Sam Eldin الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي
Alshak Mohamed Altaher
١ مرشد الانام

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمدك اللهم حمدا كثيرا مباركا فيه، حمداً يوافي نعمك، ويكافئ مزيدك، حمدا نرجو به رضاك ونسألك به أن تقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونصلى ونسلم على نبيك وعبدك ورسولك الهادي إلى سواء السبيل، كما نسألك أن تربط قلوبنا بمحبته كل الارتباط وبعد..

فيا أيها القارئ الكريم إن هذا الكتاب الذى بين يديك قدر الله أن يأخذ مكانه في المكتبة الإسلامية لتنهل منه جماهير القراء الذين يبحثون عن الثقافة الإسلامية الصافية الصحيحة، وقد احتوى هذا الكتاب على مباحث هامة مفيدة تتناول موضوعات جليلة تنفع المسلمين  في تصحيح عقيدته وسلامة عبادته .. ولقد قال عنه شيخنا رضى الله عنه  بحق" وقد اشتمل نظمنا هذا بحمد الله مع شرحه المذكور على المهم الضروري – من ذلك – بحيث من طالعهما ثم عمل بما علم منهما لقى الله تعالى وهو عنه راض إن شاء الله تعالى.

وغاية شيخنا البحث عن الحقيقة مجردا نفسه عن التعصب والهوى، فهو لا يمقت الأفراد لأنهم يخالفونه في الرأي بل إنه يرفض الرأي إذا خالف الحقيقة، مما ستطالعه في ثنايا هذا الكتاب.

ولهذا الكتاب قصة .. فقبل عام 1948 كتب الشيخ رضوان الله عليه منظومة " مرشد الأنام لما يلزمهم معرفته من الأحكام " ثم شرحها؛ وفي عام 1393 هـ ، 1973م تم طبع المنظومة وحدها، وكتب الشيخ في أخرها يقول:  "وضع الناظم شرحا وافيا على هذه المنظومة سوف يطبع إن شاء الله تعالى" وقد حقق الله تعالى من فضله رجاء الشيخ على أيدى أبنائه ومحبيه .. فكان هذا الكتاب الذى بين يديك.

ولما عقدنا العزم على طباعة هذا الشرح عَنَ لنا أن نخرج الأحاديث وأن نعزوها إلى مصادرها مشيرين إلى رقم الصفحة والباب في كل حديث، وأن نبين مواضع الآيات من الذكر الحكيم .. لكنا آثرنا أن نخرج الكتاب كما سطره والدنا رضى الله عنه، ولم يكن إيثارنا لهذا الرأي رعونة ولا كبرياء أو إيثار للدعة والراحة نعوذ بالله من كل ذلك .. إنما هو منهج، فنحن نضيق بالابتذال والترخص في مجال العلم، كما نضيق به في كل مجال، وحسبنا أن والدنا الشيخ رضى الله عنه قد عزا كل حديث أورده إلى مصدره – لا يكاد يفلت من هذا إلا ما هو مشهور ومعروف – وأشار إلى حاله من الصحة والضعف. وهذا لأهل هذا الشأن، وقد سبقنا إلى هذا المنهج – الذى نحسبه قويما إن شاء الله – رواد نذكر منهم الإمام المنذرى صاحب الترغيب والترهيب الذى يقول في مقدمة كتابه: " ... فاذكر الحديث ثم أعزوه إلى من رواه من الأئمة أصحاب الكتب المشهورة التى يأتي ذكرها. وقد اعزوه إلى بعضها دون البعض طالبا للاختصار لاسيما إن كان في الصحيحين أو في أحدهما ثم أشير  إلى صحة إسناده وحسنه أو ضعفه ونحو ذلك، وإن لم يكن من عزوته إليه ممن التزم إخراج الصحيح فلا اذكر الإسناد كما تقدم لأن المقصود الأعظم من ذكره إنما هو معرفة حالة من الصحة والحسن والضعف ونحو ذلك ؛ وهذا لا يدركه إلا الأئمة الحفاظ أولو المعرفة التامة والإتقان فإذا أشير إلى حاله أغنى عن التطويل بإيراده .. واشترك في معرفة حاله من له يد في هذه الصنعة وغيره. وأما دقائق العلل فلا مطمع في شىء منها لغير الجهابذة من النقاد أئمة هذا العلم ... الخ.

ولقد بذلت جهود ليست بالهينة في سبيل إخراج هذا الكتاب في ثوبه القشيب، والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.

                                                  أبنـــــــاؤك

                                محمد محمد أحمد الطاهر الحامدى

                              مفتش أول علوم شرعية وعربية بالأزهر

                                الطاهر محمد احمد الطاهر الحامدى

                                   مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر