الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي
Alshak Mohamed Altaher ٥ بدايه مرشد الانام |
---|
قال وهاك وعظا
قد أتى عن جعفر الصادق
الحير الإمام الأطهر
ثم أخذ الناظم
يشير إلى ا لآداب
التي يجب على الإناسن
أن تسير على هديها
ومنوالها فقال
وهاك أي خذ هذه
العظات النافعة
التي وردت واتانا
النقل بها عن الإمام
جعفر الصادق رضي
الله عنه وهو الإمام
الذي طبقت شهرته
الآفاق وشهد له
الجميع بالعلم
وسعة الأفق والمعرفة
التامة وهو جعرف
الصادق بن ممد
الباقر بن علي
ذين العابدين بن
الحسين السبط بن
علي رضي الله عنه
وكرم الله وجهة
وأمه فروة (فاطمة
بنت القاسم بن
ممد بن أبي بكر
الصديق رضي الله
عنه) ولد جعفر بالمدينة
سنة ثمانين أوأو
ثلاث وثمانين في
بيت جده في مكان
الجود والسخاء
وقد تأثر بجده
(زين العابدين)
وبالحياة التي
يحياها من العبادة
والزهد والعلم
والفضل والوفرة
والجود لأن جده
مات سنة سبع وتسعين
فقد عاش جعفر في
كنف جده ما بين
عشرة اعوام واربعة
عشر عاما وهي سن
تنطبع في نفس الغلام
مشاهد الحياة التي
يراها ثم يصدر
عنها متى حان له
حيث تتم المواهب
وتنمو الخصال فشب
جعفر على ما كان
عليه آباؤه وكان
جعفر عالماً بالقرآن
الكريم إمتاز به
وكان يجنح إلى
التأويل وفسر قوله
تعالى (ومما رزقاناهم
ينفقون) ومما علمناهم
يبثون وقال في
قوله تعالى: (ومن
دخله كان آما) من
دخلن فأمنوه فهو
خبر في اللفظ إنشاء
في المعنى إلى
غير ذلك مما ورد
عنه وكان له في
تأويل الرؤيا باع
طويل فلا يعبر
رؤيا إلى وقعت
كما عبر. لم لقب جعفر
بالصادق؟ لقب الصادق
لصدقه في أقاله
وأعماله فهو صادق
مع ربه وخلقه.أخبر
أبا جعفر المنصور
بأنه سيلي الخلافة
فوليها فقال إنه
لصادق وكان رضي
الله عنه على درجة
كبيرة في الذكاء
والعلم وقد ورث
ذلك عن آبائه واجداده،
كان رضي الله عنه
مجاب الدعوه ما
دعا بشئ أو دعا
على إنسان غلا
استجاب الله له
دعاءه عاش رضي
الله عنه نحوا
من خمسة وستين
عاما فقد ولد عام
ثلاثين وثمانين
وتوفي سنة مائة
وثمان وأربعين
في خلافة أبي جعفر
المنصور ودفن بالبقيع
بعد حياة جليلة
وظللال من المعارف
طلبة رضوان الله
تعالى عليه. قال من ساء في
اخلاقة لم يسد ولن يذوق
راح ذو حسد يعني إن
الأخلاق الكريمة
هي أساس السعادة،
وأن الإنسان إذ
أراد أن يكون عزياً
في قومه وعشيرته
لا بد أن يكون متحليا
بالأخلاق الكريمة
الشيم النبيلة
فالخلق الكريم
يدفع صاحبه إلى
البعد عن المعايب
والنقائص ويدفعه
إلى السعي نحو
معالي الأمور لذلك
فإن من ساءت أخلاقه
لا يسود واعلم
أن الأخلاق الكريمة
هي منهج الإسلام
في تكوين شخصية
المسلم فالحنيفة
السمحاء تدعوا
إلى مكارم الاخلاق
امراً ونهيا، وقد
جاء سيد الشريعة
صلى الله عله وسلم
لإتمامها، يقول
الله تعالى مشيدا
بخلقه مشيرا على
عظيم أدبه (وانك
لعل خلق عظيم) وتقوم
السيدة عائشة رضي
الله عنها حينما
سئلت عن خلقه (كان
خلقه القرآن) والقرآن
يدعو إلى ما يصلح
الناس في معاشهم
ومعادهم يقول الله
تعالى (ادع إلى
سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة
وجادلهم بالتي
هي أحسن) والقرى
يمنع الأذى والعدوان
(ولا تعتدوا إن
الله لا يحب المعتدين)
ولرسول صلى الله
عليه وسلم يقول
(المسلم من سلم
المسلمون من لسانه
ويده) ورسولنا
صلى الله عليه
وسلم يؤكد روابط
المودة ويحتقر
الانانية يقول
(لا يؤمن أحدكم
حتى يحب لأخيه
ما يحب لنفسه) والدين
يأمر بالرفق والحنان
فقد ورد (الراحمون
يرحمهم الرحمن)
ولقد جعل الرسول
صلى الله عليه
وسلم مناط بعثته
إتمام مكارم الاخلاق
فقال (إنما بعثت
لأتمم مكارم الأخلاق)
بهذه الاخلاق الفاضلة
تتحقق السيادة
الكاملة وإذا قلنا
إن خادم القوم
سيدهم فإنما هي
الاخلاق والحنو
التي يجب أن تتوفر للسيد وهل
يصلح للسيادة من
عدم هذا؟ وجماع
الاخلاق الفاضلة
