الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي
Alshak Mohamed Altaher مطية السالك المقدمة |
---|
بسم
الله الرحمن
الرحيم الحمد
لله الذى وفق
من شاء من
عباده للقيام
بآداب العبودية
وخصه بمطالعة
أسرار الحكم الإلهية
ومشاهدة أنوار
الحقائق
الربانية
والصلاة
والسلام على
سيدنا محمد الهادى
إلى الصراط
المستقيم
وعلى آله وأصحابه
المتمسكين
بعرى شرعه
القويم .. أما
بعد .. فيقول
العبد الذليل
كسير الخاطر أحمد
الحامدى
الشهير
بالطاهر- غفر
الله ذنوبه
وستر في
الدارين
عيوبه- قد أمرنى
شيخنا([1])-
نفعنا الله
بطول مدده
ومتعنا بطول
مدده- أن أجمع لإخوانى
رسالة في
الطريق على
غاية التحرير
والتحقيق أبين
لهم فضيلتها وأشرح
لهم حقيقتها وأذكر
لهم أركانها وآدابها
وأفتح لهم
بمفتاح الإيضاح
أبوابها فقلت الأمر
أكبر وأجل
والفقير أحقر
وأقل. وغير تقى
يأمر الناس بالتقى
طبيب
يداوى الناس
وهو عليل. فقال:
لابد، فجد ، فقد
طال
المطال
وتغيرت الحال
حتى توهم بعض
الناس أن طريق
القوم من جنس
ما عليه الناس
اليوم مع أن
بينهما من
البين غاية
الغاية لا بين
بين، فبين
الطريق
الصحيحة إذ (الدين
النصيحة) فأعددت
الاستقالة
فلم أقل
فأصممت الأذن
عن العذل
واستعنت بقوة
الله وحوله
وقلت بفضله
وطوله: اعلموا
إخوانى- وفقنى
الله وإياكم
لما يرضى وصرف
منا لطاعته
القلوب والأعضا.- إن طريق
القوم هى
الغاية التي
ما فوقها غاية
والبغية التى كل
نهاية لها
بداية إلا أنه
عفا رسمه ولم
يبق في
الحقيقة إلا
اسمها توارت أنوارها
وذهبت أسرارها
وانقطع سندها
وارتفع مددها
وأفلت بدورها
وتهدم سورها
واختلت أركانها
وتبدلت أعيانها
فقد غسق ليل
الجهالة ودفق
سيل الضلالة
وذهبت من
القلوب حرمة
الشريعة
وتمسك وتنسك
الناس
بالعوائد
الشنيعة وركضوا
في ميدان
الغفلة
ونبذوا الحق وأهله
وتبدلت السنن
بالبدع و صار
ترك الحرام
غاية الورع. لا أقول:انعدم
أصلا المحق
وخلت الأمة عن
أهل الصدق فإنها
بشهادة نبيها "
كالمطر لا
يدرى خيره الأول
أم الآخر"([2])
ولا تزال منه
طائفة على
الحق إلى
اليوم الآخر([3]) إنما
غلب الغث على
السمين حتى أصبح
الصادق واحدًا
في ألوف ومئين
وحتى جلس على
بساط الإرشاد
من لم يتأدب
من آداب
الشريعة بآداب
ودعا له
الشيطان
الناس فأجابوه
من كل حدب
وتركه بينهم
يقودهم إلى أودية
الفجور ويبث
فيهم روح
الغرور ويسمى
لهم المعصية
طاعة ويفعلها
معهم جماعة
ويعلمهم
معالم الخطا والناس
أهدى في
القبيح من
القطا فدونكم إخواني
رسالة تكشفون
بها الحقائق
وتعرفون بها الهادي
الصادق
انتقيتها من
كتب القوم
وجافيت فيها ما
ألفت
من النوم
وحليتها ببيان
ما لطريقنا من
الأذكار
والنوافل وما
