الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي
Alshak Mohamed Altaher ٥ مرشد الانام |
---|
قال فالله موجود
قديم ذويقا مخالف
لخلقه ، نلت التقى وقائم بنفسه
،وواحد فما
له فى مكله مساعد حى مريد
عالم قدير متكلم
وسامع بصير هذه الفاء
تسمى فاء الفصيحه
أى أردات معرفة
الله تعالى فاعرف
ان الله تعالى
موجود الخ أى متصف
بالوجود الواجبأزلا
وأبدا . والدليل
على ذلك وجود هذه
المخلوقات الحادثه
بعد أن كانت معدومة
إذ لايصح أن تكون
وجدت بنفسها من
غير موجد وهذا
أمر جلى ،فأن كان
حادث مختص بوقت
يجوز فى العقل
تقدير تقديمة وتأخيره
، فاختصاصه بوقته
الذى وجد فيه دون
ماقبله ومابعده
مفتقر بالضرورة
الى المخصص الذى
أوجده وخصه بهذا
الوقت وقد أرشد
القرأن الكريم
الى هذا الدليل
فى كثير من أياته
كقوله تعالى ( إن
فى خلق السموات
والأرض واختلاف
الليل والنهار
والفلك التى تجرى
فى البحر بما ينفع
الناس وما أنزل
الله من السماء
من ماء فأحيا به
الأرض بعد موتها
وبث فيها من كل
دابة وتصريف الرياح
والسحاب المسخر
بين السماء والأرض
لآيات لقوم يعقلون
) وقوله تعالى
( الم نجعل الآرض
مهادا والجبال
ألأوتادا وخلقناكم
أزواجا وجعلنا
نومكم سباتا وجعلنا
النهار معاشا وبنينا
فوقكم سبعا شداد
وجعلنا سراجا وهاجا
وأنزلنا من المعصرات
ماء ثجاجا لنخرج
به حبا ونباتا
وجنات الفافا
) قال فى الاحياء:
فليس يخفى على
من عنده أدنى مسكة
من عقل إذا تأمل
بأدنى فكرة من
مضمون هذه الايات
وأدار نظره فى
عجائب خلق الله
فى الآرض والمساوات
وبدائع فطره الحيوان
والنبات أن هذا
الأمر العجيب والترتيب
المحكم لايستغنى
عن صانع وفاعل
يحكمه ويقدره بل
تكاد فطرة النفوس
تشهد بكونها مقهورة
تحت تسخيرة
ومصرفه بمقتضى
تدبيره قال تعالى
( أفى الله شك فاطر
السموات والأرض
) ولهذا بعث الآنبياء
صلوات الله وسلامه
عليهم لدعوة الخلق
الى التوحيد ليقولو
لا إله إلا الله
وما أمروا أن يقولو
ا لنا اله العالم
إله فإن كان مجبولا
فى فطرة عقولهم
من مبداأ نشوهم
رفى عتفوان شبابهم
ولذلك قال عز وجل
( ولئن سألتهم من
خلق السموات والأرض
ليقولن الله وقال ( فأقم
وجهك للدين حنيفا
فطرت الله التى
فطر الناس عليها لاتبديل
لخلق الله ذلك
الدين القيم ) وانظر قوله
تعالى ( أم خلقو
من غير شىء أم هو
الخالقون أم خلقو
السموات والأرض
بل لايوقنون ) والمعنى كما قال أبو
سليمان الخاطبى أوجدوا
بلا خالق مالايجوز
أن يكون لآن تعليق
الخلق بالخالق
أى احتياج المخلوق
الى خالقه من ضرورة
الأمر فلا بد له
من خالق فحيث أنكرو
اللإله الخالق
ولم يجز أن يوجدو
بلا خالق خلقهم
أفهم الخالقون
لآنفسهم وذلك فى
الفساد أكثر وفى
الباطل أشد لآن
مالاوجود له كيف
يجوز أن يكون موصوفا
بالقدرة وكيف يخلق
وكيف يتأتى منه
الفعل وإذا بطل
الوجهان معا وهما
أن يوجدو بلا خالق
أويخلقو أنفسهم
قامت الحجه عليهم
بأن لهم خالقا
فليؤمنو به إذن
ثم قال تعالى ( أم
خلقوا السموات
والأرض ) وذلك مالايمكنهم
أن يدعوه بوجه
فهم منقطعون والحجه
لازمه لهم . ثم قال
( بل لايوقنون ) فذكر
العلة التى عاقتهم
عن الايمان وهى
عدم اليقين الذى
هو موهبة من الله
عز وجل فلا ينال
الابتوفيقه ولهذا
كان أنزعاج جبير
بن مطعم رضى الله
عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله
عليه وسلم يقرأ فى صلاة
المغرب سورة والطور
فلما بلغ هذه الآيه
( أم خلقو من غير
شىء أم هم الخالقون
أم خلقو السموات
والأرض بل لايوقنون
) كاد قلبى أن يطير
وذلك لحسن تلقيه
معنى الآيه ومعرفته
بما تضمنه من بليغ
الحجه فاستدركها
بلطيف طبعه واستشف
معناها
يذكى فهمه ... ومما
يؤثر عن الأمام
أبن حنيفه رضى
الله عنه أنه جاء
اليه رجل فقال
ماالدليل على الصانع
فقال : أعجب دليل
النطفه التى فى
الرحم والجنين
فى البطن يخله
الله تعالى فى
ظلمة البطن وظلمة
الرحم وظلمة المشيمة
. ثم إن كان الأمر
كما زعم أفلاطون
أن فى الرحم قالبا
منطبعا ينطبع الجنين
فيه لزم ان يكون
الوالد إما مئناثا
أومذكارا لآن الحقيقه
لاتختلف فلما رأينا
المرأة
تلد مرة ذكر ومرة
أنثى ومرة توأمين
وطورا ثلاثة وتريد
أن تلد فلا تلد
وتريد ألاتلد فتلد
وتريد الذكر فتلد
الأنثى وتريد الأنثى
فتلد ذكرا
على خلاف اختيار الأبوين عرفنا قطعا
أنه قدرة قادر
حكيم عالم : وعن
الإمام الشافعى
رضى الله عنه قال
أستقبلنى سبعة
عشر ذنديقا فى
طريق غزة فقالو
ما الدليل على
الصانع فقلت لهم
أن ذكرت دليلا
شافيا هل تؤمنون
؟ قالو نعم قلت
نرى ورق الفرصاد
شجر معروف عندهم
طبعها ولنها وريحها
سواء فتأكل منها
دودة القز فيخرج
من جوفها البعر
... فا الطبع وأحد
فإن كان موجبا
عندكم فيجب أن
يوجب شيئا واحدا
، لآن الحقيقة
الواحدة لاتوجب
إلا شيئا واحدا
ولاتوجب متضادات
متنافرات ومن جوز
هذا كان عن المعقول
خارجا وفى التيار
والجو فانظرو كيف
تغيرت الحالات
عليها فعرفنا أنه
فعل صانع عالم
قادر يحول عليها
الأحوال ويغير
التارات – جمع تارة
– فبهتو ثم قال لقد
أتيت بالعجب العجاب
فأمنو وحسن أيمانهم قلت أصل
ماقاله الإمامن
رضى الله عنهمات
فى قوله عز وجل
( وفى الآرض قطع
متجاورات وجنات
من أعناب وزرع
ونخيل صنوان وغير
صنوان يسقى بماء
واحد ونفضل بعضها
على بعض فى الأكل
إن فى ذلك لآيات
لقوم يعقلون ) وإيمان
الذين أمنو بما
قاله الإمام الشافعى
رضى الله عنه دليل
على صحة عقولهم
وسلامة فطرهم
. وأنهم من الذين
سبقت لهم من الله
الحسنى وإلا ( فما
تغنى الأيات والنذر
عن قوم لايؤمنون
) ( وكم من أبة فى السماوات
والأرض يمرون عليها
وهم عنها معرضون
) قال الفخر قال
بعض العقلاء من
لطم على وجه صبى
