الشيخ عبد الجواد الدومى
Alshak Aldumy دروس قرآنية لفضيلة الشيخ الدومى الدرس الثاني عشر |
---|
الدرس
الثاني عشر بسم
الله الرحمن
الرحيم )وَمَا
تَفَرَّقَ
الَّذِينَ
أُوتُوا
الْكِتَابَ إِلَّا
مِنْ بَعْدِ
مَا
جَاءَتْهُمُ
الْبَيِّنَةُ[ (سورة
البينة)
وظهر رسول
الله (صلى
الله عليه
وسلم) . وحملهم
الحسد علي أن
يخلقوا الوعد
وأن يغيروا
نعوته r المذكورة
في التوراة .
ومنهم من هداه
الله وآمن
ونفذ ما كان
عازماً عليه
ومنهم من حملة
العناد علي الكفر
ومنهم جاهل
مقلد لغيره
كاللعبة في
الطفل لا يعي
ولا يعقل ما
يقول أو يفعل . )وَمَا
اخْتَلَفَ
فِيهِ إِلَّا
الَّذِينَ أُوتُوهُ
مِن بَعْدِ
مَا
جَاءَتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ
بَغْيًا
بَيْنَهُمْ [ ( 1
) إلا
لسبب ولا لعلة
إلا ظلمهم
وبغيهم . فإن
ما جاء في
الكتاب
الأخير الذي
نزل علي محمد (صلى
الله عليه
وسلم)
هو عين ما جاء
في كتبهم وهو
أن يعبدوا
الله مخلصين
له الدين أي
أن تكون
عبادتهم لله
غير معلله
بعله ومثله في
هذا الزمان
مثل من يحج أو
يصلي ليقال
رجل صالح أو
من يذهب إلي
مولد السيد
البدوي أو
الإمام
الحسين رضي
الله عنهما لا
يقصد العبادة
وإنما يقصد
ارتكاب المنكرات
،)وَمَا
أُمِرُوا
إِلَّا
لِيَعْبُدُوا
اللَّهَ[ لا
عيسي ولا
العزيز ولا
الملوك ولا
الأصنام ولا
غيرها ومن
العجيب
والغريب أنهم
ينحتون
الأصنام بأيديهم
ثم يسجدون لها
وعلي حد قول
الشاعر: يقضي
المرء في أيام
محنته حتى
يري حسناً ما
ليس بالحسن وإذا
عميت عن
البصيرة
والعياذ
بالله فلا يستبعد
مثل ذلك . )وَمَا
أُمِرُوا
إِلَّا
لِيَعْبُدُوا
اللَّهَ
مُخْلِصِينَ
لَهُ
الدِّينَ [ يجوز
أن الشخص يخلص
الدين وقت
الصلاة فقط أو
في بعض العبادات
ولكنه يرتكب
الغش في
المعاملات مع
أن الدين
المعاملة
والمعاملة هي
المحك لإظهار
الإخلاص في
الدين لا يظهر
حقيقة إلا
بالمعاملة أما
الذي يصلي فقد
يكون مخلصاً
وقد يكون غير
مخلص في صلاته
كمن يصلي
ابتغاء قضاء
حاجته . صلي
وصام لأمر كان
يطلبه فلما
انقضي الأمر
لا صلي ولا
صاما
لذلك قال
الله تعالي )حُنَفَاءَ[
فيكون المعني )وَمَا
أُمِرُوا
إِلَّا
لِيَعْبُدُوا
اللَّهَ[ أي
وحده
متباعدين عن
الشرك الجلي )
مُخْلِصِينَ
لَهُ
الدِّينَ[ أي متباعدين
بالإخلاص عن
الشرك الخفي )حُنَفَاءَ[ أي
مائلين عن
الشر إلي
الخير في جميع
أعمالهم
وأقوالهم
وأحوالهم
وملابساتهم . )وَيُقِيمُوا
الصَّلَاةَ
وَيُؤْتُوا
الزَّكَاةَ[ . هل
الأمم
السابقة كانت
مكلفة
بالصلاة
والزكاة
الإجابة نعم .
ويؤيد هذا قول
الله تعالي )كُتِبَ
عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ
عَلَى
الَّذِينَ
مِن
قَبْلِكُمْ[( 1 ) ولكن
هل كان الصوم
شهراً كما هو
مفروض علي أمة
محمد (صلى
الله عليه
وسلم)
أو كان
مختلفاً في
مدته الله
أعلم ، وكانت
هناك صلاة
وزكاة والله
يعلم كيفية كل
منهما .
