الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي
Alshak Mohamed Altaher ٤ بدايه مرشد الانام |
---|
قال فكن تقايا
ذا هدا كريما اخا عفاف
قانعا حليما لما
ذكر فى البيت
السابق ان الخير
كله والعز الحقيقى
فى الدنيا انما
هو فى تقوى الله
تعالى ومن ثم قال
(صلى الله عليه
وسلم) اتق الله
حيث ما كنت واتبع
السيئه الحسنه
تمحها وخالق الناس
بخلق حسن رواه
الترمذى وسثل
(صلى الله عليه
وسلم) عن اكثر ما
يدخل الناس الجنه
فقال الناس الجنه
فقال – تقوى الله
وحسن الخلق وعن
اكثر ما يدخل الناس
النار فقال الفم
والفرح اخرجه الترمذى
وصححه حث المريد
فى هذا البيت وفيما
بعده على التحقق
بتقوى الله تعالى
والتخلص بالاخلاق
الفاضله فكن تقيا
زاهدا الخ والتقوى
كما قال العلماء
على ثلاث درجات
تقوى العوام وهى
ان يتقى العبد
الاشراك بالله
تعالى يقول عمر
بن العزيز رضى
الله عنه ليس تقوى
الله بصيام النهار
ولا بقيام الليل
والتخليط فيما
بين ذلك ولكن تقوى
الله ترك ما حرم
الله واداء ما
افترض الله فمن
زاد بعد ذلك خيرا
فهو خير الى خير
وتقوى خواص الخواص
وهو ان يتقى العبد
جميع ما يشغل قلبه
عن الله تعالى
ويناسبها قول الامام
على رضى الله عنه
التقوى هى الخوف
من الجليل والعمل
بالتنزيل والقناعه
بالقليل والاستعداد
ليوم الرحيل وفى
الدر المنثور عن
سعيد بن ابى سعيد
المقبرى قال بلغنا
ان رجلا جاء الى
عيسى ابن مريم
عليه الصلاة والسلام
فقال يامعلم الخير
كيف اكون تقيا
لله كما ينبغى
قال : بيسير من الامر
تحب الله بقلبك
كله وتعمل بكد
حك وقوتك – يعنى
تبذل الجهد فى
طاعة الله وخدمته
– ما استطعت وترحم
ابن جنسك قال : من
ابن جنسى يا معلم
الخير قال : ولد
ادم كلهم ومالا
تحب ان يؤتى اليك
فلا تاته الى احمد
فانت تقى الله
حقا ووصف على رضى
اللع عنه المتقين
فقال هم اهل الفضائل
منطقهم الصواب
وملبسهم الاقتصاد
ومشيتهم التواضع
غضوا ابصارهم عما
حرم الله ووقفوا
اسماعهم على العلم
النافع لهم نزلت
نفوسهم فى البلاء
كالتى نزلت فى
الرخاء – يعنى انهم
راضون عن الله
تعالى فى كل حال
– لولا الاجل الذى
كتب الله لهم لن
تستقر ارواحهم
فى اجسادهم طرفه
عين شوقا الى الثواب
وخوفا من العقاب
عظم الخالق فى
نفوسهم فصغر ما
دونه فى اعينهم
فهم والجنه كمن
رأها فهم منعمون
وهم والنار كمن
رأها فهم خالدون
فيها خالدون معذبون
– لعل المراد انهم
لقوة يقينهم صاروا
فى التصديق بالجنه
كأهلها المنعمين
فيها وفى التصديق
بالنار كأهلها
المعذبين فيها
– قلوبهم محزونه
وشرورهم مأمونه
واجسادهم نحيفه
وحاجاتهم خفيفه
وانفسهم عفيفه
صبروا اياما قصيره
اعقبتهم راحه طويله
تجاره رابحه يسرها
لهم ربهم ارادتهم
الدنيا فلم يريدوها
واسرتهم فقدوا
انفسهم منها الى
اخر ما قال وحقيقه
الزهد ان لا يتعلق
قلبك بشئ سوى الله
تعالى ولا يثق
بعرض مما يغنى
ويزل سواء كان
ذلك موجودا باليد
عليه قول (صلى الله
عليه وسلم ) فيما
روى الترمذى مرفوعا
ليست الزهادة فى
الدنيا بتحريم
الحلال ولا اضاعه
المال ولكن الزهاده
فى الدنيا الا
تكون بما فى يدك
او ثق مما فى يد
الله تعالى وان
تكون فى ثواب المصيبه
اذا اصبت بها ارغب
فيها لو انها ابقيت
لك وقال امير المؤمنين
– على كرم الله وجهه
فيما يظهر – لو ان
رجلا اخذ جميع
ما فى الارض واراد
به وجه الله تعالى
بسم زاهدا ولو
انه ترك جميع ما
فى الارض ولم يرد
يتركه وجه الله
تعالى لم يسمى
زتهدا ولا كان
لك الله تعالى
فى ذلك عابدا وعن
الامام مالك رضى
الله ليس الزهد
فقد المال ولكن
فراغ القلب منه
وقال سفيان رضى
الله عنه الزهد
قصر الامل ولبس
باكل الغليظ ولبس
العباء وقال الجنيد
اتصغار الدنيا
ومحو اثارها من
القلب وقال الشبلى
هو ان تزهد فيما
سوى الله تعالى
وهذا على المراتب
فظهر ان الزهد
الحقيقى هو ان
يكون قلبك مشغولا
بالله تعالى وحده
وان لا تبالى بالدنيا
شرقت ام غربت اقبلت
ام ادبرت ولا تكترث
بشئ من مظاهرها
مطلقا بل تأخذ
من مباحها ما وجدت
وتتناول من مطعوماتها
وملبوساتها ما
تيسر لك فلا تكن
مشغولا بموجود
ولا اسفا على مفقود
عملا بقوله تعالى
( لكى لا تأسوا على
ما فاتكم ولا تفرحوا
بما اتاكم ) فاذا
تحقق بذلك كنت
زاهدا حقا ولو
ملكت الدنيا بحذفيرها
وعن الامام احمد
بن حنبل رضى الله
عنه الزهد على
ثلاثه اوجه ترك
الحرام وهو زهدا
العوام والثانى
ترك الفضول من
الحلال وهو زهد
الخواص والثالث
ترك ما يشغل العيد
عن الله تعالى
وهو زهد العارفين
ويعجبنى قول حامد
اللفاف انى لارضى
منكم باربعه وان
كاف السلف على
خلاف احدها ان
تهتموا لتقصير
الفريضه كما كانوا
يهتمون لتقصير
الفضيله والثانى
ان تخافوا على
ذنوبكم ان لا تغفر
كما كانوا يخافون
على الطاعه ان
لا تقبل والثالث
ان تزهدوا فى الحرام
كما كانوا يزهدون
فى الحلال والرابع
ان تؤتوا الشفقه
والمعروف الى اخوانكم
واصدقائكم كما
كانوا يؤتونها
الى اعدائهم اه
واعلم ان الزهد
سبب محبه الله
تعالى التى هى
اسمى الغايات فمن
سهل بن سعد الساعدى
رضى الله عنه قال
جاء رجاء رجل الى
النبى (صلى الله
عليه وسلم ) فقال
يا رسول الله دلنى
على عمل اذا عملته
احبنى الله واحبنى
الناس قال ازهد
فى الدنيا يحبك
الله وازهد فيما
عند الناس قال
النووى حديث رواه
ابن ماجه وغيره
باسينيد حسنه والكرم
هو انفاق المال
فى مرضاه الله
تعالى فيشمل النفقه
على الاهل والعيال
واخراج الزكوات
الةاجبه والمصدقات
المندوبه على الفقراء
والمساكين والانفاق
على الاخوان والضيفان
والبذل لوقايه
العرض وواجبات
المرؤه وسائر وجوه
الخير والاحسان
كبناء المساجد
والقناطر واقامه
السبل ودور المرضى
مع مراعاه الاعتدال
فى كل ذلك بحيث
لا يكون هناك اسراف
ولا اقتار كما
قال تعالى (ولا
تجعل يدك مغلوله
الى عنقك ولا تبسطها
كل البسط فتقعد
ملوما مسحورا
) وقال فى وصف عباد
الرحمن ( والذين
اذا انفقوا لم
يسرفوا ولم يقتروا
وكان بين ذلك قواما)
ويرداف الكرم السخاء
والجوزد وبعضهم
يجعل الجود على
من السخاء كما
ان الايثار اعلى
من الجود وعليه
قول القائل – من
اعطى البعض وابقى
البعض فهو صاحب
سخاء ومن بذل الاكثر
ومبقى لنفسه شيئا
فهو صاحب جود ومن
واسى الفقراء واثر
غيره بالبلغه فهو
صاحب بخل ومن تمام
الكرم ان لا يمن
الانسان بما اعطى
وان يكون قلبه
طيبا بما انفق
وان يترك المضايقه
والستقصاء فى المعاملات
كما قال الامام
على رضى الله عنه
ما استقصى كريم
حقه وان تظهر عليه
البشاشه عند السؤال
تراه اذا ما جئته
متخلا كأنك تعطيه
الذى انت سائله
ومن اروع ما عرف
من مظاهر الكرم
والابثار ما اخرجه
المرطأ عن عائشه
رضى الله عنها
ان مسكينا سالها
وهى صائمه وليس
فى بيتها الا رغيف
فقالت لمولاه لها
اعطيع اياه فقالت
ليس لك تفطرين
عليه قالت اعطيه
اياه فلما امسينا
اهدى لنا اهل بيت
او انسان ما كان
يهدى لنا شاه وكفنها
– ارغفه كانت ملفوفه
فيها – فدعتنى عائشه
فقالت كلى من هذا
الخير من قرصك
وقد روى الترمذى
مرفوعا ومرسلا
السخى قريب من
الله قريب من الجنه
قريب من الناس
بعيد من النار
والبخيل بعيد من
الله بعيد من الجنه
بعيد من الناس
قريب من النار
ولجاهل سحى احب
الى الله من عابد
بخيل واخرج البخارى
فى صحيحه عنه (صلى
الله عليه وسلم
) انه قال ما من يوم
يصبح العباد فيه
الا ملكان ينزلان
فيقول احدهما اللهم
اعط منفقا خلفا
ويقول الاخر اللهم
اعط ممسكا تلفا
واخرج مسلم ان
رسول الله (صلى
الله عليه وسلم
) قال : ما نقصت من
مال وما زاد الله
عبدا بعفو الاعزا
وما تواضع احد
لله الا رفعه الله
عز وجل وروى الترمذى
وقال حسن صحيح
عن عائشه رضى الله
عنها انهم ذبحوا
شاة فقال النبى
(صلى الله عليه
وسلم ) ما بقى منها
قالت ما بقى منها
الا كتفها قال
بقى كلها كتفها
قال النووى معناه
تصدقوا بها الا
كتفها فقال لنا
فى الاخره الا
كنقها وروى ابو
داود فى مراسيله
اذا اراد الله
يقوم خيرا ولى
امرهم الحكماء
– العادلين الذين
يضعون كل شئ موضعه
– وجعل المال عند
السمحاء واذا اراد
الله يقوم شرا
ولى امرهم السفهاء
وجعل المال عند
البخلاء قلت وهذا
من دلائل نبوته
(صلى الله عليه
وسلم ) فهو واقع
مشاهد الان وقولنا
اخا عفاف اى وكن
صاحب عفه وصيانه
والعفه هى ضبط
النفس عن الشهوات
وصونها عن سؤال
الخلق والتطلع
لما فى ايديهم
وهى رأس الفضائل
كلها من اتصف بها
قامت له بحجه ما
سواها اى سدت مسد
غيرها – وسهلت له
سبيل الوصول الى
المحاسن قاطبه
ولا يكون الانسان
تام الفه حتى يكون
عفيف القلب واليد
واللسان والسمع
والبصر وسائر الجوارح
فعفه القلب عدم
التشهى للملاذ
البدنيه وعفه اليد
ان لا تباشر بها
شيئا مما حرم الله
تعالى وان لا تمدها
لسؤال الخلق وعفه
اللسان ترك السخريه
والغيبه والهمز
والتنابر بالالقاب
وعفه البصر كفه
عن النظر الى المحارم