لطمة فتلك اللطمة
تدل على وجود الصانع
المختار وعلى وقوع
التكليف وعلى وجوب
دار الجزاء وعلى
وجود النبى . أما دلالتها
على وجود الصانع
المختار فلآن الصبى
العاقل إذا وقعت
اللطمة على وجهه
يصيح ويقول من
الذى ضربنى ؟ وما
ذلك إلا
أن شهادة
فطرته تدل على
أن اللطمة لما
حدثت بعد عدمها
وجب أن يكون حدوثها
بفاعل فعلها ومختار
أدخلها فى الوجود
فلما شهدت الفطرةالأصلية
بافتقار ذلك الحادث
مع – قلته وحقارته
– إلى إلى الفاعل
فبأن نشهد بافتقار
جميع الحوادث إلى
الفاعل كان أولى
وأما دلالتها على
وقوع التكليف فلان
الصبى يناوى ويصبح
ويقول لماذا ضربنى
ذلك الضارب ؟ وهذا
يدل على أن فطريه
شهدت بأن الأفعال
الأنسانية داخلة
تحت الأمر والنهى
ومندرجة تحت التكلف
وأن الإنسانما
خلق ليفعل أى فعل
شاء ويأتى أى أمر
أشتهى وأما دلالتها
على وجوب دار الجزاء
فهو أن ذلك الصبى
يطلب الجزاء على
تلك اللطمة وما
دام يمكنه ذلك
الجزاء فإنه لا
يتركه فلما شهدت
الفطرة الأصلية
بوجوب الجزاء على
ذلك العمل القليل فبأن تشهد
على وجوب الجزاء
على جميع الأعمال
كان أولى وأما
دلالتها على وجوب
النبوة فلان صياح
ذلك وأستنكار ه
لتلك اللطمة بدا
على أن الناس فى
ديناهم محتاجون
إلى أنسان بين
لهم أن العقوبة
الواجبة على تلك
الجناية كم هى
؟ ولا معنى للنبى
إلا الإنسان يقدر
هذه الأمور ويبين
هذه الأحكام فثبت
فثبت أن نظرة العقل
حاكمة بأن الأنسان
لابد له من هذه
الأمور الأربعة
فثبت أن الله تعالى
موجود ( قديم) ومعنى
القديم كما قالة
– الحليمى وهو الموجود
الذى ليس لوجود
ابتداء واصل القديم
فى اللغة السابق
لان القديم هو
القادم قال تعالى
فيما أخبر به عن
فرعون ( يقدم قومه
يوم القيامة ) فقيل
لله عز وجل قديم
بمعنى أنه سابق
للموجودات كلها
ولم يجز – من أجل
ذلك – أن يكون لوجود
أبتدأ لأنه لو
كان لوجوده ابتداء
لاقتضى أن يكون
هناك غيره أوجده
وأن يكون ذلك الغير
موجودا قبله فلم
يصح أن يكون سابقا
للموجودات وفى
القرأن الكريم
( هو الأول والأخر
) ومعنى الأول والقديم
واحد وهو السابق
الذى لا أول لوجوده
وقد سبق حديث عمران
بن حصين رضى الله
عنه عند البخارى
وفيه أن رسول الله
صلى الله عليه
قال . كان الله ولم
يكن شىء غيره الحديث
والله تعالى ( ذويقا
) أى باق بقاء واجبا
ومعناه الموجود
الذى لا أخر لوجوده
. لأنه لو جاز أن
يلحقه العدم وأن
يكون لوجوده أخر
، لا ستحال عليه
القدم ولهذا قال
البيهقى إن الباقى
من لوازم القديم
لأنه إذا كان موجودا
لا عن أول ولا بسبب
لم يجز عليه الأنقضاء
والعدم فإن كل
منقض بعد وجود
ه فإنما يكون انقضاؤه
لأنقطاع سبب وجوده
فلما لم يكن لوجود
القديم سبب فيتوهم
أن ذلك السبب
إن إن أرتفاع وزال عدم
علمنا أنه لا انقضاء
له .والله تعالي
يقول {كل من عليها
فان وبيقي وجه