وقد خص الله
تعالي الصلاة
والزكاة في الآية
( 2 ) الكريمة
وذلك للمزايا
التي تخص كل
منهما .
فالصلاة فيها
من المزايا ما
يجعلها من
أشرف
العبادات
وإذا عرفت
الحكمة من
مشروعية
الصلاة وطلب
السعي
لأدائها في المساجد
وفي الجماعة
عرف السبب . الصلاة
فيها فوائد
كثيرة تعود
علي المصلي في
شخصه وتعود
علي المجتمع
نفسه في
الدنيا وأما
في الآخرة فإن
ثوابها ما لا
عين رأت ولا
أذن سمعت ولا
خطر علي قلب
بشر ، وثواب
الصلاة إما
كامل وإما
ناقص فالكامل
هو السعي
للمساجد
وأداؤها مع
الجماعة
وثواب النفل
في رمضان
كثواب الفرض
في غيره وثواب
الفرض فيه
كسبعين في
غيره .
والصلاة لا
تصح بغير وضوء
وإذا عجز عن
الوضوء يتيمم
وهذا لنتبين
أنه لو كان
الوضوء لذاته
وللنظافة فقط
لما شرع
التيمم عند فقد
الماء أنما
الفرض هو
الطهارة
القلبية وهو السر
في الوضوء وفي
التيمم .
والصلاة
وقوف بين يدي
الله جل وعلا
والله سبحانه
وتعالي لا
ينظر إلي
الصور والأجسام
ولكن ينظر إلي
القلوب
والأعمال .
ولا عبرة بجمال
الوجه مع قبح
النفوس وعلي
حد قول الشاعر
: جمال
الوجه مع قبح
النفوس كقنديل
علي قبر
المجوسي
وقد تري
الخبيث والملحد
نظيفاً في
ظاهره وجيهاً
في مظهره ولكن
المؤمن نير
البصيرة إذا
رآه فإنه يفر
منه فرار السليم
من الأجرب
لأنه يراه
ممسوخاً ويري
صورته
ورائحته نتنة
والعياذ
بالله .
وتوجد رابطة
قوية بين
الوضوء
والصلاة إذ
ليس المقصود
من الوضوء غسل
الأعضاء بالماء
فقط إنما المقصود
هو فهم أن
الصلاة وقوف
بين يدي الله
سبحانه
وتعالي
بالقلب
والجسم معاً
وحتى يكون
القلب مهيئاً
للنفحات
ومستعداً
لقبول التجليات
يجب أن يزول
عنه الران )كَلَّا
بَل ْرَانَ
عَلَىٰ
قُلُوبِهِم
مَّا كَانُوا
يَكْسِبُونَ[ ( 1
) لأنه
إذا تراكمت
علي القلب حجب
المعاصي فإنه
يكون كالعين
إذا أصابها
الرمد فإنها
لا ترى ضوء
الشمس. قد
تنكر العين
ضوء الشمس من
رمد وينكر
الفم طعم
الماء من سقم
وحجب
المعاصي تمنع
القلب من أن
يبصر أو يسمع
أو يشم فتري
المصلي يصلي
ولا يدري للصلاة
طعماً ولا
معني ولا لذة
ولو أدرك لذة
الصلاة لشم
رائحتها كما
يشم رائحة
العطر من
يجالس بائع
العطر فكيف
بمن يجالس ملك
الملوك خمس
مرات في اليوم
والليلة ولا
يدرك
لمجالسته رائحة
ولا طعماً
والله تعالي
يقول أنا جليس
من ذكرني
ومثله كمثل من
يصلي بلسانه
علي الرسول r ولا
يدرك للصلاة
عليه طعماً
ولا رائحة
والرسول يقول
ما ذكرت في
مجلس إلا حضرت
فيه . لأن
القلوب
والعياذ
بالله مملوءة
بالحقد
والحسد والغل
وحب الشهوات
فتري الشخص
واقفاً في الصلاة
أو في مجلس
الذكر وقلبه
حاقد علي من
يقف بجواره في
الصلاة أو في
مجلس الذكر .
والمعروف أن
الروح لطيفة
نورانية عالمة
علوية ولكنها
بمجاورتها
للبدن الكثيف
تكثفت وجهلت
بعد علمها
وأصبحت سفلية
وأظلمت بسبب
المعاصي بعد
نورانيتها وبعدت
من رحمة الله
بعد قربها .