تقوى الله سبحانه
وتعالى بان يطاع
فلا يعصى ويذكر
فلا ينسي ويشكر
فلا يكفر وقوله
ولن يذق راحة ذو
حسد الحسد داء
وبيل وخلق ذميم
يضر بالدين ويفسد
على صاحبه دينه
ولقد ارم الله
بالاستعاذة من
شره فقال في كتابه
العزيز (قل أعوذ
برب الفلق من شر
ما خلق ومن شر غاسق
إذا وقب ومن شر
النفاثات في العقد
ومن شر حاسدا إذا
حسد) ولقد روى عن
النبي صلى الله
عليه وسلم انه
قال دب إليكم داء
الأمم قبلكم البغضاء
والحسد هي الحالقة
حالقة الدين لا
حالقة الشعر والذي
نفس محمد بيده
لا تؤمنوا حتى
تابوا إلا ابنئكم
بأمر إذا فعلتموه
تحاببتم افشوا
السلام بينكم وأني
للحاسد من راحة
ونيرانه تتأجج
في فؤاده الحاسد
ضيق العطن لأنه
لا يتمنى الازوال
النعمة عن الغير
والحاسد إنما معترض
غير راض بقضاء
الله وقدره وذلك أمر
عظيم والحسد من
المهلكات وأحط
الصفات الموبقات،
فهو يأكل الحسنات
كم تأكل النار
الحطب فالحاسد
متداعي الأركان
ممتقع اللون هزيل
من عذاب طويل غي
شحوب ولغوب فالأقل
من ترك هذه الخصلة
الذميمه وملأ قلبه
بالمحبة لكل المسلمين
وظهر قلبه من هذا
الداء الدفين ولقد
روى عن النبي صلى
الله عليه وسلم
أنه قال (المؤمن
يغبط والمنافق
يحسد) وأعلم أن
هناك فرقا بين
الغبطة والحسد
فالحسد هو تمني
زوال النعمة عن
الغير أما الغبطة
فهي تمنى النعمة
لنفسه من غير أن
يتمنى زوال النعمة
عن المغبوط وهو
معنى قول النبي
صلى الله عليه
وسلم (لا حسد إلا
في اثنتين رجل
أتاه الله مالا
فسلطه على هلكته
في الخير ورجل
أتاه الله الحكمة
فهو يعلمها ويعلمها
الناس) فالحسد
هاهنا بمعنى التمني
والغبطة والله
أعلم. قال ولا إخاء
لملول فاجتنب ولن ترى
مروة لذي كذب الإنسان
في حياته محتاج
إلى أخ يصافيه
الود والإخاء والمؤاخاة
والمودة سبب من
أسباب الألفة لأنها
توجد بصادق الميل
إخلاصا ومصافاة
وتحدث بخلوص المصافاة
وفاءاً وحفظاً
ولذلك أخي رسول
الله صلى الله
عليه وسلم بين
أصحابه لتزيد الفتهم
وتقوي نصرتهم ويشتد
ترابطهم ولذلك
ورد عنه صلى الله
عليه وسلم أنه
قال (عليكم بإخوان
الصدق فأنهم زينة
في الرخاء وعصمة
في البلاء) وروى
عن السيدة عائشة
رضي الله عنها
عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه
قال (الأرواح جنود
مجندة فما تعارف
منها ائتلف وما
تناكر منها اختلف)
لذا يجب على الإنسان
أن يصادق أخا مخلصا
يسدى إليه النصيحة يدله على
الخير وأعلم أنه
لا ينبغي للإنسان
أن يصاحب الملول
وهو السريع التغير
وشيك التنكر لأن
وداده خطر ومصادقته
غرر لأن حاله لا
يخلو ن تحول وانقلاب
ولا يفيد معه العتاب
والملل السامية
يقال مل الشئ سئمه
وإذا ولج الممل
للصحبة جعل نهارها
ليلا وسهلها وعرا
وإذا وجدت الصداقة
بين اثنين أو أكثر
فليكن التغاضي
والمسامحة والمساعدة
والتواصي بالحق
والصبر هو الرائد
وقد ذكروا أنه
لا بد أن توجج فين
تريد صداقته وإخاءه
أربع خصال الخصلة
الأولى الأخلاق
الفاضلة بان يكون
محمود الاخلاق
مرضي السجايا مؤثرا
للخير آمراً به
يكره الشر وينهي
عنه ومصداق ذلك
قول الرسول صلى
الله عليه وسلم
(مثل الجليس الصالح
والجليس السوء
كحامل المسك ونافخ
الكير فحامل المسك
إما أن يخذيك وإما
أن تبتاع منه ونافخ
الكير إما أن يحرق
ثيابك وإما أن
تشم منه رائحة
خبيثة) الخصلة
الثانية أن يكون
ذا عقل موفور فان
الأحمق لا يثبت
معه مودة ولا تدوم
لصاحبه استقامة
ولقد ورد عن النبي
صلى الله عليه
وسلم أنه قال (صحية
الأحمق شؤم) ولقد
قيل في الحكمة
عداوة الأقل أقل
ضررا من مودة الأحمق
– الخصلة الثالثة
دين يحجز صاحبه
عن المحارم ويسوق
صاحبه إلى
الخير فإن تارك
الدين عدو لنفسه
فكيف ترجى منه
مودة غيره – الخصلة
الرابعة أن يكون
بينك وبين من تصادق
ميل ورغبة في إخائه
فان في ذلك إطالة
لأسباب المصافاة،
هذه هي الخصال
التي يجب أن تراعي
