائر
ما وردَ في المجموعِ
بِوعيٍ، وأَن يستحضروا
مع نيةِ الصلاةِ
على رسولِ الله
ونيةِ قراءةِ
أسماءِ اللهِ الحسنى
أن يلاحظوا الدعواتِ،
وكذلك مع كلِّ
ما كُتِبَ في المجموعِ
فهو ذِكْرٌ ودُعَاء.
وأرجو
من إخواني أن يلاحظوا
الذكرَ والدعاءَ
بقلوبٍ يقظةِ متنبهة
،فكما ورَد أنَّ
الله لا يقبلُ
الدعاءَ من قلبٍ
لاهٍ – يعني مشغول
– فما بالُكَ إذا
كان لا يلاحظُ
ما يقرأُ فهو مِثْلَ
الببغاء أو آلةِ
(التسجيل) فإنه
مهما سُجَّلَ عليهِ
من دعواتٍ وظَلَّ
يرددُ الشريطَ
مِراراً وتِكراراً
فلنْ يستفيدَ جهازُ
التسجيلِ شيئاً...
واللهُ الموفقُ
والهادي إلى سواءِ
السبيلِ. 1426هـ -
2005 م الطاهر
محمد أحمد الطاهر
الحامدى أمين
عام اللجنة العليا
للدعوة بالأزهر
الشريف |
---|