ولما كانت
المعاصي قد
ارتكبها
الإنسان
بيديه وقالها
بفمه ونظر
غليه بعينيه
وسعي إليها
برجليه
وسمعها بأذنيه
لذلك شرع الله
الطهارة في
الوضوء لأجل
أن يراعي
المؤمن وهو
يستعد
بالوضوء للصلاة
تلك المعاني
فيلاحظ وهو
يغسل يديه ما
صدر منهما من
المعاصي التي
لوثت القلب
فيتوب إلي
الله مما صدر
منه ويستغفر
ربه فيطهر
اليد بالماء
ويطهر القلب
بالتوبة .
وإذا تمضمض
لاحظ ما صدر
من الفم وإذا
غسل الوجه
لاحظ ما صدر من
العينين
وهكذا إذ توضأ
بهذه الكيفية
فإنه يكون قد
أحكم الطهارة
وفي نفس الوقت
تتقاطر الخطايا
مع الوضوء
ويطهر القلب
من الذنوب .
وإن لم يلاحظ
ذلك فكأنه
أضاف مع
الوضوء
ذنوباً أخرى .
وأما بالنسبة
للصلاة فإن
لها معاني
كثيرة يجب
إدراكها :
النفس خبيثة –
ولخبثها فإنها
لا تري شيئاً
عندها أكبر من
الملك أو السلطان
أو الوزير
والله سبحانه
وتعالي جعل
للخير
أسباباً
وللشر
أسباباً فمن
سلك طريق الخير
نال خيراً ومن
سلك طريق الشر
نال شراً )فَأَمَّا
مَنْ أَعْطَى
وَاتَّقَى (5)
وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنَى
(6)
فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى
(7) وَأَمَّا
مَنْ بَخِلَ
وَاسْتَغْنَى
(8) وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى
(9) فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى
(10) وَمَا
يُغْنِي عَنْهُ
مَالُهُ
إِذَا
تَرَدَّى (11) [( 1 ) فلذلك
جعل الله
تعالي مفتاح
الصلاة
التكبير فيجب
أن تقول الله
أكبر فلو قلت
الله الرحمن الرحيم
لا تنعقد
الصلاة ولا
تصح ولا يفيد
إلا أن تقول
الله أكبر لأن
فيها سر
والمقصود أن
يتنبه المرء
ويعلم أنه لا
أكبر ولا أعظم
ولا قابض ولا
باسط ولا معز
ولا مذل إلا
الله تعالي .
ورفع اليدين
بالتكبير
إشارة لطيفة
إلي التشبه بالطائر
في ضعفه
وانكساره حيث
أن علامة ضعف
الطائر
انكسار
جناحيه وأن
الله عند المنكسرة
قلوبهم من
أجله ووقت
الصلاة وقت
ذلة وخشوع لا
وقت تبجح
وعجرفة ومعني
ذلك أن
الإنسان إذا
دخل المسجد
للصلاة فمهما
كان عالماً أو
كبيراً في
وظيفته أو
جاهه فيجب
عليه أن يركن
علمه ووظيفته
وجاهه بجانب
النعال ،
والتكبير
يذكر المؤمن بالوقوف
بين يدي الله
يوم القيامة
ويذكره بقول الحق
)لِمَنِ
الْمُلْكُ
الْيَوْمَ
لِلَّهِ الْوَاحِدِ
الْقَهَّارِ[ ( 2
)
والتكبير
ورفع اليدين
يذكر المؤمن
بأنه يقف بين
يدي الله
خالياً من كل
شيء . وأتيت
إليك خالياً
من صومي
وصلاتي مع
حججي لا
يملك إلا
الدمع فقد جاء
إلي ربه وترك
كل شيء وراءه . وإذ
تأمل الإنسان
في جميع
أحواله يجد أحواله
كلها تذكره
بالله وهكذا
المؤمن الحق
قد ولد وحده
ويموت وحده ويقبر
وحده ويسأل
وحده ويحشر
وحده . ففي
ساعة الولادة
يولد وحده ولا
دخل ( للداية )
ولا للطبيب
إلا بإذن الله
.
وإن مات مات
وحده وكل شخص
من أقاربه في
حساب منهم من
فرحان ومنهم
من هو حزين
وأقرب الناس
إليه من يقول
إكرام الميت
تعجيل دفنه وأقرب
الناس إليه
ومن عصي الله
من أجلهم
مشغولون في
اقتسام تركته
.