عند اختيارك لصديقك
واعلم أنه متى
اجتمعت هذه الخصال
في إنسان تعين
عليك إخاؤه ومصادقته
ولن ترى مروءة
لذي كذب يقول إن
الكذاب لا مرؤءة
له والمرؤءة بالضم
على الأفصح وقد
تبدل همزه واواً،
وتدعم فيقال مروة
وهي صيانة النفس
عن الأدناس وما
يشينها عند الناس
ا, الوقوف عند محاسن
الاخلاق وجميل
العادات ولقد روى
عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه
قال (من عامل الناس
فلم يظلمهم وحدثه
فلم يكذبه ووعدهم
فلم يخلفهم فهو
ممن كملت مروءته
وظهرت عدالته) والكذب من
الصفات الدنيئة
تتعالى عنه خلائق
الرجال والنفوس
الكاملة تصدف عن
الكذب بطبعها يقول
بعض الرجال – ارني
لا أوجر على ترك
الكذب فاني أمقته
وإذا كنت اكرهه
بطبعي فكيف أثاب
عليه؟ وفي هذا
المعنى ورد حديث
(جاء إعرابي إلى
النبي صلى الله
عليه وسلم فقال
إني أريد أن اسلم
ولكني أحب الزنا
والسرقة والخمر
والكذب فمرني بترك
واحدة منها فقال
لي دع الكذب فقال
الإعرابي إن كذبت
على الرسول خنت
عهده فترك الجميع)
واعلم أن صاحب
المرؤوة ينأى بنفسه
عن الكذب لأن الكذب
آية من آيات النفاق
يول صلى الله عليه
وسلم (أية المنافق
ثلاث إذا حدث كذب
وإذا وعد أخلف
وإذا اؤتمن خان)
وإنما يكذب ضعاف
النفوس والقوى
لا يلوذ بالضعف
فالصدق في الأقوال
والأفعال دليل
على الأبطال وفي
الكذب من الخسة
والدناءة ما فيه
والدين المروءة
والرجولة وليس
لذي كذب مروءة. قال عابد من
يتقي المحرما ومسلم من
يرتضي ما قسما يقول إن
العابد من اتقى
المحرمات واتبع
المأمورات وهي
تستتبع بأن يطاع
الله ولا يعصي
وأن يذكر فلا ينسى
وأن يشكر فلا يكفر
وهذا البيت مأخوذ
من الحديث الشريف
(اتق المحارم تكن
اعبد الناس وارض
بما قسم الله لك
تكن اغني الناس
وأحسن إلى جارك
تكن مؤمنا وأحب
للناس ما تحب لنفسك
تكن مسلما ولا
تكثر الضحك فإن
كثرة الضحك تميت
القلب). وهو أي البعد
عن المحرمات أصل
التقوى التي هي
خير زاد يتزود
به العبد وهي وصية
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
لأصحابه فعن أبي
سعيد الخدري رضي
الله عنه قال (جاء
رجل إلى النبي
صلى الله عليه
وسلم فقال يا نبي
الله أوصني فقال
عليك بتقوى الله
فأنها جماع كل
خير وعليك بالجهاد
فإنه رهبانية المسلم
وعليك بذكر الله
فانه نور لك) وقال
الإمام سهل رضي
الله عنه من أراد
أن تصح له التقوى
فليترك الذنوب
كلها واعلم أن
العبودية هي القيام
بحق الطاعة وقيامك
بما أمرك الله
به ومفارقتك ما
نهيت عنه وروى
عن ابن عطاء أنه
كان يقول العبودية
في أربع خصال الوفاء
بالعهود والحفظ
للحدود والرضا
بالموجود والصبر
عن المفقود، وقوله
ومسلم ن يرتضي
ما قسما يريد أن
المسلم الحقيقي
هو من رضي بما قسم
الله له فالرضا
بالمقسوم هو الغني
الذي لا فقر بعده
ولقد جعله السادة
الصوفية من أركان
الطريق عندهم فلا
يتحقق للمريد كمال
العبودية إلا إذا
كان متخلقا بالرضا. يقول العارف
الشرقاوي في المورد
الرجماني وارض بما
يجري من الأحكام. أي ارض أيها
المريد بما يجري
ن الله عليك من
الأحكام بحيث أنك
تقف حيث أوقفك
لا تطلب متقدما
ولا متأخرا ولا
تلتمس حالا – ذكر
ذلك العلامة الشيخ
أحمد الطاهر في
المطية ولقد كثرت
أقوال العلماء
في عنى الرضا فكل
واحد منهم عبر
عن حاله وشربه
كما يقول الأمام
القشيري في رسالته
فقد نقل عن الأستاذ
أبي على الدقاق
أنه قال: ليس الرضا
أل تحسن بالبلاء
إنما الرضا ألا
تعترض على الحكم
والقضاء ونقل أيضا
عن عبد الواحد
بن زيد أنه قال
ارضي باب الله
الأعظم وجنة الدنيا
لأن من أكرم به
صارت جميع أفعال
الله عنده مرضية
ولقد ورد في الخبر
أن أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب
رضي الله عنه كتب
إلى أبي موسى الأشعري
رضي الله عنه – أما
بعد فإن الخير
كله في الرضا فان
استطعت أن ترضي
فارض والا فاصبر.