وعورات الناس وزينه
الدنيا المولده
للشهوات الرديئه
وعفه السمع عدم
الاصفاء الى المسموعات
القبيحه وضابط
عفه الجوارح كلها
ان لا يطلقها صاحبها
فى شئ مما يخص كل
واحده منها الا
فيما سوغه الشرع
والعقل دون الشهوة
والهوى وللعفه
الكامله شروط وهى
ان لا تكون عفته
عن الشئ انتظارا
لاكثر منه او لانه
لا يوافقه او لجمود
شهوته او لا ستشعار
خوف عاقبته او
لانه ممنوع من
تناوله – اى غير
متمكن منه – او انه
غير عارف للمقصود
منه فأن ذلك كله
ليس بعفه بل هو
اصطبار او تطيب
او حرص او حزم او
عجز او جهل قانعا
اى وكن ايضا قانعا
بما اعطاك الله تعالى والقناعه
هى الاكتفاء بالموجود
والرضى بما اقسم
الله تعالى لك
وقال عبد الله
بن خفيف القناعه
ترك التشوف الى
المفقود والاستغناء
بالموجود وهو قريب
مما قبله وقد ورد
فى مدح العفه والقناعه
ترك التشوف الى
المفقود والاستغناء
بالموجود وهو قريب
مما قبله وقد ورد
فى مدح العفه والقناعه
مالا يحصى قال
تعالى : ( يحسبهم
الجاهل اغنياء
من التعفف لا يسألون
الناس الحافا
) وروى البزار ان الله يحب
الغنى المتصدق
والفقير المتعفف
وروى ابن خزيعه
فى صحيحه مرفوعا
اول ثلاثه يدخلون
الجنه الشهيد وعبد
مملوك احسن عباده
ربه ونصح لسيده
وعفيف متعفف ذو
عيال وروى مسلم
والترمذى مرفوعا
افلح من اسلم ورزق
كفافا وقنعه الله
بما اتاه والكفاف
من الرزق هو ما
كف عن السؤال ولم
يزد عن قدر الحاجه
وعن ابى سعيد الخدرى
رضى الله عنه ان
ناسا من الانصار
سألوا رسول الله
(صلى الله عليه
وسلم ) فاعطاهم
ثم سالوه فاعطاهم
حتى نفذ ما عنده
ثم قال ما يكون
عندى من خير فلن
ادخره عنكم ومن
يستعف يعفه الله
ومن يستغن يغنه
الله ومن يتصبر
يصبره الله وما
اعطى احد عطاء
هو خيراً واوسع
من اصبر اخرجه
فى الموطأ وقيل
فى الحكم وضع الله
تعالى خمسه اشياء
فى خمسه العز فى
الطاعه والذل فى
المعصيه والهيئه
فى قيام الليل
والحكمه فى البطن
الخالى والغنى
فى القناعه ومر
ابو حازم بقصاب
معه لحم سمين فقال
خذ يابا حازم فانه
سمين فقال ليس
معى درهم فقال
انتظرك – اى اصبر
عليك بالثمن- فقال
نفسى احسن نظرة
لى منك وما احسن
قول القائل اذا ما مددت
الكف التمس الغنى الى غير من
قال اسالونى فشلت
ساصبر جهدى ان
فى الصبر عزه وارضى
بدنيائى وان هى
قلت واعلم ان القناعه
كما يؤخذ من تعريفها
المتقدم محلها
القلب فهى لا تنافى
اخذ المال من غير
مساله ولا تمنع
من الاجمال فى
طلبه وتحصيله من
وجوهه المشروعه
كما لا تنافى ادخار
ما تقتضى الحاجه
ادخاره هذا هو
التحقيق ولا يهولئك
عبارات بعض الصوفيه
فى هذا المقام
فقد قال الشعرانى
فى العهود ان بعضهم
كان يجمع من الدنيا
عنده حتى لا تستشرف
نفسه فيما فى ايدى
الناس او يقف لهم
على باب وكان على
ذلك سفيان الثورى
رضى الله عنه وقد
صح ان النبى (صلى
الله عليه وسلم
) ادخر قوت سنه لعياله
وسيلتى لهذا المبحث
مزيد بيان ان شاء
الله تعالى حليما
اى وكن ايضا حليما
فى جميع احوالك
واوقاتك والحلم
ضبط النفس عند
هيجان الغضب وقبل
احتمال الاعلى
الاذى من الادنى
وقيل رفع المؤاخذه
عن مستحقها قال
الغزالى والحلم
افضل من كظم الغيظ
لان كظم الغيظ
عباره عن التحلم
اى تكلف الحلم
ثم قال وهو اى الحلم
دلاله كمال العقل
واستيلائه وانكسار
قوة الغضب وخضوعها
للعقل ولكن ابتداؤه
بالتحلم وكظم الغيظ
تكلفا قال (صلى
الله عليه وسلم
) انما العلم بالتعلم
والحلم بالتحلم
ومن يتحر الخير
يعطه ومن يتوق
الشر يوقه وهذا
الحديث قال عنه
العراقى رواه الطبرانى
والدار قطنى بسند
ضعيف وقد اثنى
الله تعالى بالحلم
على سيدنا ابراهيم
(صلى الله عليه
وسلم ) فقال ان ابراهيم
لحليم اواه منيب
وفى صحيح البخارى
عنه (صلى الله عليه
وسلم ) ليس الشديد
بالصرعه الذى يصرع
الناس كثيرا انما
الشديد من يملك
نفسه عند الغضب
وروى مسلم عن ابى
عباس رضى الله
عنهما قال : قال
رسول الله (صلى
الله عليه وسلم
) لاشج عبد القيس
ان فيك خصلتين
يخبهما الله تعالى
الحلم والاناه
وروى ايضا عن ابى
هريره رضى الله
عنه ان رجلا قال
يا رسول الله ان
لى قرابه اصلهم
ويقطعونة واحسن
اليهم ويسيئون
الى ويجهلون على
واحلم عنهم قال
لان كان كما تقول
فكأنما تسفهم المل
وامل هو الرمل
او الرماد وقال
معاويه لعرابه
بن اوس بم سدت قومك
ياعرابه قال يا
امير المؤمنين
كنت احلم عن جاهلهم
واعطى سائلهم واسعى
فى حوائجهم فمن