امتازت به من
الخصائص
والفضائل عسى أن
تستنير منكم
السريرة فتكونوا
من الأمر على
بصيرة إذ من
عرف الطريق
سلك ومن سار
بلا علم هلك مستمطرًا
في ذلك مدد الأستاذ
لائذاً بجنابه
فإنه
نعم الملاذ
ممتطيا جواد
همته متقلدا
نجاد نجدته. ولقد
سميتها بتسميته
لها( مطية
السالك إلى
مالك الممالك)
ورتبتها على
مقدمة وثلاثة أبواب
وخاتمه والله اسأل
أن ينفع بها
النفع العميم وأن
يتيح لها من
يتلقاها بقلب
سليم إنه على
ذلك قدير
وبالإجابة
جدير. (المقدمة
فى بيان فضيلة
الطريق
وحقيقتها
وذكر الفرق
بينها وبين
الشريعة
والحقيقة ) أما
فضيلتها فهي أشهر من أن
تذكر وأظهر من
أن تنكر فإن
التخلق بالأخلاق
المحمدية لا
ينكر أحد أنه
السعادة الأبدية
.. وفضيلة
التقوى لا يشك
فيها عاقل بل
قد أجمع عليها
الأواخر والأوائل
كيف وهى نسب
الله الأعز الأجل
.. كما في
الحديث القدسي
عنه عز وجل
قال (صلى
الله عليه
وسلم) "إذا جمع الله
الأولين والآخرين
في ميقات يوم
معلوم يقول
الله عز وجل:يا
أيها الناس إنى
قد جعلت نسبا
وجعلتم نسباً
فوضعتم نسبى
ورفعتم نسبكم قلت:
إن أكرمكم عند
الله أتقاكم وأبيتم
إلا فلان ابن
فلانة وفلان أغني
من فلان فاليوم
أضع نسبكم وأرفع
نسبى أين
المتقون؟
فيرفع للقوم
لواء فيتبعون
لواءهم إلى
منازلهم
فيدخلون
الجنة بغير
حساب"([4]) وفى التنزيل
(إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ
عِندَ
اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ ) ...لا أعلمكم
ولا أفصحكم
ولا أنسبكم
ولا أغناكم وقد
جاء فيما يروى(
الكرم التقوى)
وجاء أيضا(
شرف الدنيا
الغنى وشرف الآخرة
التقوىفأنتم
من ذكر وأنثى
شرفكم غناكم
وكرمكم
تقواكم) .. وأخرج الطبراني
(أن أهل بيتي
هؤلاء يرون أنهم
أولى الناس بى
وليس كذلك إن أوليائي
منكم المتقون
من كانوا حيث
كانوا)وقال (صلى
الله عليه
وسلم):(لا
فضل لعربي على
أعجمي ولا أعجمي
على عربي ولا لأسود
على أبيض إلا
بالتقوى
الناس، من آدم
وآدم من تراب "([5]( وفوائد
التقوى كثيرة
منها العلم
قال تعالى: (وَاتَّقُواْ
اللَّهَ
وَيُعَلِّمُكُمُ
اللَّهُ) ومنها
الفرقان (يَا
أَيُّهَا
الَّذِينَ
آمَنُواْ إِن
تَتَّقُواْ
اللَّهَ
يَجْعَل
لَّكُمْ
فُرْقَاناً) أي نورا
تفرقون به بين
الحق والباطل
ومنها الجنة (تِلْكَ
الْجَنَّةُ
الَّتِي
نُورِثُ مِنْ
عِبَادِنَا
مَن كَانَ
تَقِيًّا) ومنها
اليسر (وَمَن
يَتَّقِ
اللَّهَ
يَجْعَل
لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ
يُسْرًا)... ومنها ركوب
النوق من
القبور إلى
القصور (يَوْمَ
نَحْشُرُ
الْمُتَّقِينَ
إِلَى الرَّحْمَنِ
وَفْدًا) قال
على-رضى الله