ولقد روى أن رسول
الله صلى الله
عليه وسلم قال
(قال الله تعالى
قدرت المقادير
ودبرت التدابير
وأحكمت الصنع فمن
رضي فله الرضا
مني حتى يلقاني
ومن سخط فله السخط
مني حتى يلقاني). قال ومن يعمل
غيره بما يجب أن يعملوه
معه إذا صحب فإن هذا
مؤمن قد كملا إيمانه
وبالتـقي تجــملا يقول إن
المؤمن بالكامل
الإيمان هو من
يعامل غيره بما
يجب أن يعاملوه
به إذا صاحبوه
وهذه هي العادلة
الكاملة وغير هذا
كبر وبطر، فإذا
أردت أن يعاملك
الناس بغير ما
تعاملهم به وأن
يقولوا لك غير
ما تقول لهم فهذا
هو الظلم والأثرة
والإيمان يربأ
يصاحبه أن يكون
ظالما يؤثر نفسه
على غيره ويحب
لغيره ما لا يحبه
لنفسه، وفي هذا
المعنى ورد الحديث
الشريف المروي
في الصحيحين عن
أبي حمزة أنس بن
مالك خادم رسول
الله صلى الله
عليه وسلم عن النبي
صلى الله عليه
وسلم قال (لا يؤمن
أحدكم حتى يحب
لأخيه ما يحب لنفسه)
والمراد بنفي الإيمان
هنا نفي بلوغ حقيقته ونهايته
فإن الإيمان كثيرا
ما ينتقي لانتفاء
بعض أركانه وواجباته
لقوله صلى الله
عليه وسلم (لا يزني
الزاني حين يزني
وهو مؤمن ولا يسرق
السارق حين يسرق
وهو مؤمن ولا يشرب
الخمر حين يشربها
وهو مؤمن) وقوله
(لا يؤمن من لا يأمن
جاره بوائقه) ومن
يجب أن يعامل غيره
بما يحب أن يعملوه
معه إذا صحب فهو
مؤمن قد حسنت أخلاقه
وطابت سجاياه واستحق
رضوان الله سبحانه
وتعالى ولقد ربت
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
دخول الجنة على
هذه الخصلة ففي
مسند الإمام أحمد
رضي الله عنه عن
يزيد بن أسد القشيري
قال: (قال لي رسول
الله صلى الله
عليه وسلم أتحب
الجنة؟ قلت نعم
قال فأحب لأخيك
ما تحب لنفسك) كما
أن المؤمن الحق
يحب لاخية ما حبه
لنفسه كذلك يسوءه
ما يسوء أخاه المؤمن
ويتألم لآلمه ويحزن
لحزنه وبالجملة
فإنه ينبغي للمؤمن
إذا رأي في أخيه
خللا أو نقصا أن
يبذل جهده في إصلاحه
كما يحب أن يصلح
فساد نفسه ولا
يكون المؤمن مؤمنا
حقا حتى يرضى للناس
ما يرضاه لنفسه
فلقد روى عن الإمام
علي رضي الله عنه
وكرم الله وجهة
أنه قال: قال لي
النبي صلى الله
عليه وسم (أني لأرضى
لك ما أرضي لنفسي
واكره لك ما اكره
لنفسي) والله أعلم. قال ومن يرد
من الصواب لبه فليستشر
من كان يخشى ربه يعني أن
من يرد أي يطلب
الصواب والرشاد
في أمر من الامور
التي اغلقت عليه
ولم يعرف طريق
الصواب فيها فعليه
أن يستشير صاحب
التقوى والورع
الذي يخاف الله
تعالى ويخشاه لأنه
يرشده إلى ما فيه
رضا الخالق جل
وعلا ولب الشئ
الخالص منه والصواب
كله لب والخطأ
قشور تطرح، واعلم
أن من خشي الله
تعالى فقد تأهل
للاستشارة وهؤلاء
هم العالمون العاملون
المستنيرون والشيوخ
الكمال العارفون
فهم اعرف الناس
بالطريق القاصد
والطريق الشائك
فإذا طلبت المشورة
من غيرهم أضلوك
عن سواء السبيل،
واعلم أن المشورة
باب من أبواب الخير
وأنه ينبغي لكل
ذي عقل أن لا يبرم
أمرا إلا بمشاورة
ذوي الرأي الناصح
وأصحاب العقول
الراجحة ولما للمشورة
من ميزة وفضل ومن
اثر عظيم في حياة
الإنسان أمر الله
سبحانه وتعالى
نبيه صلى الله
عليه وسلم مع ما
عليه من رجاحة
العقل ومع ما تكفل
به من إرشاده ووعد
به من تأييده فقد
أمره بمشواره من
معه من أصحابه
تألفا لهم وتطيبا
لأنفسهم فقال تعالى
(وشاروهم في الأمر)
قال الزمخشري في