فعل فعلى فهو مثلى
ومن جاوزنى فهو
افضل منى ومن قصر
عنى فأنا خير منه
قال طلق المحيا
دائما حييا ملاطفا
مساعدا وفيا المحيا
الوجه وطلاقته
بشره وبشاشته اى
كن دائما باسم
الوجه دائم البشر
لجميع الخلق ولا
تقابل احدا بما
يكره فعن ابى ذر
رضى الله عنه قال
قال لى رسول الله
(صلى الله عليه
وسلم ) لا تحقرن من المعروف
شيئا ولو ان تلقى
اخاك يوجه طليق
رواه مسلم وفى
البخارى عن عائشه
رضى الله عنها
ان رجلا استأذن
على النبى (صلى
الله عليه وسلم
) فلما رأه اى من
داخل المنزل قال
بئس اخو العشيره
او بئس ابن العشيره
لانه كان منافقا
فلما جلس تطلق
النبى (صلى الله
عليه وسلم ) فى وجهه
وانبسط اليه فلما
انطلق الرجل قالت
له عائشه يا رسول
الله حين رأيت
الرجل قلت كذا
وكذا ثم تطلقت فى وجهه وانبسط
اليه فقال (صلى
الله عليه وسلم
) يا عائشه متى عهديتينى
فحاشا ان شر الناس
عند الله منزله
يوم القيامه من
تركه الناس اتقاء
فحشه وكن ايضا
حييا اى صاحب حياء
سرا وجهرا من الله
تعالى ومن الناس
والحياء انقباض
النفس عن القبائح
ويقال هو خلق يبعث
على اجتناب القبيح
ويمنع من التقصير
فى الحقوق فهو
يحجز عن ارتكاب
المعاصى وفعل ما
يعاب عليع شرعا
وعرفا ولهذا قال
(صلى الله عليه
وسلم ) الحياء لا
يأتى الا بخير
اخرجه البخارى
فى صحيحه واخرج
ايضا عن ابى سعيد
رضى الله عنه كان
النبى (صلى الله
عليه وسلم ) اشد
حياء من العذراء
فى خدرها وفيه
ايضا وفى الموطأ
عن ابن عمر رضى
الله عنهما ان
رسول الله (صلى
الله عليه وسلم
) مر على رجل وهو
يعظ اخاه فى الحياء
يقول انك لتستحى
حتى كانه يقول
قد اضربك الحياء
فقال رسول الله
(صلى الله عليه
وسلم ) دعه فان الحياء
من الايمان قال
الباجى معنى كون
الحياء من الايمان
انه شعبه من شعبه
وشوشرائعه او انه
مرافق له لا ينقك
عنه والمراد به
الحياء فيما شرع
الحياه فيه فاما
حياء يؤدى الى
ترك تعلم العلم
مثلا فليس بمشروع
قالت عائشه رضى
الله عنها نعم
نساء الانصار لم
يمنعهن الحياء
ان يتفقهن فى الدين
وقالت ام سليم
يا رسول الله ان
الله لا يستحى
من الحق هل على
المرأه غسل اذا
احتلمت قال نعم
اذا رأت الماء
وقال الحسن البصرى
لا يتعلم العلم
مستحيى ولا متكبر
ولذلك لم يرد شرع
بالحياء المانع
من الامر بالمعروف
والنهى عن المنكر
والحكم بالحق والقيام
به واداء الشهادات
على وجهها والجهاد
فى سبيل الله عز
وجل وسئل الجنيد
عما يورد الحباء
من الله تعالى
اى نعمه ورؤيه
تقصيره عن شكره
وزمن الحياء من
الله تعالى الا
تشكى منه الى احد
لا فقرا ولا مرضا
ولا غيرهما اللهم
الا ان يذكر لنمو
طبيب لا على احد,لا
فقرا ولا مرضا
ولا غيرهما,اللهم
الا ان يذكر ذلك
لنحو طبيب لا علي
وجه التضجر بل
علي سبيل وصف العلة
لاجل المدواة مثلا,ولا
يستعين بمخلوق
فان استعانة المخلوق
كاستغاثة المسجون
بالمسجون,و كن
(ملاطفا) اي متفرقا
في العاملة مستعملاللطيب
من الكلام و اللبن
من قول تاركا لكل
شدة و عنف خصوصا
مع الضعفاء و المساكين
قال (صلي الله علية
و سلم)(اتقوا النار
ولو بشق تمرة فمن
لم يجد فبكلمة
طيبة)اخرجه الشيخان
و اخرج مسلم عن
انس رضى الله عنه
قال لى اف قط ولا
قال لشئ لما فعلت
كذا وهلا فعلت
كذا واخرج البخارى
عن عائشه رضى الله
عنها ان يهود اتوا
النبى (صلى الله
عليه وسلم) فقالوا
السام – اى الموت
– عليكم فقلت عليكم
ولعنكم الله وغضب
عليكم فقال النبى
(صلى الله عليه
وسلم) مهلا يا عائشه
عليك بالرفق واياك
والعنف والفحشن
قالت اولم تسمع
ما قالوا قال اولم
تسمعى ما قلت رددت
عليهم دعائهم فيستجاب
لى فيهم ولا يستجاب
لهم فى واعلم ان
الملاطفه واللين
لا تطلب فى كل موضع
بل مع من يستحق
ذلك فاما اهل الكفر
والاصرار على الكبائر
والتمادى على ظلم
الناس فلا يطلب
معهم اللين والرفق
بل يطلب معهم الغلظه
والشدة قال الله
عز وجل ( يا ايها
النبى جاهد الكفار
والنافقين واغلظ
عليهم ) وقال (الزانيه
والزانى فاجلدوا
كل واحد منها مائه
جلده ولا تأخذكم
بهما رأفه فى دين
الله ان كنتم تؤمنون
بالله واليوم الاخر
وكن مساعدا لجميع
المحتاجين ومعاونا
على كل بر وخير
قال رسول الله
(صلى الله عليه
وسلم) المسلم اخو
المسلم لا يظلمه
ولا يسلمه ومن
كان فى حاجه اخيه
كان الله فى حاجته
ومن فرج عن مسلم
كربه من كرب يوم
القيامه ومن ستر
مسلما ستره الله
فى الدنيا والاخره