عنه- ما يحشرون
والله
على أرجلهم
ولكنهم
يحشرون على
نوق أرجلها
الذهب ونجائب
سروجها
اليواقيت. ومنها
محبة الله (إِنَّ
اللَّهَ
يُحِبُّ
الْمُتَّقِينَ)... ونصره (إِنَّ
اللَّهَ مَعَ
الَّذِينَ
اتَّقَواْ) ونجاته (ثُمَّ
نُنَجِّي
الَّذِينَ
اتَّقَوا)... وجواره (إِنَّ
الْمُتَّقِينَ
فِي جَنَّاتٍ
وَنَهَرٍ فِي
مَقْعَدِ
صِدْقٍ عِندَ
مَلِيكٍ
مُّقْتَدِرٍ) وغير ذلك. وسئل ذوالنون
المصري عن
السفلة فقال:
من لا يعرف
الطريق ولا
يتعرفه وقال
الخير الرملي:
وحقيقة ما
عليه الصوفية لا
ينكرها إلا كل
ذي نفس غبية
فمن أراد
الرضا
والمغنم
فليستمسك بها
ولها يلزم. قال الأستاذ
في المورد
الرحمانى([6]): هذا وان
رمت الرضا
والمغنما فالزم
طريق القوم كى
تكفى الظما واعلم بأن
الرشد في اقتفـاهـــا
ولمعــــة
الأســرار مــن
سناهـــــا دعاية
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم (قُلْ
هَذِهِ
سَبِيلِي
أَدْعُو
إِلَى اللَّهِ) وهديه الأفضل
(وَإِنَّكَ
لَتَهْدِي
إِلَى
صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ
صِرَاطِ
اللَّهِ) بها نطق
القرآن وصح
الخبر وتسلسل
السند وتواتر الأثر
قال الشعراني في
مشارق الأنوار
القدسية: وإياك
أن تقول: طريق
الصوفية لم يأت
بها كتاب ولا
سنة فإنه كفر فإنها
كلها أخلاق
محمدية سداها
ولحمتها منها وأخلاقه
القرآن قال
سعد بن هشام: دخلت
علي عائشة -رضي
الله عنها-
وعن أبيها فسألتها
عن أخلاق رسول
الله r فقالت:
أما قرأت
القرآن قلت بلى:
قالت " كان خلق
رسول الله (صلى
الله عليه
وسلم) القرآن"([7])
بمعنى أنه
عليه الصلاة
والسلام
يتأدب به
فيأتمر بأمره وينتهي
بنهيه وذلك
نحو قوله
تعالى (خُذِ
الْعَفْوَ
وَأْمُرْ
بِالْعُرْفِ
وَأَعْرِضْ
عَنِ
الْجَاهِلِينَ)
وقوله (إِنَّ
اللَّهَ
يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ
وَالإِحْسَانِ
وَإِيتَاء
ذِي
الْقُرْبَى
وَيَنْهَى
عَنِ
الْفَحْشَاء
وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْى)
وقوله (وَاصْبِرْ
عَلَى مَا
أَصَابَكَ
إِنَّ ذَلِكَ
مِنْ عَزْمِ
الأُمُورِ) وقوله
(وَإِنْ
عَاقَبْتُمْ
فَعَاقِبُواْ
بِمِثْلِ مَا
عُوقِبْتُم
بِهِ وَلَئِن
صَبَرْتُمْ
لَهُوَ
خَيْرٌ
لِّلصَّابِرِينَ
). وقوله (فَاعْفُ
عَنْهُمْ
وَاصْفَحْ
إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ) وقوله (ادْفَعْ
بِالَّتِي
هِيَ
أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ
عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ
حَمِيمٌ) إلى غير ذلك
من الآيات. وفى
سعود الطالع لشيخنا
العلامة الإبيارى
نقلا عن ابن
خلدون في
مقدمة تاريخه ..