الكشاف يعني في
امر الحرب ونحوه
مما لم ينزل عليك
فيه وحي لتستظهر
برأيهم ولما فيه
منت تطبيب نفوسهم
والفع من اقدارهم،
وقال الحسن البصري
رحمه الله امره
بمشاورتهم ليستن
به المسلمون ويتبعه
فيها المؤمنون
وإن كان عن مشاورتهم
غنيا ولقد كان
الأئمة من الصحابة
والتابعين رضوان
الله عليهم يستشيرون
الامناء من أهل
العلم في الأمور
التي تعرض لهم
ليأخذوا بالسهل
الميسور منها إذا
لم يكن نص بحكم
معين ورد من الشارع
الحكيم ولقد تواترت
أقوال الصحابة
رضوان الله عليهم
في الإشارة بالمشورة
وطلبها فقد قال
الإمام علي رضي
الله عنه: نعم المؤازرة
المشاورة وبئس
الاستعباد الاستبداد
وقال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه الرجال
ثلاثة رجل ترد
عليه الأمور فيسددها
برأيه ورجل يشاور
فيما أشكل عليه
وينزل حيث يأمره
أهل الرأي ورجل حائر
بائر لا يأتمر
رشداً ولا يطيع
مرشداً وقال بعض
الحكماء الاستشارة
عين الهدايه وقد
خاطر ن استغنى
برأيه والعم أنه
إنما طلب منك أن
تستشير صاحب الخشية
من الله تعالى
لأنهم شرطوا فيمن
تستشيره في أمورك
أن يكون ذا دين
وتقي فان ذلك عماد
كل صلاح وباب كل
نجح ومن غلب عليه
الدين فهو مأمون
السريرة موفق العزيمة
ولقد روى عن النبي
صلى الله عليه
وسلم أنه (قال من
أراد امرأ فشاور
فيه أمرا مسلما
– اجتمع فيه صلاح
دين وكمال عقل
وتجربة – وفقه الله
لأرشد أموره) والله
أعلم. قال ومن يرم
عزاً بلا سلطان فليجتنب
مذلة العصيان أعلم أن
العز لك العز في
طاعة الله تعالى
ومرضاته وأن الذلة
والمهانة في معصيته
والعز بغير المولى
ذلة فمن أراد السلطان
الدائم والغلبة
والمنعة فعليه
بطاعة الله تعالى
لأنه ليس هناك
سلطان أعز من سلطان
الله فهو المدافع
وهو الضار والنافع
فمن استعذ بعزته
فهو حسبه وكافيه
قال تعالى: (أن الله
يدافع عن الذين
أمنوا) فسلطان
الله أقوى من كل
سلطان فإذا أطاع
العبد مولاه وسارع
فيما يحبه ويرضاه
حشر له القلوب
فهي تحبه وتهواه
فلقد ورد (أن الله
يحب فلانا فأحبوه)
وأعلم ان من أراد
حفظ الله له وعونه
وإعزازه، عليه
أن يحفظ الله سبحانه
وتعالى وحفظه لله
بأن يطيعه فلا
بعصيه فيقف عند
أوامره بالامتثال
وعند نواهيه بالاجتناب
هند حدوده فلا
يعصي الله ولا
يتجاوز ا أمر به
عند ذلك يكون مشمولا
بحفظ الله وعونه
تأييده وهذا معنى
قول النبي صلى
الله عليه وسلم
في وصيته لابن
عمه ابن عباس رضي
الله عنهما (أحفظ
الله يحفظك) ولقد
روى عن بعض السلف
أنه قال (مت اتقى
الله فقد حفظ نفسه
ومن ضيع تقواه
فقد ضيع نفسه والله
غني عنه) ومن عجيب
إعزاز الله لمن
اتقاه وحفظ له
أنه يجعل الحيوانات
المؤذية بالطبع
حافظة له من الأذى
كما جرى لسفينة
مولى النبي صلى
الله عليه وسلم
وقد تقدمت القصة
ومن تباعد عن المعاصي
التزم بالتقوى
فإن الله سبحانه
وتعالى يعزه وينصره
ويحفظه ويوفقه
قال تعالى (عن الله
مع الذين اتقوا
والذين هم محسنون)
قال قتادة من يتق
الله يكن معه ومن
يكن الله معه فمعه
الفئة التي لا
تغلب والحارس الذي
لا ينام والهادي
الذي لا يغفل وروى
أن بعض السلف كتب
إلى أخ له أا بعد
فان كان الله معك
فمن تخاف فإن كان
عليك فمن ترجو،
واعلم أن المعاصي
تورث الذلة لفاعلها
فإن العزة في طاعة
الله قال تعالى:
(من كان يريد العزة
فلله العزة جميعا)
أي فليطلبها بطاعة