نعود للصلاة
فنري أن
المسلم إذا
دخل المسجد
فإنه يجد
الفقير
جالساً بجوار
المنبر والموظف
الكبير
جالساً بجانب
الباب فيتذكر قول
الله )وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ{10}
أُوْلَئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ{11}[ ( 1
) أما من
شغلتهم
أموالهم
وأهلوهم
فإنهم لا
يدركون من الخير
شيئاً كثيراً
وما يدركه
الإنسان يوم القيامة
هو نتيجة ما
يقدمه في
الدنيا فمن
كان متأخراً
عن الخير في
الدنيا
هيهات أن
يكون مسابقاً
للخيرات يوم
القيامة .
وإذ دخل
المسلم في
الصلاة فلابد
أن يقرأ سورة
الفاتحة فلو
قرأ بدلها
سورة البقرة ما
صحت صلاته لأن
الفاتحة فيها
فوائد وحكم
كثيرة منها
الثناء علي
الله تعالي
وفيها ما يجعل
الإنسان يعرف
قدر نفسه ومن
عرف نفسه فقد
عرف ربه .
تبدأ
الفاتحة
بالحمد
والثناء علي
رب العالمين
الذي أوجدهم
ورباهم بنعمة
المسلم
والكافر
والحيوان
والنبات
والجماد . الحمد
لله واجب
الوجود الذي
ربي العالمين
بفضله وجوده
الرحمن
الرحيم
المنعم
بجلائل النعم ودقائقها
.
في الدنيا كل
شخص يمتلك
شيئاً مجازاً وينسب
ملكه لنفسه
لكن يوم الدين
والجزاء
ينفرد الله
سبحانه
وتعالي
بالملك ، )مَالِكِ
يَوْمِ
الدِّينِ[ .
فإذا استقرت
هذه المعاني
في نفس المسلم
فإنه لا يعبد
غير الله ولا
يستعين في
قضاء حوائجه
إلا بالله .
وكأن الحق
سبحانه
وتعالي يقول
لعبده ماذا
تريد ؟ لأن
العبد فيه
سواك (وأروح
لمن غيرك)
فإذا قالها
بأدب فإن الله
جل جلاله قد
يعطيه أكثر
مما طلب .
والله
سبحانه
وتعالي مالك
الملك وخالق
الجود والكرم
يقول لعبده
ماذا تريد
فيقول العبد
أنا أطلب
الهداية إلي
الصراط
المستقيم
صراط الذين
أنعمت عليهم
من النبيين
والصديقين
والشهداء غير
صراط المغضوب
عليهم ولا
الضالين من
اليهود
والمشركين .
إذا قال
الإمام ولا
الضالين
فيقول المأمون
آمين فإن من
وافق تأمينه
منهم تأمين الملائكة
غفر له . ويكون
التأمين سراً
. والله سبحانه
وتعالي أجل من
أن يوقف العبد
ببابه ثم يرده
خائباً .
فإذا كان
المصلي وقت
الدخول في
الصلاة قد رفع
يديه
بالتكبير
وقال الله
أكبر وأخرج كل
عظيم من قلبه
فإنه يتعين
عليه أثناء
القراءة في
الصلاة أن
يستمر في
ملاحظة ذلك
وألا يعاوده
الشيطان
فيشغل قلبه
بما لا يليق
ولذلك أمره
الله
بالانحناء
للركوع
ويتذكر أنه
يتنازل عن
عظمته وأنفته
ويحني رأسه
وظهره خضوعاً
وخشوعاً
لوقوفه بين
يدي الملك
الجبار رب
العالمين فإن
رفع من الركوع
فقد يعاوده
الغرور فلذلك
أمره الله
بالسجود .
وكان لسان حال
القدرة يقول
له أيها
المغرور
الشامخ بأنفك
أتدري ممن
خلقت ؟ خلقت
من هذه الأرض
التي يطئوها
البر والفاجر
ويطئوها
الكلب
والخنزير .