هذا العلم أي
التصوف من
العلوم
الشرعية
الحادثة فى
الملة وأصله أن
طريق هؤلاء
القوم لم تزل
عن سلف الأمة
وكبارها من
الصحابة
والتابعين
ومن بعدهم على
طريقة الحق
والهداية وأصلها
العكوف على
العبادة
والانقطاع إلى
الله تعالى والإعراض
عن زخرف
الدنيا
وزينتها
والزهد فيما
يقبل عليه الجمهور
من لذة ومال
وجاه
والانفراد عن
الخلق في
الخلوة
للعبادة وكان
ذلك عاما في
الصحابة
والسلف فلما
فشا الإقبال
على الدنيا في
القرن الثاني
وما بعده وجنح
الناس إلى
مخالطة
الدنيا اختص
المقبلون على
العبادة باسم
الصوفية فاختصوا
بمآخذ مدركة
لهم لا يشاركهم
في ذلك إلا
القليل لأن
الغفلة عن هذا
كأنها شاملة
وغاية أهل
العبادات أنهم
يأتون
بالطاعات
مخلصة وهؤلاء
يبحثون عن نتائجها
بالأذواق
والمواجد
ليطلعوا على أنها
خالصة من
التقصير أولا
فظهر أن أصل
طريقتهم كلها
محاسبة النفس
على الأفعال
والتروك
والكلام على
هذه الأذواق والمواجدات
التي تحصل عن
المجاهدات ثم
لهم مع ذلك
آداب مخصوصة بهم
واصطلاحات في ألفاظ
تدور بينهم إذ
الأوضاع
اللغوية إنما هي
للمعاني
المتعارفة فإذا
عرض من المعاني
ما هو غير
متعارف
اصطلحنا على
التعبير عنه
بلفظ يتيسر
فهمه منه
فلهذا اختص
هؤلاء بهذا
النوع من
العلم الذي
ليس لواحد
غيرهم من أهل
الشريعة
الكلام فيه. وصار
علم الشريعة
على صنفين صنف
مخصوص بالفقهاء
وأهل الفتيا
وهى الأحكام
العامة في
العبادات
والعادات
والمعاملات
وصنف مخصوص بالقوم
في القيام
بهذه
المجاهدات
ومحاسبة
النفس عليها
والكلام على الأذواق
والمواجد
العارضة في
طريقها
وكيفية الترقي
فيها من ذوق إلى
ذوق وشرح الاصطلاحات
التى تدور
بينهم في ذلك
فلما كتبت
العلوم ودونت
وألف الفقهاء في
الفقه وأصوله
والكلام
والتفسير
وغير ذلك ... كتب
رجال من أهل
هذه الطريقة في
طريقهم ثم إن
هذه المجاهدة
والخلوة
والذكر
يتبعها غالبا
كشف حجاب الحس
والاطلاع على
عوالم من أمر
الله فيدركون
من حقائق
الوجود مالا
يدرك سواهم
وكذا يدركون
كثيرًا من
الواقعات قبل
وقوعها
والعظماء
منهم لا يعتبرون
هذا الكشف ولا
يخبرون عن شيء
لم يؤمروا
بالتكلم فيه
بل يعدون ما
يقع لهم من
ذلك محنة ويتعوذون
منه إذا
هاجمهم. والصحابة
-رضي الله
عنهم- كانوا
على مثل هذه
المجاهدة
وكان حظهم من
هذه الكرامات أوفر
الحظوظ لكنهم
لم يقع لهم
بها عناية
وتبعهم على
ذلك الكمل من أهل
الطريقة وهذا
الكشف لا يكون
صحيحًا كاملا إلا
إذا كان ناشئا
عن الاستقامة لأن
الكشف قد يحصل
لصاحب الجوع
والخلوة وإن
لم يكن هناك
استقامة
كالسحرة
والنصارى
وغيرهم من
المرتاضين.
ومثاله أن
المرآة إذا
كانت محدبة أو
مقعرة وحوذى
بها جهة المرئي
فإنه يتشكل
فيها معوجًا
على غير صورته
وإن كانت
مسطحة تشكل
فيها المرئي
صحيحًا
فالاستقامة
للنفس
كالانبساط
للمرآة فيما ينطبع
فيها من الأحوال
.. اهـ . باختصار. وقال
الشعراني في الأنوار
القدسية:
واعلم أنه لا يمكن
لطالب العلم
العمل بالعلم
وآدابه ويصير
عليه الأنس
والخير إلا إن
كان معتقدا في
طائفة
الفقراء
مخالطا لهم لأنهم
ينبهونه على
الدسائس المانعة
للقلب عن قبول
الخير لأن
العلم قوة
للنفس وكلما
كثر قويت
وتكبرت وأبت
عن الخير ..