الله وكان من دعاء
السلف اللهم أعزني
بطاعتك ولا تذلني
بمعصيتك وروى عن
الإمام علي رضي
الله عنه أنه قال
(من أراد الغنى
بغير مال والكثرة
بغير العشيرة فليتحول
من ذل المعصية
إلى عز طاعته أبي
الله إلا أن يذل
من عصاه) فعز الله
هو السلطان الدائم
إذا زال السلطان
زالت الدولة ومن
اعتز بغير الله
فهو منفصم وعزة أحباب الله
لا انفصام الله. قال وداخل مدخل
سوء يتهم ومطلق لسانه
يجني الندم يريد أنه
ينبغي على المؤن
أن يرباً بنفسه
عن الشبهات فإنه
بذلك يكون قد استبرا
لعرضه ودينه فمن
دخل مداخل السوء
اتهم أنه ن أهل
ذلك السوء كدور
الفسق والفجور
ومجالس الزور والبهتان،
فالواجب على الإنسان
أن يبتعد عن كل
ما يجلب له التهمة
ويثير به سوء الظن
وذلك مصداق قول
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
(فمت اتقى الشبهات
فقد استبرأ لعرضه ودينه
ومن وقع في الشبهات
وقع في الإحرام
كالراعي يرعى حول
الحمى يوشك أن
يرتع فيه) رواه
الشيخان وكما قال
بعض السلف من عرض
نفسه للتهم فلا
يلومن أساء الظن
به وقال سفيان
بن عيينة لا يصيب
عبد حقيقة الإيمان
حتى يجعل بينه
وبين الحرام حاجزا
من الحلال وحتى
يدع الإثم وما
تشابه منه وهذا
هو الورع الذي
يقول فيه النبي
صلى الله عليه
وسلم (خير دينكم
الورع) ولقد كان
أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم
يتقون الشبهات
ويحذرون مداخل
السوء فلقد روى
أن سيدنا عمر رضي
الله عنه شرب مرة
من ابل الصدقة
غلطا فأدخل أصبعه
وفاءه وقد جاء
في الخير (دع ما
يريبك إلى مالا
يريبك فإن الخير
طمئنينه وإن الشر
ريبه) والإخبار
في ذلك كثيرة لا
تكاد تقع تحت حصر،
وقوله ومطلق لسانه
يجني الندم، يشير
الناظم بذلك على
أن اللسان كالمبهمة
المفسدة يجب أن
يقيد بقيد واثق
لئلا يفسد ما حوله
ويتلفه فإذا ما
أطلق الإنسان لسانه
وأماط عنه قيده
جره إلى كل داء
وبيل وجنح به عن
سواء السبيل يقول
صلى الله علية
وسلم (من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر
فليقل خيرا أو
ليصمت) رواه البخاري
ومسلم، وقال لمن
قال له أوصني قال
(كف عليك هذا وأشار
على لسانه فقلت
يا رسول الله وأنا
لمؤاخذون بما نتكلم
به فقال ثكلتك
أمك وهل يكب الناس
في النار على وجوههم
أو منخارهم إلا
حصائد ألسنتهم)
رواه الترمذي وقال
صلى الله عليه
وسلم طوبي لمن
ملك لسانه ووسعه
بيته وبكى على
خطيئته وهذا كله
يدل على أن كف اللسان
وضبطه وحبسه هو
أصل الخير كله
وأن من ملك لسانه
فقد ملك أمره واحكمه
وضبطه، وقد روى
عن النخعي قال:
يهلك الناس في
فضول المال والكلام
وقال عمر رضي الله
عنه من كثر كلامه
كثر سقطه ومن كثر
سقطه كثرت ذنوبه
ومن كثرت ذنوبه
كانت النار أولى
به، وروى أن أبا
بكر الصديق رضي
الله عنه كان يأخذ
بلسانه ويقول هذا
أوردني الموارد
وكان السلف كثيرا يمدحون الصمت
عن الشر وعن مالا
يعني وكانوا يأخذون
أنفسهم ويجاهدونها
على السكوت عما
لا يعنيهم ولقد
روى أن رجلا مر
بلقمان والناس
عنده فقال له ألست
عبد بني فلان؟
قال بلى قال: الذي
كنت ترعى عند جبل
كذا وكذا؟ قال
بلى قال فما بلغ
بك ا أرى قال صدق
الحديث وطول السكوت
عما لا يعنيني
وقال بعض البلغاء
في الحث على لزوم
الصمت والإقلال
ن الكلام ألزم
الصمت فإنه يكسبك
صفو المحبة ويؤمنك
سوء المغبة ويلبسك