ربك ذو الجلال
والإكرام }ومما
يجب اعتقاده أنه
تعالي ]مخالف لخلقه
[ أي متعال عن مماثله
الحوادث ومشابهة
المخلوقات ,ليس
بجوهر فيحتاج إلي
مكان ولا بعرض
فيقوم بغيره ولا
بجسم فتكون له
جهة من الجهات
{ليس كمثله شئ وهو
السميع البصير}
قال القاضي عياض
في الشفاء :ولله
در من قال من العلماء
العارفين المحققين
: التوحيد إثبات
ذات غير مشبهة
للذوات ,ولا معطلة
عن الصفات,وزاد
هذه النكته الوسطي
بيانا وبرهانا
فقال ليس كذاته
ذات ولا كاسمه
اسم ولا كفعله
فعل ولا كصفاته
صفة إلا من جهة
موافقة اللفظ اللفظ
وجلت الذات القديمة
أن تكون لها صفة
حادثة ,كما استحال
أن تكون للذات
الحادثة صفة قديمة
,وقد فسر الامام
أبو القاسم القشيري
قوله هذا ليزيده
بيانا فقال:هذه
الحكاية تشتمل
علي جوامع مسائل
التوحيد وكيف تشبه
ذاته تعالي ذات
المحدثات ؟وهي
بوجودها مستغنية
,وكيف يشبه فعله
تعالي فعل الخلق
؟؟وهو ليس لجلب
أثر أو دفع نفص
حصل ولا لخواطر
واعراض وجد ,ولا
بمباشرة وعلاج
ظهر .وفعل الخلق
لا يخلق عن هذه
الوجوه وقال أخر
–من مشايخنا –ما
توهمتوه بأوهامكم
,وأدركتموه بعقولكم
فهو مجدث مثلكم
وقال ابو المعالي
الجويني :من أطمئن
إلي موجود انتمي
إليه فكره فهو
مشبه ,ومن اطمئن
إلي النفي المحض
فهو معطل ,وإن قطع
بموجوده واعترف
بالعجز عن إدراك
حقيقته فهو موجد
.انتهي المراد
منه .والدليل علي
أنه تعالي مخالف
للمخلوقات أنه
لو شابهها لكان
حادثا مثلها ,وقد
تقدم بيان أنه
قديم والله وعز
وجل يقول {ليس كمثله
شئ}ويقول {قل هو
الله أحد الله
الصمد لم يلد ولم
يولد ولم يكن له
كفوا احد } أي لم
يكن مكافئا له
,ولا مشابها له
أحد من خلقه ,وعن
أبي هريرة رضي
الله عنه أن رسول
الله قال ]يقول
الله عز وجل كذبني
ابن ادم ولم ينبغ
له أن يكذبني ,وشتمني
ولم ينبغ له أن
يشتمني .فاما تكذبه
إياي فقوله اتخذ
الله ولدا وأنا
الله لاحد الصمد
الذي لم الد ولم أولد لم يكن
له كفوا احد[ رواه
البخاري ومما يجب
اعتقاده انه تعالي
قائم بنفسه بمعني
انه غير محتاج
إلي موجد يوجده
بل هو مستغن عن
كل ما سواه لا يحل
في شئ ولا يحل فيه
شئ لأنه لو أحتاج
إلي موجد لكان
حادثا . كيف وقد
ثبت قدمه ولو كان
حالا في غيره لكان
صفة لا ذاتا –إذ
الذات لا تقوم
بالذات –ولو كان
صفة لاستحال قيام
الصفات به تعالي
فوجب أن يكون قائما
بنفسه وفي القرآن
الكريم {والله
الغني وانتم الفقراء
} وعن عائشة رضي
الله عنها عن النبي
. في حديث الاستسقاء
أنه قال فيه ]الحمد
لله رب العالمين
الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين
لا إله الا الله
يفعل ما يريد اللهم
أنت الله لا إله
إلا انت الغني
ونحن الفقراء أنزل
علينا الغيث وأجعل
ما أنزلت لنا قوة
وبلاغا إلي حين
[ قال الحليمي في
معني الغني أنه
الكامل بما له