وكثيرا ما كنت
أسمع شيخنا
زكريا الأنصارى-
رضي الله عنه-
يقول: إن
الفقيه إذا لم
يكن له إلمام
بطريق القوم
وملاحظتهم
ومأخذهم فهو
جاف .. ولذلك
عدم أهل
الجدال من
الفقهاء
والعباد الترقى
في درجات
الولاية
وجمدوا على ما
فهموا من
ظواهر النقول
ولم يتعدوا إلى
ما وضعه
الشارع في
طيها من
الزواجروالروادع
فلم يزدادوا
بكثرة العلم
وتلاوة
القرآن زهدا في
الدنيا وإقبالا
على ربهم
وماتوا وأحدهم
يود أن لو كان عنده
واد من
ذهب بل يود لو زيد
له رغيف آخر
على خبزه
فافهم يا ولدى
فإن السالك
على يد
الفقراء كالطيار
إلى حضرة
القرب
والسالك من
غير طريقهم
كالذي يزحف
تارة ويسكن أخرى
مع بعد الطريق. وقال
اليافعي- رضى
الله عنه- :مكثت
نحو عشر سنين وأنا
بين خاطرين
خاطر يدعوني إلى
الفقهاء وآخر يدعونى
إلى طريق
الفقراء
فاجتمعت بشيخ
من أولياء
اليمن فكاشفني
وعرف ما في قلبى
وقال -رضى
الله عنه- يا
ولدى مبدأ
الفقير نهاية
الفقيه ؛لأن
مبدأ الفقير
الفقر عن كل شىء
والإخلاص لله
تعالى في جميع
عباداته وهذا
نهاية الفقيه
ثم يترقى الفقير
في درجات
القرب
والمواهب .. ثم
قال: أحببت أن أريك
شيئا من ثمرة
العلم الذي
تريده وثمرة
الفقر فأرسل إلى
شخص من أكابر
العلماء أن يأتي
وأمر الجماعة أن
لا يقوموا له
ولا يفسحوا له
فجاء فلم يجد إلا
موضع النعال
ولم يلتفت أحد
إليه فتكدر
وكاد أن
يكفرهم فقال
الشيخ: يا
فقيه أجد في نفسي
منك شيئا فقال:
وأنا أيضا أجد
في نفسي منكم
شيئين وقرن
بين إصبعيه
وولى ساخطا
يسب الشيخ
وجماعته ..
فقال: انظر
ثمرة هذا
العلم الذي
تطلبه .. ثم أرسل
إلى فقير من
آحاد الفقراء
فجاء ووقف ولم
يجد كالأول
وسلم فلم يرد أحد
عليه السلام
سوى واحد فضحك
ووقف يصف
النعال وأدارها
لهم فقال
الشيخ :أنا في نفسى
منك شيء فقال
يا سيدى أنا أقول
أستغفر الله
وكشف رأسه ..
فقال: انظر
ثمرة طريق
الفقراء! .. قال
فلزمت طريق
الفقراء إلى أن
صرت كما تروني
فتأمل يا أخي
هذه الحكاية
واشتغل بما
يثمر لك هذه
الثمرة واحذر أن
تكون ممن يكثر
من جمع العلم
بغير عمل
اعتمادا على الأحاديث
الواردة في
فضل العلم
كقوله (صلى
الله عليه
وسلم) "علماء أمتي كأنبياء
بني إسرائيل"([8]) أو "العلماء
ورثة الأنبياء"([9]) فقد قال (صلى
الله عليه
وسلم) "من ازداد
علما ولم يزدد
هدى لم يزدد
من الله إلا
بعدا"([10]) وقد
اجتمع الشيخ
عبادة المالكى-
رضى الله عنه- بسيدى
الشيخ أبى
مدين - رضى
الله عنه -.. فلم
يعظمه ولم
يلتفت إليه
فقال: يا سيدى
ما منعك أن تعطينى
حقى في الإكرام؟
.. فقال:
كيف وأنت مشرك؟
.. فقال: ما وجه إشراكى
.. قال: حالك الذي
أنت فيه الآن
وطلبك
التعظيم
والخضوع لك
وليس ذلك إلا
لله تعالى فمن
ينازع الله فيما
يستحقه ويطلب أن
يكون مثله كيف
يكرم؟ وإنما
يستحق الإهانة
والاحتقار ..