اخرجه الشيخان
– وعن ابى ذره رضى
الله عنه قال : قلت
رسول الله اى الاعمال
افضل قال الايمان
بالله والجهاد
فى سبيله قلت اى
الرقاب افضل اى
عتقها قال انفسها
عند اهلها واكثرها
ثمنا قلت فان لم
.افعل قال تعين
صانعا أو تصنع
لأخرق هو الذى
لا يتفق ما يحاول
فعله_قال قلت يارسول
الله ارايت ان
ضعفت عن العمل
قال تكف شرك عن
الناس فانها صدقه
منك على نفسك اخرجا
ايضا وعن ابى
هريره رضى الله
عنه قال قال رسول
الله (صلى الله
عليه وسلم) كل سلامى
اى مفصل من الناس
عليه صدقة كل يوم
تطلع فيه الشمس
تعدل بين اثنين
صدقه وتعين الرجل
فى دابته فتحمله
عليها او ترفع
له عليها متاعه
صدقه والكلمه الطيبه
صدقه وبكل خطوه
تمشيها الى الصلاه
صدقه وتميط الاذى
عن الطريق صدقه
اخرجاه ايضا وعن
ابى جزى بن سليم
قال ركبت قعودى
ثم اتيت الى مكه
فطلبت رسول الله
(صلى الله عليه
وسلم) فانخت قعودى
بباب المسجد فدلونى
على رسول الله
(صلى الله عليه
وسلم) فاذا هو جالس
عليه برد صوف فيه
طرائق حمر فقلت
السلام عليك يارسول
الله فقال وعليك
السلام فقلت انا
معشر اهل الباديه
قوم فينا الجفاء
فعلمنى كلمات ينفعنى
الله بها فقال
اذن ثلاثا فدونوت
اعد على فاعدت
عليه فقال انق
الله ولا تحرقن
من المعروف شيئا
ولو ان تلقى اخاك
يوجه منبسط وان
تفرغ وان من دلول
فى اناء المستسقى
وان امرؤ سبك بما
لا يعلم منك فلا
تسببه بما تعلم
منه فان الله جاعل
لك اجرا وعليه
وزارا لا تسبن
شيئا مما حولك
الله تعالى قال
ابو جزى فو الذى
نفس بيده ما سبت
بعده شاة ولا يعيرا
ذكره القرطبى فى
تفسيره وقال اخرجه
ابو بكر البزار
فى مسنده بمعناه
وكذ وفيا بعهدك
منجزا لوعدك سواء
كان ذلك بينك وبين
الله تعالى او
بينك وبين الناس
فان الوفاء من
لوازم الانسانيه
من تجرد عنه فقد
انسلخ عن الانسانيه
وهو قوام الناس
ونظام معايشهم
ولذلك عظم الله
تعالى شأنه فقال
( واوفوا بعهد الله
اذا عاهدتهم ) وقال
فى صفات اهل البر
( والموفون بعدهم
اذا عاهدوا) وقال
(صلى الله عليه
وسلم) اضمنوا لى
ستا من انفسكم
اضمن لكم الجنه
اصدقوا اذا حدثتم
واوفوا اذا عاهدتم
وادوا اذا ائتمتم
وغضوا ابصاركم
واحفظوا فروحكم
وكفوا ايديكم رواه
الامام احمد وابن
حبان فى صحيحه
وروى الامام احمد
والبزار والطبرانى
مرفوعا لا ايمان
لمن لا امانه له
ولا دين لمن لا
عهد له ومن تمام
الوفاء ان تفى
بصاحبك ولو ميتا
فعن عائشه رضى
الله عنها قالت
: ما غرت على امرأه
قط ما غرت على خديجه
وقد هلكت قبل ان
يتزوجنى رسول الله
(صلى الله عليه
وسلم) بثلاث لما
كنت اسمعه يذكرها
ولقد امره ربه
ان يبشرها ببيت
فى الجنه من قصب
لؤلؤ مجوف وان
كان رسول الله
(صلى الله عليه
وسلم) ليذبح الشاة
ثم يهدى فى خلتها
منها اخرجه البخارى
وروى الحاكم والبيهقى
فى الشعب عنها
ايضا رضى الله
عنها قالت جاءت
عجوز الى النبى
(صلى الله عليه
وسلم) فقال كيف
انتم كيف حالكم
كيف كنتم بعدنا
قالت بخير بابى
انت وامى يا رسول
الله فلما خرجت
قلت يا رسول الله
تقبل على هذه العجوز
هذا الاقبال فقال
يا عائشه انها
كانت تأتينا زمان
خديجه وان حسن
العهد من الايمان
وقد عظم شأن السموال
لما وفى به من دروع
امرئ القيس الدنيا مرسلا
عنه (صلي الله علية
و سلم) انه قال(ان
بدلاء امتي لا
يدخلون الجنة بكثرة
صلاة ولا صوم لا
صدقة و لكن يدخلوها
برحمة الله و سخاوة
الانفس و سلامة
الصدور) وروى ابن
واجه باسناد صحيح
و البهيقي و غيرهما
قال عبد الله بن
عمر رضى الله عنهما
(0قيل يا رسول الله
اي الناس افضل
قال كل مخموم القلب
صدوق اللسان قالوا
صدوق اللسان نعرفه
فما مخموم القلب؟
قال هو التقي النقي
لا اثم فيه
ولا بغي ولا حسد)
(خاضعا للحق) اي
منقادا للحق و
راضيا به و هو ما
حكم الله تعالي
به و رسوله علية
الصلاةو السلام
فعليك ان تلقي
ذلك بقول وتسليم
ولو لم تدرك حكمته
او كان علي خلاف
طبعك و هوي نفسك
قال تعالي : (و ما
كان لمؤمن و لا
مؤمنة اذا قضي
الله و رسوله امرا
ان يكون لهم الخيرة من
امرهم ) وقال عز
شأنه ( فلا وربك
لا يؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر
بينهم ثم لا يجدوا
فى انفسهم حرجا
مما قضيت ويسلموا
تسليما عن عابس
بم ربيعة رضى اللة
عنة قال رايت عمر
بن الخطاب رضى
اللة عنة يقبل
الحجر- يعنى للاسود
ويقول انى لاعلم
انك حجر لا تضر
ولا تنفع ولولا
انى رايت رسول
اللة صلى اللة