وما عنده فلا يحتاج
معه إلي غيره ويلزم
من ثبوت الغني
المطلق بهذا المعني
لله تعالي كونه
قائما بنفسه ,أي
غير محتاج إلي
الموجد الذي يوجده
! أو المحل الذي
يقوم به ..... ومما يجب
اعتقاده أنه تعالي
(واحد) في ذاته وصفاته
وافعاله ]فماله
في ملكه مساعد
[ في إيجاد فعل من
الأفعال وليست
ذاته مركبة من
أجزاء ولا هناك
ذات تشبه ذاته
تعالي وليس له
عجز وجل
صفتان من جنس واحد
كقدرتين وارادتين
وليس هنالك صفة
تشبه صفته تعالي ,تعالي عن
ذلك علوا كبيرا
وقد أشار القرآن
الكريم إلي وحدانية
الله تعالي بقوله
{لو كان فيهما آلهة
إلا الله لفسدتا
} وقوله {وما كان
معه من إله إذا
لذهب كل إله بما
خلق ولعلا بعضهم
علي بعض سبحان
الله عما يصفون
} وبيانه أنه لو
تعدد الإله والخالق
للعالم فرضا لاختلفا
في الافعال والآثار
حتما ,ضرورة
أن كل مختلفين
في الحقيقة مختلفان
في الأثر ,والفعل
كالنار التي تسخن
والثلج الذي يبرد
وهكذا واختلافهما
يؤدي إلي فساد
العالم بالبداهة
إذا يريد إحدهما
وجود حسم أو حركته
ويريد الاخر عكس
ذلك فالتعدد من
ضرورته الاختلاف
المحض إلي فساد
العالم أي عدم
تكونه ,وفساد العالم
باطل بالمشاهدة
فما أفضي اليه
باطل مثله ,فثبت
أن الله تعالي
واحد لا شريك له
وبالتقرير الدليل
علي هذا الوجه
امتنع القول بجواز
الاتفاق بين الإلهين
.وعلي التنزل نقول
:لو اتفقا علي كل
شئ لكان معني ذلك
أنهما متفقان علما
وارادة وغيرها
من صفات الالوهية
وهذا في الحقيقة
إقرار بالتوحيد
وإنكار للتعدد
وغاية الأمر أن
القائل بهذا سمي
الواحد اثنين
.وهو مجرد تشهي
لا يليق بالعاقل
علي أن القائل
بهذين الإلهين
المتفقين هل يمكنه
أن يقول إن هذا
الاتفاق المزعوم
لازم لكل منهم
لا يستطيع احدهما
الخروج عنه ؟ ! فإن
قال نعم أعترف
بعجزهما معا وأنهما
لا يصلحان لمقام
الالوهية أليته
وإن قال إنه لازم
لاحدهما فقط كان
هو العاجز –من أجل
ذلك – وكان صاحبه
عاجزا أيضا لانعقاد
المماثلة بينهما
,وإن قال ليس الاتفاق
لازما لأي واحد
منهم بل يجوز مخالفة
كل منهم لصاحبه
قلنا المخالفة
مفضية إلي الفساد
والباطل ,فتكون
باطلة أيضا ,ثم
يقال لهذا القائل
بالاتفاق أتعتقد
أن واحدا منهما
لا يمكنه الاستقلال
ممكن ,قلنا فالثاني
لا ضرورة لوجوده
فيكون وجوده جائزا
لا واجبا والاله
الخالق المدبر
لا يكون وجوده
إلا واجبا وايضا
لوكان المعبود
اثنين لما عرف
كل واحد من العابدين
معبوده منهما علي
الخصوص حتي يتوجه
اليه بالدعاء وطلب
الثواب وسائر الحوائج
والايات القرآنية
الدالة علي التوحيد
كثيرة جدا قال
الفخر إن الله
تعالي صرح بكلمة
لا اله الا الله
في سبعة وثلاثون
موضعا من كتابه
وصرح بالوحدانية
في مواضع كقوله
{والهكم اله واحد}
وقوله {قل هو الله
آحد} وكل ذلك صريح
في الباب إه (وعن
عائشة رضي الله
عنها قالت كان