ثوب الوقار ويكفيك
مؤنه الاعتذار. واعلم أن
فيم ذكرنا ما يكفي
العاقل اللبيب
بان يمسك لسانه
عن فضول الكلام
والخوض فيما لا
يعنيه وعلى الله
قصد السبيل. قال ومن يصاحب
صاحب السوء فلا يسلم من
خدش وقيت الخللا أعلم أن
هذا البيت مغاير
لما قبله فالبيت
هنا له مقصد جديد
– فمصاحبه صاحب
السوء غير الدخول
في مداخل السوء
كما هو واضح أو
الخلل الفساد في
الأمر وصاحب السوء
أي أصحاب السوء
فهو مفرد مضاف
فيعم والخدش الضربة
تحدث أثرا في الوجه
أو غيره فإذا صاحبت
وخاللت صاحب سوء
اتهمت أنك من أهله
ثم إن الطباع تسرق
بالمعاشرة وكثيرا
ما كان ذلك في السوء
ولأن الصداقة إذا
قويت تؤدي إلى
ممازجة النفوس
وأن تميزت ذواتها
وتفضي إلى مخالطة
الأرواح وإن تفارقت
أجسادها ومصداق
هذا ا روى عن الصديق
أبي بكر رضي الله
عنه حين اقطع طلحة
بن عبيد الله أرضا
وكتب له بها كتابا
وأشهد عليه تقرا
منهم عمر بن الخطاب
رضي الله عنه فأتى
طلحة بكتابه إلى
عمر ليختمه فامتنع
عليه فرجع طلحة
مغضبا على أبي
بكر رضي الله عنه
وقال والله ما
أدري انت الخليفة
أم عمر! فقال بل
عمر لكنه انا،
وفي هذا المعنى
ورد قول القائل أيها السائل
عن قصتا أنا من أهوى
ومن أهو أنا نحن روحان
حللنا بدنا من رآنا
لــم يفرق بيننا فإذا أبصرته
أبصرتني وإذ أبصرتني
أبصرتنا وأعلم أنه
يجب على الإنسان
أن يختار إخاءه
وأصدقاءه بعد الكشف
عن أخلاقهم قبل
أن يؤاخيهم ويصادقهم
فلا يصادق إلا
صاحب الخلق القويم
والشيم النبيلة
وأصحاب السيرة
الطيبة لأنهم يقووه
على الخير ويعينوه
على الطاعة ويحثونه
على محاسن الشيم
ومعالي الأمور.
أما أصحاب السوء
فأنهم يزينوا له
المعاصي ويحييا
إليه مقارفة الذنوب
فيعبدوه عن ساحة
الله سبحانه وتعالى
وفي ذلك ورد الحديث
الشريف روى عن
النبي صلى الله
عليه وسلم أنه
قال (المرء على
دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل)
وقال صلى الله
عليه وسلم (من أراد
الله به خيرا رزقه
خليلا صالحا أن
نسى ذكره وأن ذرك
أعانه) وأعلم أن
المرء يعرف بخليله
ولا شئ أدل على
شئ ن الصاحب بصاحبه
ومن ذلك قول القائل عن المرء
لا تسأل وسل عن
قرينه فكـل قرين
بالــمقارن يقـــتدي إذا كنت
في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب
الاردى فتردى مع
الردى لذلك يجب
على الإنسان أن
يدفع سوء الظن
عن نفسه وينأى
بها عن خلان السوء
وبجانب أهل الريب
ليكون موفور
العرض سليم الغيب
فلا يلام بملامة
غيره، وقد شرطوا
أنه لزم على الإنسان
أن يصاحب صاحب
الدين الذي يقف
بصاحبه على الخيرات
فإن تارك الدين
عدو لنفسه فكيف
يرجى منه مودة
لغيره ولقد روى
عن بعض العارفين
أنه قال الأخ الصالح
خير ن نفسك لأن
النفس أمارة بالسوء
والأخ الصالح لا
يأمر إلا بالخير. قال وقد أتى
ما رمته موضحا مهذبا مرتبا
منقحا يقول إن
ما قصدته من هذا
النظم قد جاء وضح
العبارة نقيها
مرتبا لا تنافر
فيه ولا نقل وإنما
هو واضح المعالم
فهو رحيق لا يغص
به شارب ومنهل
عذب لا يستغنى
عنه طالب وقد اثني
على هذا النظم
جريا على عادة
المؤلفين ترغيبا
فيه، ذكر العلامة
العارف الشيخ أحمد
الطاهر في كتابه
الكشف الرباني
نقلا عن القاضي
عياض أنه قال – ومدح
الكتاب مندوب لتعظيم
الرغبة فيه فينتفع
به فيثاب مؤلفه
وقد سار على هذا
النهج المؤلفون