فسكت الشيخ
ساعة ثم قال: أشهد
أن لا إله إلا
الله وأشهد أن
محمدًا رسول
الله،تبت إلى
الله تعالى
وهذا أوان دخولي
في الإسلام
يعنى كماله وَصَدَقَ-
رحمه الله -لأن
الإسلام هو
الانقياد
وترك
المنازعة لله في
أوصافه وما
يستحقه
وملازمة الأعمال
الصالحة
ورؤية نفسه أنه
أحقر خلق الله
المؤمنين.
فافهم- أرشدنا
الله وإياك إلى
الصراط
المستقيم- فإنه
بقدر
استقامتك على
الشريعة يكون
استقامتك على الصراط
سواء بسواء
وبقدر
اعوجاجك عنها
يكون اعوجاجك
عليه فاسأل
الله
الاستقامة فإنه
بيده ملكوت كل
شيء. وقال
الشيخ عزالدين
بن عبد السلام:
مما يدل على
صحة مذهب
الفقراء كثرة
كراماتهم وما رأينا
أحدا من
الفقهاء وقع
علي يده كرامة
إلا أن سلك
منهاجهم، ومن
لم يؤمن
بكراماتهم
حرم بركتهم
وقد شاهدنا كل
من أنكر على
الفقراء من غير
دخول في
طريقهم تصير
على وجهه كآبة
علامة على
الطرد والمقت
لا تخفى على
ذي بصيرة ولا
ينفع الله بعلمه
احدا بخلاف أهل
الاعتقاد
فيهم .. اهـ.
من مواضع
متفرقة منها بتقديم
وتأخير
وزيادة من
مدارج
السالكين له- رضي
الله عنه-
وقال القشيرى في
خطبة رسالته: أما
بعد- رضي الله
عنكم- فقد جعل
الله هذه
الطائفة صفوة أوليائه
وفضلهم على
الكافة من
عباده بعد
رسله وأنبيائه-
صلوات الله
عليهم- وجعل
الله قلوبهم
معدن أسراره
واختصهم من بين
الأمة بطوالع أنواره
فهم الغياث
للخلق
والدائرون في
عموم أحوالهم
مع الحق بالحق
صفاهم من
كدرات
البشرية
ورقاهم إلى
محال
المشاهدات
بما تجلى لهم
من الحقائق الأحدية
ووفقهم
للقيام بآداب
العبودية وأشهدهم
مجارى أحكام
الربوبية فقاموا
بأداء ما
عليها من
واجبات
التكليف
وتحققوا بما
منه سبحانه
لهم من
التقليب
والتصريف ثم
رجعوا إلى
الله بصدق
الافتقار
ونعت
الانكسار ولم
يتكلوا على ما
حصل منهم من الأعمال
أو صفا لهم من الأحوال
علما منهم بأنه
يفعل ما يريد
ويختار من
يشاء من
العبيد .. اهـ
. وقال
في المدخل: وينبغي
له أى طالب
العلم أن لا
يخلى نفسه من
زيارة الأولياء
والصالحين
الذين
برؤيتهم يحيى
الله القلوب الميتة
كما يُحْيِ الأرض
بوابل المطر
فتنشرح بهم
الصدور
الصلبة وتهون
برؤيتهم الأمور
الصعبة إذ هم وقوف
على باب
الكريم
المنان فلا
يرد قاصدهم ولا
يخيب مجالسهم
ولا معارفهم
ولا محبهم إذ
هم باب الله
المفتوح
لعباده ومن
كان كذلك فتتعين
المبادرة إلى
رؤيتهم
واغتنام
بركتهم ولأنه
برؤية بعض
هؤلاء يحصل له
الفهم والحفظ
وغيرهما ما قد
يعجز الواصف
عن وصفه. ولأجل
هذا المعنى
ترى كثيرا ممن
اتصف بما ذكر
له البركة العظيمة
في عمله وفى
حاله فلا يخلى
نفسه من هذا
الخير العظيم
.. اهـ. وهو
غاية في تعظيم
مذهب الصوفية-
رضى الله عنهم
ونفعنا بهم-. فأما