علية وسلام يقبلك
ما قبلتك اخرجة
الشيخان ورؤى عبداللة
بن عمر رضى اللة
عنهما يدير ناقتة
فى مكان فقيل لة
فى ذلك قال : سليم صدر
خاضعا للحق وناصحا
وراحما للخلق اى
ولتكن ايضا ايها
المريد الصادق
صدرك سليما اى
خاليا من الامراض
والعلل كالعجب
والكبر والغل والحسد
والحقد على المسلمين
بغض احد منهم لغير
موجب شرعى والكمع
وحب الثناء والمحمده
وشده الفرح بالدنيا
والاسف على فواتها
والانس بالمخلوقين
والوحشه لفرقهم
وعدم الخوف والخشيه
من الله تعالى
من نحو ذلك قال
(صلى الله عليه
وسلم) قد
افلح من اخلص قلبه
الايمان وجعل قلبه
سليما ولسانه صادقا
ونفسه مطمئنه وخليقته
مستقيمه الحديث
رواه الامام احمد
والبيهقى مرفوعا
وروى ابن ابى قال
: ملازما للصبر
فى الخطوب وتائبا
عن سائر الذنوب
الصبر هو حبس النفس
على مكروه يحمله
او محبوب يفارقه
ويقال هو قهو النفس على احتمال
المكاره فى ذات
الله تعالى ةتوطينها
على تحمل المشاق
وتجنب الجزع وقال
ذو النون هو التعابد
على المخالفات
والسكون عند تجرى
البليات واظهار
الغنى مع حلول
الفقر بساحات المعيشه
وقال الخواص الصبر
هو الثبات على
احكام الكتاب والسنه
وقيل فى قوله تعالى
( فاصبر صبرا جميلا
) الصبر الجميل
ان يكون صاحب المصيبه
فى القوم لا يدرى
من هو فليس من شروط
الصبر كما قال
القفال رحمه الله
ان لا يجد الانسان
الم المكروه ولا
ان لا ان يكره ذلك
– اى يطبعه لان ذلك
غير ممكن انما
الصبر هو حمل النفس
على ترك اظهار
الجزع فاذا كظم
الانسان الحزن
وكف النفس عن ابراز
اثاره كان صابرا
وان ظهر منه دمع
او تتغير لون وانما
يخرج عن مقام الصابرين
– كما قال الغزالى
– بالجزع وشق الجيوب
وضرب الخدود والمبالغه
فى الشكوى واظهار
الكابه وتغير العاده
فى الملبس والمفرش
والمطعم وهذه الامور
داخله تحت اختياره
فينبغى اجتناب
جميعها ويظهر الرضا
بقضاء الله تعالى
ويبقى مستمرا على
عادته ويعتقد ان
ذلك كان وديعه
عنده فاسترجعت
كما ورد عن ام سليم
وزوجها ابى طلحه
رضى الله عنهما
فى وفاة ابنهما
والقصه فى الصحيح
والصبار من لا
يجد كلفه ولا يحسن
الما بل لذلك لذه
وقد قالوا المتصبر
من يتكلف حمل ما
اصابه ويقاسى مشتقه
والصابر من يحمل
ذلك بدون مشقه
والصابر من يحمل
ذلك بدون مشقه
وان وجد الالم
واحسن به ويدل
لفضل الصبر قول
الله تعالى : ( انما
يوقى الصابرون
اجرهم بغير حساب
) وقوله ( ان الله
مع الصابرين ) قال
ابو على الدقاق
فاز الصابرون بعز
الدارين لانهم
نالوا من الله
تعالى معيه قوله
( ان الله مع الصابرين
) وسئل (صلى الله
عليه وسلم) عن الايمان
فقال السماحه والصبر
وحسن الخلق رواه
البيهقى فى الشعب
وفى الحديث الصبر
نصف الايمان رواه
ابو نعيم وعن عمر
رضى الله عنه لو
كان الصبر والشكر
بعيرين ما بليت
ايهما ركبت وقيل
فى قوله تعالى
( وجعلناهم ائمه
يهدون بأمرنا لما
صبروا ) لما اخذوا
برأس الامر – وهو
الصبر – جعلناهم
رؤساء ويعجبنى
قول بعضهم : صبرت ولم
اطلع هواك على
صبرى واخفيت ما
بى منك عن موضع
الصبر مخافه ان
يشكو ضميرى صبابتى
الى دمعتى سرا
فتجرى ولا ادرى
وقول الاخر : صاصبر
كى ترضى واتلف
حسره وحسبى ان
ترضى ويتلفنى صبرى
ويجب عليك ايضا
ان تكون تائبا
اى راجعا الى الله
تعالى من جميع
الذنوب كبائرها
وصغائرها وذلك
بان عنها فى الحال
وتندم على ما فعلته
منها قبل ذلك وتنوى
الا تعود الى ذبن
ابدا مع ملازمه
الاستغفار والمبادره
بفعل ما ضيعته
من فرائض الله
تعالى صلاة او
صوما او غيرهما
قال الامام على
رضى الله عنه التوبه
اسم يقع على سته
معان على الماضى
من الذبون الندامه
ولتضيع الفرائض
الاعاده ورد المظالم
واذابه النفس
– اى اتعابها فى
الطاعه كما ربيتها
فى المعصيه واذاقتها
مرارة الطاعه كما
اذقتها حلاة المعصيه
والبكاء بدل كل
ضحك ضحكته وقال
بعض العباد علامه
التوبه الخروج
من الجهل الجراه
على الله تعالى
– والندم على الذنب
والتجافى عن الشهوه
واعتقاد مقت النفس
المسوله للمعاصى
واخراج المظلمه
– اى ردها لاصحابها
– واصلاح الكسره
يعنى تحرى الحلال
ونرك الكذب وقطع
الغيبه والانتهاء
عن خدن السؤ وقال
سهل بن عبد الله
التوبه هى الانتقال
من الاحوال المذمومه
الى الاحوال المحمودة
وعلامه التائب
او يشغله الذنب
عن الطعام والشراب
كالثلاثه 1 الذين
خلفوا وهم كعب
بن مالك وهلال
بن اميه ومراره
بن الربيع وقال
الجنيد التوبه