رسول الله إذا
تدور من الليل-أي
تقلب في فراشه
– قال (لا إله إلا
الله الواحد القهار
رب السموات والارض
ومبينهما العزيز
الغفار) أورده
وسئل الحسن بن
علي رضي الله عنهما بم عرفت ربك
؟ -أي عرفت أنه الاله
المنفرد وحده بالتأثير
والتدبير –فقال
:بموت الطبيب وقهر
الملك النجيب وسئل
غيره فقال: بموت
الملوك وابقاء
الفقراء وقال اخر
:بحظ الجهول وحرمان
العاقل .ومما يجب
اعتقاده أنه تعالي
حي ومعناه كما
قال الخطابيي إنه
هو الذي لم يزل
موجودا وبالحياة
موصوفا .لم تحدث
له الحياة بعد
الموت ولا يعترضه
الموت بعد الحياة
وسائر الاحياء
يعتورهم الموت
والعدم في احد
طرفي الحياة أو
فيها معا {كل شئ
هالك إلا وجهه
} وقال الحليمي
وإنما يقال ذلك
–يعني إنما ثبتت
له تعالي صفة الحياة
–لأن الفعل علي
سبيل الاختيار
لا يوجد إلا من
حي وافعال الله
جل ثناؤه كلها
صادرة عنه باختياره
فإذا أثبتناها
فقد أثبتنا أنه
حي وقد قال تعالي:{
هو الحي لا إله
إلا هو} وعن العباس
رضي الله عنهما
أن رسول الله كان
يقول (اللهم لك
سلمت وبك امنت
وعليك توكلت واليك
انبت وبك خاصمت
أعوذ بعزتك لا
إله الا انت انت
تضلني أنت الحي
الذي لا يموت والجن
والانس يموتون
) أخرجه الشيخان
ومما يجب اعتقاده
انه تعالي (مريد
عالم قدير ) أحاط
بكل شئ علما ,علم
الاشياء قبل وجودها
,ثم اوجدها علي
حسب ما علمها .يعلم
دبيب النملة السوداء
علي الصخرة الصماء
في الليلة الظلماء
.يعلم هواجس الضمائر
وحركات الخواطر
,وخفيات السرائر
,ويعلم عدد الجبال
والرمال ,وأوراق
الاشجار وقطرات
الانهار ,ويعلم
عدد الحيوان والدواب
والطيور ,ويعلم
مواضعها وحركاتها
وعدد انفسها ,ولا
يعزب عن علمه مثقال
ذرة في الارض ولا
في السماء ولا
أصغر من ذلك ولا
أكبر ,ولا يعجزه
ولا يخرج عن ارادته
شئ ,فعال لما يريد
لا فاعل غيره ,ولا
مدير للعالم العلوي
والسفلي سواه
,ما في الوجود حياة
ولا موت ولا حصول
ولا فوت ولا ريح
ولا خسران ولا
كفر ولا إيمان
ولا طاعة ولا عصيان
ولا حركة وللا
سكون ولا نهار
ولا ليل ولا اعتدال
ولا ميل ولا حر
ولا برد ولا شفع
ولا وتر ولا جوهر
ولا عرض ولا صحة
ولا مرض ولا عطاء
ولا منع ولا ضر
ولا نفع ولا رطب
ولا يابس ولا شئ
من المختلفات والمؤتلفات
إلا هو واقع بعلمه
وإرادته وقدرته
سبحانه وتعالي
وعلمه تعالي صفة
يقع بها ادراك
الاشياء علي ما
هي عليه ,وارادته
صفة يكون بها تخصيص
الممكن ببعض ما
يجوز عليه ,وقدرته
صفة يكون بها إيجاد
الممكن واعدامه
والدليل علي كونه
تعالي مريدا عالما
قادرا أنه لو لم
يكن كذلك لما خلق
العالم واخرجه
من العدم الي الوجود
لان الخلف لا يكون
إلا من قادر ضرورة
والمخلوق لابد
أن يكون معلوما
للخالق مميزا عنده
عما لم يخلق ووجوده
علي الصفة التي
وجد عليها وفي
الوقت الذي وجد
فيه لا يكون إلا
