الشيخ عبد الجواد الدومى
Alshak Aldumy دروس قرآنية لفضيلة الشيخ الدومى الدرس السادس عشر |
---|
الدرس
السادس عشر بسم
الله الرحمن
الرحيم )
إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ
(1) فَصَلِّ
لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ (2)
إِنَّ
شَانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ
(3)[ السورة
السابقة )أَرَأَيْتَ
الَّذِي
يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ[( 1 ) تضمنت
وعيداً
شديداً لمن
سها عن الصلاة
وإن صلي راءى
في صلاته
والذي يمنع
الشيء التافه
عن المحتاجين
. ومن ضيع
الصلاة كان
لغيرها أضيع ومن
منع التافه
كان لغيره
أمنع . فقد
توعد الله بالوعيد
الشديد
وبالويل
والهلاك
والثبور من
ضيع حقوق الله
وحقوق العباد
. وهذا منشؤه
الجحود بالله
سبحانه
وتعالي وعدم
القيام بواجب
الشكر لله علي
نعمه . فصار
معني الآية ويل
وهلاك شديد
للجاحدين
المكذبين الذين
ضيعوا حقوق
الله في
الصلاة
وتشاغلوا عنها
وإن أدوها
أدوها رياء
وسمعة ومنعوا
القليل
التافه عن –
عباد الله –
المحتاجين له
.
والسورة
التي معنا
مقابل لهذه
السورة :
فيكون المعني
ويل شديد لمن
أعطاه الله
ولم يشكر
فأضاع الصلاة
ومنع حقوق
العباد فإنا
قد أعطيناك
الكوثر وأعطيناك
خيراً كثيراً
فاشكر لربك
وصل لربك
وانحر . ومن
هنا تتضح
المناسبة . )إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ[
المتكلم
رب الأرباب
والمخاطب سيد
المرسلين (صلى
الله عليه
وسلم) )إِنَّا[
بجلالنا
وعظمتنا
بقدسنا
وكبريائنا
بإحساننا
وفضلنا )أَعْطَيْنَاكَ[
فانظر قيمة
العطاء من ملك
الملوك إلي
سيد المرسلين
. أنظر إلي
عطاء الملوك )الْكَوْثَرَ[
أحسن ما
يفسر به ما
روي عن ابن
عباس رضي الله
عنه . فقد فسر
بعض المفسرين
الكوثر بأنه
نهر في الجنة
أو بأنه الأمة
أو القرآن أو
الشفاعة ولكن
ابن عباس فسره
بالخير الخير
الكثير ولما
سمعه سعيد بن
جبير قال له
إنما يقولون
أنه نهر في الجنة
فقال بن عباس
النهر من
الخير الكثير
. )إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ[
إنا
أعطيناك
واصطفيناك
للنبوة
والرسالة . وجعلناك
خاتم
الأنبياء
وجعلناك
شاهداً علي كل
الأمم ولا
يشهد عليك أحد
. إنا أعطيناك
ورفعنا لك
ذكرك فلا يقبل
الإسلام من
أحد إلا إذا
شهد لك
بالرسالة . إنا
أعطيناك
الشفاعة فما
تشفعت لأحد
إلا شفعك الله
فيه .
إنا أعطيناك
الشفاعة يوم
القيامة يوم
تذهل كل مرضعة
عما أرضعت
ويذهل كل
الناس ويتخلى
جميع
الأنبياء عن
الشفاعة حتى
يجيئهم الناس
مستشفعين
ولكنهم حين
يجيئون إليك
تقول أنا لها
أنا لها فيقال
لك يا رسول
الله سل تعطى واشفع
تشفع .
إنا أعطيناك
الوسيلة والفضيلة
والدرجة
الرفيعة وهي
كالشمس في كبد
السماء .
إنا أعطيناك
كتاباً هو
أعظم الكتب وأنت
الأمي
ومنحناك ما لم
يمنح لغيرك .