هى الاعراض عن
ما دون الله تعالى
وقال ذو النون
توبه العوام من
الذنوب وتوبه الخواص
من الغفله وعن
بعضهم شتان بين
تائب يتوب من النزلات
وتائب يتوب من
الغفلات وتائب
يتوب من رؤيه الحسنات
فتوبه كل على حسب
حاله ولا ينبغى
للعاقل التسويف
فى التوبه بان
يقول اتوب غدا
فان هذه دعوى النفس
الكاذبه كيف يتوب
غدا وغدا لا يملكه
قال لقمان عليه
السلام لابنه لا
تؤخر التوبه فان
الموت ياتى بغته
وقد قالو من اخر
التوبه كان بين
خطرين عظيمين احدهما
ان تتراكم الظلمه
من المعاصى على
قلبه حتى تصير
؟ رنيا وطبعا فلا
يقبل المحو الثانى
ان يعاجله المرضى
او الموت فلا يجد
مهله للاشتغال
بالمحو فما هلك
من هلك الا بالتسيوف
قال فى عوارف المعارف
التوبه اصل كل
مقام ومفتاح كل
حال وهى بمثابه
الارض للبناء فمن
لا ارض له لا بناء
له ومن لا توبه
له لا حال له ولا
مقام وقال القشيرى
فى الرساله التوب
انتباه القلب عن
رقده الغفله ورؤيه
العبد ما هو عليه
من سؤ الحاله وانما
يصل الى ذلك من
وفقه الله تعالى
للاصغاء الى ما
يخطر بقلبه من
الزواجر اللاهيه
فقد جاء الخبر
واغظ الله فى قلب
كل امرئ مسلم فاذا
فكر فى سؤ ما يصنعه
وابصره ما هو عليه
من قبيح الافعال
سنح فى قلبه اراده
التوبه والاقلاع
عن قبيح معاملته
لله تعالى فيمد
الحق سبحانه بتصحيح
العزيمه والاخذ
فى جميل الانابه
والتاهب لاسباب
التوبه واول هجران
اخوان فانهم هم
الذين يحملونه
على نقص هذا القصد
ويشوشون عليه صحه
هذا العزم وتمام
ذلك يكون بالاستمرار
على مراقبه الله
تعالى وادامه التفكير
فيما وعد الله
تعالى به الطائعين
من الثواب وتهدد
به العاصين من
العقاب فيذلك تزيد
رغبته فى التوبه
وتتوفر دواعيه
على اتمام ما عزم
عليه ويقوى خوفه
ورجاؤه فعند ذلك
تنحل من قلبه عقدة
الاصرار فيقف عن
تعاطى المخدرات
وتكبيح جماح نفسه
عن متابعه الشهوات
ثم ان مضى على موجب
قصده ومقتضى عزمه
فهو الموفق حقا
وان نقض التوبه
مره او مرات وتحمله
ارادته على تجديدها
وزكثيرا ما يكون
ذلك فلا ينبغى
قطع الرجاء عن
التوبه فان لكل
اجل كتابا حكى
عن ابى سليمان
الدرانى انه قال
اختلفت الى مجلس
قاص واعظ ثم رجعت
فسمعت كلامه فبقى
كلامه فى قلبى
الى طريق ثم زال
ثم عدت ثالثا بقى
اثر كلامه فى قلبه
حتى رجعت الى منزلى
فكسرت الات المخالفات
واللهو ولزمت الطريق
فحكيت هذه الحكايه
بن معاذ فقال عصقور
اصطاد كركيا اراد
بالعصفور ذلك القاص
وبالكركي ابا سليمان
ويدل على فضل التوبه
قول الله تعالى
( ان الله يحب التوابين
ويحب المتطهرين
) وقوله (صلى الله
عليه وسلم ) لله
افرح بتوبه عبده
من احدكم اذا سقط
على بعبره قد اضله
بارض فلاة اخرجه
الشيخان وعنه
(صلى الله عليه
وسلم ) التائب من
الذنب كمن لا ذهب
له رواه ابن ماجه
والطبرانى والبيهقى
فى الشعب قال المنذرى
رواه الطبرانى
ورواته الصحيح
وعن كرم الله وجهه
مرفوعا يقول الله
تعالى وعزتى وجلالى
وارتفاعى فوق عرش
– اى ارتفاعا معنويا
لا حسيا – ما من اهل
قريه ولا اهل بيت
ولا رجل بباديه
كانوا على ما كرهت
من معصيتى ثم تحلوا
عنها الى ما احببت
من طاعتى الا تحولت
لهم عما يكرهون
من من عذابى الى
ما يحبون من طاعتى
الا تحولت لهم
عما يكرهون من
عذابى الى
ما احببت من طاعتى
الا تحولت لهم
عما يكرهون من
عذابى الى ما يحبون
من رحمتى من رحمتى
وما من اهل قريه
ولا اهل بيت ولا
رجل بباديه كانوا
على ما احب من طاعتى
ثم تحولوا عنها
الى ما كرهت من
معصيتى الا تحولت
لهم عما يحبون
من رحمتى الى ما
يكرهون من عذابى
ذكره الالوسى فى
تفسير قوله تعالى
( ان الله لا يغير
ما بقوم ) الايه
وقال اخرجه ابن
ابى شيبه وابو
الشيخ وابن مردويه
وقال الواسطى التوبه
النصوح لا تبقى
على صاحبها اثرا
من المعصيه سرا
ولا جهرا ومن كانت
توبته نصوحا لا
يبالى كيف امس
واصبح وقبل لحكيم
هلى للأنسان نان
تعيش امنا فى ذلك
فقال نعم اذا احترس
من الخطيئه وقنع
بحلاله ولم يحزن
على ما هو واقع
به لا محاله وعن
الحسن البصرى رضى
الله عنه ان رجلا
شكى اليه الجدب
فقال استغفر الله
والاستغفار بصدق
هو التوبه النصوح
وشكا اليه اخر
الفقر واخر قله
النسل واخر قله
ريع ارضه فامر
كلهم بالاستغفار
فقال له الربيع
بن صبيح اتاك رجال
يشكون ابوابا
– اى انواعا مختلفه
من العلل – فامرتهم
كلهم بالايتغفار
يعنى بعلاج واحد
فتلا الحسن قول
الله تعالى ( استغفروا