باردة مريد وقد
نبه القرآن الكريم
علي دليل القدرة
بقوله تعالي{أو
ليس الذي خلق السموات
والارض بقادر علي
ان يخلق مثلهم
بلي هو الخلاق
العليم } وعلي دليل
العلم بقوله {ألا
بعلم من خلق وهو
اللطيف الخبير
} وعلي دليل الارادة
بقوله {إنما أمره
إذا أراد شيئا
أن يقول له كن فيكون
} ومما يجب اعتقاده
أنه تعالي (متكلم
)بكلام أزلي قديم
ليس بصوت ولا بحرف
كما هو الشأن في
كلام الحوادث قال
الله تعالي :{وكلم
الله موسي تكليما}
وعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال
قال رسول الله
{احتاج آدم وموسي
عليهما الصلاة
والسلام فقال موسي
أنت ادم الذي اخرجت
ذريتك من الجنة
فقال له ادم انت
موسي الذي اصطفاك
الله تعالي برسالاته
وبكلامه اتلومني
علي أمر قد قدر
علي قبل أن اخلق
فحج آدم موسي ,اي
غلبه بالحجة ,رواه
الشيخان (و)أنه
تعالي (سامع) أي
سميع ولو عبر بهذا
لموافقته اصل الوارد
لكان أولي قال
الحليمي معني السميع
المدرك للاصوات
التي يدركها المخلوقون
في آذانهم من غير
أن يكون لهم آذان
وذلك راجع الي
ان الاصوات لا
تختفي وان كان
غير موصوف بالحس
المركب في الاذان
لا كالاصم من الناس
لما لم تكن له هذه
الحاسة لم يكن
اهلا لادراك الأصوات
.وقال الخطابي
السميع بمعني السامع
إلا أنه أبلغ ,لأن
بناء فعيل بناء
المبالغة ,وهو
الذي يسمع السر
والنجوي ,سواء
عنده الجهر والخفت
والنطق والسكوت
.وظاهر الكلام
الشيخين أن سمعه
تعالي مختص بالاصوات
والصحيح الذي عليه
الجمهور أنه متعلق
بكل موجود ذاتا
كان أو صوتا ...وأنه
تعالي (بصير)قال
الحليمي ومعني
البصير المدرك
للاشخاص والالوان
التي يدركها المخلوقون
بابصارهم من غير
أن يكون له جارحة
العين وذلك راجع
إلي أن ذكر –يعني
الاشخاص والألوان
–لا يخفي عليه وأنه
غير موصوف بالحس
المركب بالعين
.والدليل علي السمع
والبصر قوله عز
وجل {ليس كمثله
شئ وهو السميع
البصير } وعن أبي
موسي رضي الله
عنه قال كنا مع
النبي في مسيرفكنا
إذا علونا وإذا
هبطنا سبحنا فقال
رسول الله (يا ايها
الناس اربعوا علي
انفسكم –اي ارفقوا
بأنفسكم – فإنكم
لا تدعون اصم ولا
غائبا ولكنكم تدعون سميعا
قريبا قال ابو
موسي وأتي علي
رسول الله وانا
أقول في نفسي لا
حول ولا قوة الا
بالله (قال يا عبد
الله بن قيس (قل
لا حول ولا قوة
إلا بالله فأنها
كنز من كنوز الجنة)
رواه الشيخان
.وجاء في بعض روايات
هذا الحديث إنما
تدعون سميعا بصيرا
بدل سميعا قريبا
.وفيه زيادة إن
الذين تدعون اقرب
إلي أحدكم من عنق
رحالته ومعناه
كما قال الحليمي
أنه لا مسافة بين
العبد وبينه حتي
لا يسمع دعاءه
أو يخفي عليه حالة
وقال الخطابي معناه
انه قريب بعلمه
من خلقة قريب مما
يدعوه بالاجابة
لقوله {وإذا سألك
عبادي غني فإني
قريب أجيب دعوة
الداع إذا دعان }. |
---|