خلقت من التراب
فلا ينبغي لك
أن تتكبر علي
الله وتتبجح
علي الله
وتنتفخ علي
الله وعلي
عباد الله وتذكر
قول الله )مِنْهَا
خَلَقْنَاكُمْ[ خلق
آدم من التراب
مباشرة وخلق
أولاده من النطفة
والنطفة من
الدم والدم من
الغذاء
والغذاء من
التراب )وَفِيهَا
نُعِيدُكُمْ [ ( 1 ) عند الموت
حيث يدفن في
الأرض الملوك
والفقراء
والعلماء
والأنبياء )إِنَّكَ
مَيِّتٌ
وَإِنَّهُم
مَّيِّتُونَ[
( 2 ) والملك لله
الواحد
القهار . فمن
لاحظ في صلاته
بعض هذه
المعاني فإنه
يتحقق من قول
الله تعالي )إِنَّ الصَّلَاةَ
تَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَر[
( 3 ) كما أن
الصلاة يترتب
عليها كثير من
المصالح الدنيوية
فإن الذي
يحافظ عليها
يعطيه الله رجحان
العقل الذي لا
يتأتي بالعلم
اللفظي . وإذا
دخلت المسجد
تري الفرق بين
الطهارة
والنجاسة
وبين البساط
الذي تدوس
عليه بالنعل
في الديوان
وبين البساط
المفروش في المسجد
أو الحصيرة
التي يجب أن
تخلع نعلك قبل
أن تدوس عليها
لا لأن
الحصيرة ذات
قيمة أنما
لكونها أعدت
للصلاة وليس
من المروءة أن
يضع الإنسان
نعله موضع
جبهة الآخرين
. وإذا
تقدم الإمام
للصلاة فغنه
يتقدم علي
الوزير وعلي
المأمور
وينتظر
الوزير حركة
الإمام ولا
يجوز له أن
يتحرك قبله
وإلا بطلت
صلاته . ومن
هنا يري
المؤمن أنه
لابد من وجود رئيس
ومرءوس حتى لا
تصبح الأمور
فوضي وأنه لابد
من النظام كما
في الصلاة
فإذا كانت في
الصلاة قد
ارتضيت
الإمام
واتبعته
فكذلك لابد أن
تطيع رئيسك
وتتبعه ما دام
في ذلك مصلحة . وكذلك
يري المؤمن في
المسجد
أناساً يتعرف
عليهم من أهل
بلده أو من
جهات أخرى كما
في الصلوات
العامة
كالعيدين
والجمعة
فيكون ذلك
مجالاً
للتعارف
والتضامن
وسؤال بعضهم
عن بعض كما
قال تعالي )يَا
أَيُّهَا
النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ
مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا
إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ[
( 1 ) فالجميع
أخوان ولا فضل
لعربي علي
أعجمي إلا بالتقوى
. كذلك ليعلم
المسلمون
أحوال
الفقراء منهم
فيتصدقوا
عليهم
ويساعدوهم ومن
هنا نعلم
لماذا كانت
الزكاة قرينة
الصلاة فإنه
من اجتماع
المصلين في
صلاة الجماعة
يتعرفون علي
أحوال
الفقراء ومدى
حاجتهم للمساعدة
والمعونة
والتوسيع علي
عيالهم خصوصاً
في مناسبات
الأعياد
وغيرها .
ومن
هنا ظهرت
الحكمة في كون
الزكاة قرينة
للصلاة حتى في
الشرائع
السابقة )وَمَا
أُمِرُوا
إِلَّا
لِيَعْبُدُوا
اللهَ
مُخْلِصِينَ
لَهُ
الدِّينَ
حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا
الصَّلَاةَ
وَيُؤْتُوا
الزَّكَاةَ
وَذَلِكَ
دِينُ
الْقَيِّمَةِ[ . فما
ورد في الكتب
المنزلة
السابقة من عبادة
الله وإقامة
الصلاة
وإيتاء
الزكاة والميل
عن الشر إلي
الخير هو ما
جاءت به جميع
الشرائع من
لدن آدم عليه
السلام إلي
عهد النبي (صلى
الله عليه
وسلم) والله
أعلم . ( 1 )
آية 213 سورة
البقرة ( 1 )
آية رقم
183 سورة البقرة
وهي صريحة في
أن الأمم
السابقة فرض
عليها الصيام
. لكنها لم تتعرض
للصلاة
والزكاة . لكن
فحواها يشير
إلي المشاركة
مع الأمم
السابقة في
بعض العبادات
. ولما لم تكن
صريحة في
مشاركة الأمم
قبلنا في
الصلاة
والزكاة عبر
الشيخ رضي
الله عنه
بقوله " ويؤيد
" ولم يقل
والدليل ... الخ . ( 2 )
المقصود
آية سورة
البينة ( 1 )
آية 14 سورة
المطففين ( 1 )
آيات 5 ، 6 ، 7
، 8 ، 9 ، 10 ، 11 سورة
الليل ( 2 )
آية 16 سورة
غافر . ( 1 )
آية 10 ، 11
سورة الواقعة ( 1 )
آية 55
سورة طه ( 2 )
آية 30
سورة الزمر ( 3 )
آية 45 سورة
العنكبوت ( 1 )
آية 13 سورة
الحجرات |
---|