ربكم انه كان غفارا
يرسل السماء عليكم
مدرارا ويمددكم
بأموال وبنين ويجعل
لكم جناب ويجعل
لك انهارا ) واثر
عن عمرو رضى الله
عنه وانه خرج يستقى
فما زاد على الاستغفار
فقيل له فى ذلك
فقال استسيقت بمجاديح
السماء التى هى
الانواء شبه عمر
رضى الله عنه الاستغفار
بالانوار الصادقه
التى لا تخطئ وقرا
رضى الله عنه الايات
لعنى قوله عن وجل
( استغفروا ربكم
انه كان غفارا
) واعلم انه لا يشترط
لصحه التوبه ان
لا يجد الانسان
حلاة المعصيه اذا
اخطرت على باله
او رأها بعينه
او سمع بها وقد
سئل ابو محمد سهل
بن عبد الله عن
ذلك فقال الحلاوة
طبع البشريه ولا
يدمن الطبع وليس
للعبد حيله الا
ان يرفع قلبه الى
مولاه بالشكوه
وينكر ذلك بقلبه
ويلزم نفسه المداومه
على هذا الانكار
ولا يفارقه بحال
ويدعو الله تعالى
ان بنسبه ذلك ويشغله
بغيره من ذكره
وطاعته قال وان
غفل الانسان عن
انكار طرفه عين
فانى اخاف عليه
ان لا يسلم وان
تعمل الحلاوه فى
قلبه حتى يقع فى
المعصيه ولكن مع
وجود الحلاوه يلزم
قلبه الانكار ويحزن
فانه لا يضره بالله
والتوفيق قال : ومخلصا
مراقبا مولاكا مراعيا
بالشكر ما اولاكا اى وكن مخلص
لله تعالى وحده
فى جميع اعمالك
وسائر احوالك قال
تعالى : (وما امروا
الا ليعبدوا الله
مخلصين له الدين
) وقال (صلى الله
عليه وسلم ) من فارق
الدنيا على الاخلاص
لله وحده لا شريكك
له واقام الصلاة
واتى الزكاه فارقها
والله عنه راضى
رواه ابن ماجه
والحاكم وقال صحيح
على شرط الشيخين
وروى الحاكم ايضا
وقال صحيح الاسناد
ان معاذ بن جبل
رضى الله عنه قال
يا رسول الله اوصنى
قال : اخلص نيتك
يكفك القليل من
العمل وعن مكحول
ما اخلص عبد قط
اربعين يوما الا
ظهرت ينابع الحكمه
من قلبه على لسانه
قال القشيرى الاخلاص
افراد الحق سبحانه
فى الطاعه بالقصد
وهو ان يريد بطاعته
التقرب الى الله
سبحانه دون شئ
اخر من تصنع لمخلوق
او اكتساب محمده
عند الناس او معنى
من المعانى سوى
التقرب الى الله
تعالى ويصح ان
يقال الاخلاص التوقى
تصفيه العمل من
ملاحظه المخلوقين
ثم قال سمعت الاستاذ
ابا على الدقاق
يقول الاخلاص التوقى
عن ملاحظه المخلوقين
ثم قال التوقى
من مطالعه النفس
– اى رؤيه النفس
فالمخلص لا رياء
له والصادق لا
اعجاب له وقال
ذو النون ثلاث
من علامات الاخلاص استواءالمدح
والم منالعامة
يعنى الخلق ونسيان
رؤية الاعمال فى
الاعمال ونسيان
اقتضاء
-اى طلب – ثواب العملفى
الاخة وعن عثمان
المغربى قال الاخلاص
مالا يكون للنفس
اية حظ بحال وهذا
اخلاص العوام واما
اخلاص الخواص فهو
ما يجرى عليهم
لا بهم فتبدوا
منهم الطاعات وهم
عنها بمهزل لا
يقع لهم عليها
رؤية ولا بها اعتداد
فذلك اخلاص الخواص
وقال السى : متى
شهدوا فى اخلاصهم
الاخلاص احتاج
اخلاصهم الى الاخلاص
. وعن الحسن ان الجل كان
يجمع القرأن ومايشعر
به جاره ويفقه
الكثير وما يشعر
به الناس ويصلى
الصلاة الطويلة
فى ليلة وعنده
الزائرون ومايشعرون
به ولقد ادركنا
اقواما كانوا يبالغون
فى اخفاء الاعمال
ولقد كان المسلمون
يجتهدون فى الدعاء وما يسمع
صوتهم الاهمسا
والاخلاص عزيز
جدا وقال يمن بن
رزق ما رأيتها
فقه من النفس –يعنى
فى تحيلها على
اقتاص شهواتها
وتزكية اعمالها
ولا اجرأ من الانسان
ولا اشد
تقلبا من القلب
ولا اعدام من الاخوان
– يعنى الاخوان
الصادقين - ولا اقلمن الاخلاص
ولا اكثر من الامل : ذطره صاحب
المدخل وعن بعض
الحكماء من ادعى
ثلاثا بغير ثلاث
فاعلم ان الشيطان يسخر منه
من ادعى حلاوة
ذطراللله مع حب
الدنيا ومن ادعى
رضا خالقه من غير
سخط منه من ادعى
الاخص مع حب الثناء
من المخلوقين
– وقال يوسف بن الحسين
: اعز شئ فى الدنيا
الاخلاص وكم نجتهد من
اسقاط الرياء عن
قلبي فكأنه ينبت على لون اخر .
قال ابن جزى : واعلم
ان الاعمال ثلاثة انواع مأمورات ومنهيات
ومباحات فاما المأمورات
فالاخلاص يقبول
وان كانت النية
لغير وجه الله
بحيث لا يشوبها بنية اخرى
فأن كانت كذلك فالعمل خالص
مقبول وان كانت
النية لغير وجه
الله من طلب منفعه دينوية او
مدح اوغير
ذلك فالعمل
رياء محض مردود كانت
النية مشتركة ففى ذلك تفصيل – لعله
يقصد اذا كان الاغلب
جانب قصد الله
فالعمل مقبول والا
فلا - واما
المنهيات فان ترها
دون نية خرج عن عهدتها ولم يكن له اجر
فى تركها
وان تركها بنية
وجه الله حصل له
الخروج عن عهدتها
مع الاجر وما |
---|