أعطيناك
وجعلنا نسلك
عديدين وهم
بركة الدنيا
ومصابيح
الجنة وكلهم
من بنت واحدة . )إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ[ تفضلنا
عليك
وأعطيناك ما
لم يعط لأحد
غيرك وأكرمناك
كرامة ما
نالها أحد
سواك . هذا
عطاء جزيل
والعطاء
يحتاج لشكر . والنبي
(صلى
الله عليه
وسلم) كان
يصلي ويبكي
وسأله سيدنا
بلال أتبكي يا
رسول الله وقد
غفر الله لك
ما تقدم من
ذنبك وما تأخر
قال (صلى الله
عليه وسلم)
أفلا أكون
عبداً شكوراً
. فهو (صلى الله
عليه وسلم)
يعلم نعم الله
الجزيلة التي
منحها الله له
وتفضل بها
عليه ويعلم أن
كل ذلك يحتاج
للشكر فهو
يبكي في صلاته
شكراً لله علي
نعمه . ولذلك
كان البلاء
قدر العطاء
ويقول بعضهم
الهموم علي
قدر الهم .
لذلك كان أقل
الناس هماً المجانين
والأطفال ،
والمعروف أن
العظم علي قدر
اللحم فإن
اشتريت رطلاً
من اللحم أخذت
منه ربع رطل
من العظم وإن
اشتريت
قنطاراً من اللحم
أخذت منه عشرة
أرطال من
العظم . وقد
روي (أشدكم
بلاء
الأنبياء ثم
الأولياء ثم
الأمثل فالأمثل)
وكل منهم له
من عظم
البلايا قدر
ما ينال من
لحم العطايا . وقد
رأي سيد
المرسلين (صلى
الله عليه
وسلم) من
البلايا
الشيء الكثير
فقد هم قومه
بقتله وقذفوه
بالحجارة حتى
أدموا قدميه
وأخرجوه من بلده
وحاربوه
وحفروا له
حفرة في غزوة
أحد فوقع فيها
حتى شج وجهه
وكسرت
رباعيته
ووضعوا النجاسة
علي ظهره
الشريف
وألحقوا به
أنواع الأذى
حتى كان يأتيه
ملك الجبال
ويقول له أن
الله أرسلني
فلو شئت
لأطبقت عليهم
الأخشبين أي
الجبلين
ولكنه (صلى الله
عليه وسلم) كان
يقول اللهم
أهد قومي
فأنهم لا
يعلمون . )إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ[ إنا
أعطيناك
الخير الكثير
. والشكر
يستدعي أن
تقوم بحق الله
وبحق العباد .
وحق الله أن
تقوم بالصلاة
شكراً لله .
وحق العباد أن
تطعم الفقير . )فَصَلِّ
لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ َ[ وخص
النحر لأن
الفقراء قلما
يأكلون اللحم
إذن فليكن في
مالك نصيب
للمحرومين . ومن
حافظ علي
الصلاة كان
لغيرها أحفظ
ومن شكر الله
فيها كان في
غيرها أشكر
ومن تكرم
باللحم علي
الفقراء كان
تكرمه بغيره
أولي . )إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ
(1) فَصَلِّ
لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ (2)
إِنَّ
شَانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ
(3)[ لم يكن
لأحد من
المخلوقين
منة علي النبي
(صلى
الله عليه
وسلم) حتى
أبوه فإنه
توفي والنبي (صلى
الله عليه
وسلم) طفل
حتى لا تكون
له عليه منة .
والسيدة
خديجة رضي
الله عنها
ليست لها منة
عليه (صلى الله
عليه وسلم)
بل هو صاحب
الفضل وصاحب
المنة عليها
ومن قال غير
ذلك فقد جانبه
الصواب . )إِنَّا[
بجلالنا
)أَعْطَيْنَاكَ [نحن
الذين
أعطيناك ولم
يكن لحد عليك
منة . )أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ [وتفضلنا
عليك ومنحناك
خيراً كثيراً
في الدنيا
والآخرة حساً
ومعني وهذا
العطاء لم يعط
مثله لأحد
غيرك .
جعلناك خاتم
النبيين ولم
يكن ذاك لأحد
وحتى تكون
شاهداً علي
غيرك ولا يشهد
عليك أحد وحتى
تكون شريعتك
ناسخة لشريعة
غيرك ولا ينسخ
شريعتك أحد .