وقد وصف العارف
الشرقاوي رضي الله
عنه نظم المورد
بأنه فاق غيره
وهذا مسلك لا غبار
عليه. قال الشرقاوي
في المورد وهاك نظما
فائقا يا صاحي يزهو بحسن
عندليب صاحي سميته بالمورد
الرحماني والمشرب
الأحلى إلى الظمآني ولقد حوي
هذا النظم البديع
كل ما يجب على المكلف
معرفته واشتمل
على المهم الضروري
من أمور الدين
بحيث أن من طالعه
مع شرحه ثم عمل
بما علم منهما
لقي الله تعالى
وهو عنه راض إنشاء
الله تعالى – كما
ذكر ذلك في مقدمة
هذا الشرح. قال فالحمد
لله على إتمامــه ثم صلاة
الله مع سلامه على النبي
المصطفى والآل وصحبه الداعين
للكمال حمد الناظم
الله تعالى على
توفيقه لإتمام
هذا النظم كما
حمد الله تعالى
في بدايته وهذا
من علامة بلوغ
الأمل ونجاح القصد
ونيل المرام فقد
قال قد بدئه لحمد لله
عظيم النعم منشى الوجود
كله من عدم والحمد
في اللغة هو الوصف
بالجميل على قصد
التعظيم والتبجيل
وفي العرف هو فعل
يشعر بتعظيم المنعم
وهو يكون باللسان
وبالأركان وبالجنان
والشكر والحمد
مترادفان في اللغة
أما في العرف فالشكر
هو صرف العبد جميع
ما انعم الله به
عليه إلى ما خلق
لأجله (وال) في الحمد
أما للجنس فتفيد
قصر الحمد على
الله تعالى أي
أنه يستحق الحمد
دون غيره وأما
حمد الناس بعضهم
لبعض فهو من قبيل
المجاز لأن المنعم
الحقيقي هو الله
تعالى فهو مستحق
الحمد لأن توفيق
العباد للإحسان
أنما هو منه تعالى
أو تكون (ال) للاستغراق
أو للعهد لأن الله
تعالى لما علم
عجز خلقه عن كنه
حمده حمد نفسه
بنفسه – ولام "لله" للاستحقاق
أي لا يستحق الحمد
إلا الله وحقيقة
الحمد عند محققي
الصوفية كما ذكر
ذلك العارف الشيخ
أحمد الطاهر في
كتابه الكشف الرباني
حيث قال – وحقيقة
الحمد عند محققي
الصوفية إظهار
صفات الكمال وهو
بالفعل اقوي منه
بالقول لأن دلالة
الأفعال عقلية
لا يتصور فيها
التخلف ودلالات
الأقوال وضيعة
يتصور فيها ذلك
... وفي هذا القدر
من الكلام على
الحمد كفاية وقد
سبق أن قلنا عند
قولنا الحمد لله
عظيم النعم (البيت):
الكلام على البسملة
والحمد له كثير
شهير فلا نطيل
به. ثم بعد ان
حمد الله تعالى
صلى الله عليه
وسلم بقوله "صم
صلاة الله مع سلامة
على النبي المصطفى
والآل وصحبه الداعين
للكمال" إنا أتى
بالصلاة على النبي
صلى الله عليه
وسلم لخبر (كل كلام
لا يبدأ فيه يذكر
الله ثم بالصلاة
على فهو أقطع) وخبر
(من صلى على في كتاب
لم تزل اللائكة
تستغفر له ما دام
اسمي في ذلك الكتاب)
وقد تقدم الكلام
على فضل الصلاة
والسلام على رسول
الله صلى الله
عليه وسلم وآله
وصحبه في أول حديثنا
في النظم عند قولنا: صلى على
صاحبه وسلما إلهنا ما
أمت العيس الحمى واله وصحبه
الأطــهار والتابعين
السادة الأخيار فإنه ورد
أن الصلاة على
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
مقبولة قطعا والله
أكرم من أن يقبلهما
ويرد ما بينهما
وفي ذكرها أيضا
شكر لله تعالى
على نعمة الإتمام
واعترف بفضل رسول
الله صلى الله
عليه وسلم واداءاً
لشكر النعمة غذ
ما من نعمة إلا
وواسطتها رسول
الله صلى الله
عليه وسلم وعلى
آله وأصحابه البررة
الكرام والحمد
لله الذي بنعمته
تتم الصالحات اللهم
صلى وسلم وبارك
على سيدنا محمد
صلاة وسلاما دائمين
متلازمين إلى يوم
القيامة. وسلام على
المرسلين والحمد
لله رب العالمين. |
---|