ورفعنا لك
ذكرك فاسمك
مقرون باسم
ربك ، والأذان
للصلاة لا يصح
بغير ذكرك
وشهادة الإسلام
لا تنفع إلا
بذكر اسمك مع
ذكر ربك .
وأبواب
الجنة لا تفتح
إلا بك فأنت
فاتح أبواب
الجنة ولك
الدرجة
الرفيعة التي
لا تكون إلا
لك . وجعلنا
أمتك صدورهم
أناجيلهم
وليس هذا لأحد
غيرك .
وأنزلنا
عليك القرآن
العظيم فيه
بيان لكل شيء
يفرق بين الحق
والباطل .
بلسان عربي مبين
)لَا
يَأْتِيهِ
الْبَاطِلُ
مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ
وَلَا مِنْ
خَلْفِهِ
تَنْزِيلٌ
مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ[(
1 ) وتكلفنا
بحفظه إلي يوم
القيامة
وجعلناه ميسراً
في الذكر )وَلَقَدْ
يَسَّرْنَا
الْقُرْآَنَ
لِلذِّكْرِ[( 2 ) وفهمه
ميسر حتى
للعوام فلو
كان قارئ
القرآن يحسن
الوقف عند
المواقف فإن
المستمع
يفهمه حتى وإن
كان من العوام
.
ونصرناك
بالرعب ولم
يكن ذلك لأحد
غيرك . وقد فهم
ذلك أبو بكر
الصديق رضي
الله عنه وفهم
أكثر منه لأنه
في إحدى
الغزوات بالغ
النبي (صلى
الله عليه
وسلم)
بالدعاء إلي
الله سبحانه
وتعالي ورفع
يديه حتى ظهر
بياض إبطيه (صلى
الله عليه
وسلم)
فقال له أبو
بكر الصديق
رضي الله عنه
ما معناه هون
عليك يا رسول
الله فلو كنت
وحدك لنصرك الله
.
وجعلنا لك
الأرض مسجداً
ولم يكن ذلك لأحد
غيرك .
وجعلنا لك
ولأمتك الأرض
طهوراً فإذا فقدت
الماء تطهرت
بالتراب ولم
يكن ذلك لأحد
غيرك .
وشرعنا لك
الطهارة
بالماء فإذا
تنجس الثوب
تزال النجاسة
بالماء وكان
في شريعة بعض
الأمم
السابقة أن
النجاسة لا
تزال إلا إذا
كشط الجلد
النجس أو قطع
الثوب النجس .
وأحللنا لك
الغنائم في
الحرب ولم يكن
ذلك لأحد غيرك
. )إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ[
صلوات الله
وسلامه عليك
يا رسول الله .
يقول الحق جل
جلاله )إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ[ بعض
العلماء يئول
الآية بأن
المقصود إنا
قضينا لك بذلك
وهذا التأويل
جاء رداً علي
اعتراض وهو أن
الله تعالي
قال له (صلى
الله عليه
وسلم)
في سورة الضحى
)وَلَسَوْفَ
يُعْطِيكَ
رَبُّكَ
فَتَرْضَى [ لذلك
لجأ المفسرون
إلي الجمع بين
الآيتين بتفسير
قوله )إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ[ أي
قضينا لك في
الدنيا وقوله)وَلَسَوْفَ
يُعْطِيكَ[أي سنعطيك في
الآخرة .
وهذا
التأويل لا
داعي له والله
أعلم إذ أن
الله تعالي
أعطي النبي (صلى
الله عليه
وسلم)
في الدنيا
عطاء جزيلاً
وفي الآخرة
عطاء أعظم يفوق
العد والحصر .
والخلاصة أن
المعني هو
أننا تفضلنا عليك
ولم نجعل
لمخلوق عليك
منة ومنحناك
سعادة الدارين
وأجزلنا لك من
العطاء ما لم
نعطه لأحد
غيرك ولن
نعطيه لأحد
غيرك . وهذه
نعمة عظمي
تحتاج للشكر،
وأنت شاكر ،
فدم علي ذلك
ودم علي الشكر
وهذا لا يتحقق
إلا بالقيام
بحق الخالق
الممثل في
الصلاة وحق
المخلوق
الممثل في إطعام
الطعام ،أفعل
ذلك لتسن
لأمتك أن شكر
المنعم علي
أنعامه واجب
ولا يتأتي ذلك
إلا بالقيام
بحق الخالق
والمخلوق
وضرب الله مثلاً
لحق الخالق
بالصلاة ولحق
المخلوق
بإطعام الطعام
وهذا قوله
سبحانه
وتعالي ) إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ
(1) فَصَلِّ
لِرَبِّكَ
وَانْحَر(2) [ .
أي داوم علي
صلاتك صلاة
مطلقة
والمراد عبادة
الله لا خصوص
الصلاة لأنها
لما كانت أهم
أركان الدين
بعد
الشهادتين
خصها بالذكر،
ولما كان
إطعام الطعام
فيه خير كثير
وكان أفضل الطعام
اللحم لذلك
خصه أيضاً
بالذكر . وإذا
كان الإنسان
محافظاً علي
الصلاة كان
لغيرها أحفظ
ومن أطعم
اللحم كان
لغيره أكثر
إطعاماً .
والمقصود
بالصلاة
طبعاً الصلاة
الحقيقية
التي تكون
بالقلب لا
بالجسم فقط
والتي تنتهي
عند الفحشاء
والمنكر )إِنَّ
الصَّلَاةَ
تَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ[
والتي تجعل
المصلي ينتهي
عن فعل
المعاصي وإذا
حدث ووقع فيها
كانت كالبرق
اللامع ودخل
في قول الله
تعالي )إِنَّ
الَّذِينَ
اتَّقَوْا
إِذَا
مَسَّهُمْ
طَائِفٌ مِنَ
الشَّيْطَانِ
تَذَكَّرُوا
فَإِذَا هُمْ
مُبْصِرُونَ[(1) لأن
المؤمن ليس
معصوماً فقد
تأتيه بعض
الخواطر من
الشيطان
فمثلاً تراه
قد يركن إلي
صديقه أو يفرح
بقلبه بابنه
البار أو يفرح
بزوجته . وهذا
الركون أو
الفرح القلبي
يجعل القلب
يغفل وينعس
ولكن لكون هذا
النوم نوماً
خفيفاً فإنه
ينتبه منه
حالاً ولا
يتمكن
الشيطان من
دخول قلبه ولا
يستطيع أن
يسرق من قلبه
شيئاً من حلاوة
الإيمان
والعقيدة ،
ولذلك تراه
يدرك أن قلبه
قد نعس وغفل
فيسرع
بالاستغفار
من غفلته ويذكر
ربه فيهرب
الشيطان وإذا
هو من المبصرين
.
نجد كثيراً
من الناس في
بيان أحوال العقيدة
وتقريرها
وشرحها
باللسان نجده
عالماً لا
يباري . ولكن
إذا اختبرته
في التطبيق تجده
طفلاً صغيراً
. فمثلاً إذا
رأي صديقاً له
وقع في شدة
تراه يذكر له
الآيات
والأحاديث والحكم
والنصائح
ومنها قوله كل
ما يصدر من
الجميل جميل .
وكل شيء من
المقادير .
إلي غير ذلك .
وإذا وقع هو
في شدة أو
ورطة تراه نسي
كل شيء من هذا الكلام
ويكاد أن يكفر
لاعتقاده في
أن الأسباب
التي فقدها هي
التي أدت إلي
وقوعه في هذه
الورطة وإلي
فقدانه
المسبب .
لكن أنظر إلي
أحوال
العارفين
يقول أبو
الحسن
الشاذلي رضي
الله عنه
(يئست من نفع
نفسي لنفسي
فكيف لا أيأس
من نفع غيري
لها ، ورجوت
الله لغيري
فكيف لا أرجوه
لنفسي) أي أنه
إذا جاءك أي
أذي ولو من
برغوث ولو كنت
القطب الغوث
فسوف يؤذيك
ولا تنفع القطبانية
لأن القطب
الغوث مقهور
والقهار هو
الله تعالي
فإذا كنت لا
تستطيع إنقاذ
نفسك من أذي
البرغوث
وتيأس من نفع
نفسك لنفسك
لأن الله
تعالي أعجزك
عن ذلك فكيف
لا تيأس من
نفع الغير لها
. كيف تترك ربك
القادر
وتعتمد علي
غيره العاجز .
وآخر يدعو
الناس ويسأل
الله لهم أن
يفرج الكرب
عنهم ولكن إذا
وقع في كرب
وضيق نسي ربه
ولم يسأله
لنفسه . )إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ
(1) فَصَلِّ
لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ (2)
إِنَّ
شَانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ (3)[ إنا
أعطيناك
الخير الكثير
ومن الخير
الكثير إن
اصطفيناك
حبيباً .
أعطيناك
المحبة فأنت
الحبيب
المحبوب ولأجل
عين تكرم آلاف
العيون المصطفي
(صلى
الله عليه
وسلم)
حبيب الله وقد
أخبره في ليلة
الإسراء بذلك
بقوله (واتخذتك
حبيباً) والنبي (صلى
الله عليه
وسلم)
قال (أنا حبيب
الله والمصلي
علي حبيبي فمن
أراد أن يكون
حبيباً
للحبيب
فليكثر من
الصلاة علي
الحبيب) )قُلْ
إِنْ
كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ
اللَّهُ[ (
1 ) ) مَنْ
يُطِعِ
الرَّسُولَ
فَقَدْ
أَطَاعَ اللَّهَ[( 2 )من أحبك
أحبه الله ومن
عاداك أبغضه
الله . )إِنَّ
شَانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ [الأبتر
أي المقطوع
قيل مثلاً من
مات ولم يترك ابناً
ذكراً . أو لم
يترك الأثر
الحسن أو المقطوع
منه شيء .
قيل في سبب
النزول أن
العاص بن وائل
كان واقفاً
بباب المسجد
يتحدث مع
النبي (صلى
الله عليه
وسلم)
فلما دخل
النبي (صلى
الله عليه
وسلم)
المسجد سأله
الكفار مع من
كنت تتحدث قال
(صلى
الله عليه
وسلم)
مع الأبتر
يقصد النبي (صلى
الله عليه
وسلم)
الذي مات ابنه
الذكر
إبراهيم
فيكون ليس له
ولد ذكر بعد
موت إبراهيم .
تأمل دفاع
الحق جل جلاله
عن حبيبه (صلى
الله عليه
وسلم) )إِنَّ
شَانِئَكَ
هُوَ
الْأَبْتَرُ [أن من
يبغض الرسول (صلى
الله عليه
وسلم)
هو المبغض لله
والمحب لرسول
الله (صلى الله
عليه وسلم) هو المحب
لله والمحبوب
له الرسول
أعطي خيراً كثيراً
فهو ليس ابتر
فهو أغني
الناس وهو وإن
لم يترك ولداً
ذكراً فقد ترك
بنتاً هي
السيدة فاطمة
الزهراء رضي
الله عنها
وذريته منها
أكثر الذريات
وهم بركة
الدنيا
ومصابيح
الجنة . وقد
قال الحق جل
جلاله )النَّبِيُّ
أَوْلَى
بِالْمُؤْمِنِينَ
مِنْ
أَنْفُسِهِمْ
وَأَزْوَاجُهُ
أُمَّهَاتُهُمْ[( 3 ) فأبوة
النبي (صلى
الله عليه
وسلم)
الروحية شملت
جميع
المؤمنين بل
هو أب الخلق قاطبة
مؤمنين
وغيرهم وقد
ورد في الحديث
أن آدم عليه
السلام قال
للنبي (صلى
الله عليه
وسلم)
(مرحباً بابن
صورتي وأب
معناي) فهو (صلى
الله عليه
وسلم)
أب للجميع وأب
للملائكة وأب
للحور
والولدان .
فهل هذا أبتر
؟
الذي يذكر
علي كل لسان
في كل مئذنة
ومنبر ومسجد
وفي كل صلاة
هل هو أبتر؟
والذي ترك
ذرية وعلماء
كأنبياء بني إسرائيل
هل هو أبتر ؟
أجاب الحق
بقوله كلا )إِنَّ
شَانِئَكَ[ ومبغضك
)هُوَ
الْأَبْتَرُ [ –
والله أعلم |
---|