ما ورد في فتح
العلى المالك
من أن مذهب
الصوفية
بطالة وجهالة
وضلالة معزوًّا
للمدخل فغير
ما فيه مع ما
يوهمه من
المغايرة بين
مذهب الصوفية
وغيرهم وليس
كذلك. وإنما الذي
في المدخل
مذهب هؤلاء
بطالة00 إلخ لا
مذهب الصوفية
كما فى الفتح
ونص عبارة المدخل
قال الإمام أبو
عبد الله القرطبى-
رحمه الله- فى
تفسيره حين
تكلم على قصة
السامرى في
سورة طه: سئل الإمام
أبو بكر
الطرطوشى- رحمه
الله تعالى- ما
يقول سيدنا
الفقيه فى
مذهب الصوفية
انه اجتمع
جماعة من
الرجال
يكثرون من ذكر
الله وذكر محمد
r
ويوقعون أشعارا
مع الطقطقة
بالقضيب على
شىء من الأديم
ويقوم بعضهم
يرقص ويتواجد
حتى يخر مغشيا
عليه ويحضرون شيئا
يأكلونه، هل
الحضور معهم
جائز أم لا؟ أفتونا-
يرحمكم الله-
وهذا القول الذي
يذكرونه: يا شيخ
كف عن الذنوب قبـل
التفــرق
والزلـل واعمل
لنفسك صالحـــا
مادام ينفعــك
العمـــل أما
الشبــاب فقد
مضـى ومشيب
رأسك قد نزل فأجابه
بقوله: يرحمكم
الله، مذهب
هؤلاء بطالة
وجهالة وما الإسلام
إلا كتاب الله
وسنة رسوله (صلى
الله عليه
وسلم) .. اهـ. فأنت
تراه لم يجب
بقوله مذهب
الصوفية00 إلخ
كما في الفتح وإنما
أجاب بقوله
مذهب هؤلاء أى
الذين يفعلون
مجموع الأفعال
المذكورة فى
السؤال
ومعلوم أن
مذهب هؤلاء
بطالة وجهالة
وضلالة وليس
من مذهب
الصوفية في شيء.
ليس
التصوف لبس
الصوف ترقعه ولا بكـاؤك
إذ غنــى
المغنـونـــــا ولا صيـاح
ولا رقـص ولا
طــرب
ولا اختباط كأن
قد صرت مجنونا بل التصـوف
أن تصفــو بــلا
كــدر وتتبـــع
الحـــق والقـــرآن
والدينا وأن تــــرى
خاشعـًـا لله
مكتـئبـًــــا
على
ذنوبك طـول
العمر محزونا على أن
السؤال لم يكن
عن مذهب
الصوفية حتى
يجاب عنه بما في
الفتح، فإن
مذهب الصوفية
لا يرتاب فيه
حتى يسأل عنه،
وإنما السؤال
عن اجتماع
جماعة يفعلون
ما تقدم هل الحضور
معهم جائز أم
لا فليس قوله في
مذهب الصوفية
الواقع في
السؤال
متعلقا بيقول
بل هو متعلق
بالفقيه والمتعلق
بيقول إنما هو
المصدر
المنسبك من
انه اجتمع المجرور
بفي المحذوفة
فكانه قيل ما
يقول الفقيه أى
كثير الفقه - أى
الفهم - في
مذهب الصوفية
في اجتماع
جماعة من
الرجال
يكثرون وهو
ظاهر لا إيهام
فيه فتأمل؟
وكيف يصح أن
يقال مذهب
الصوفية بطالة
وجهالة
وضلالة وقد
قال في
التعريفات:التصوف
مذهب كله جد
فلا يخلطوه بشىء
من الهزل. وقيل:
تصفية القلب
عن موافقة
البرية
ومفارقة الأخلاق
الطبيعية وإخماد
صفات البشرية
ومجانبة
الدعاوى
النفسانية ومنازلة
الصفات
الروحانية
والتعلق
بعلوم الحقيقة
واستعمال ما
هو أولى على
السرمدية
والنصح لجميع الأمة
والوفاء لله
تعالى على
الحقيقة وإتباع
رسوله (صلى
الله عليه
وسلم) فى الشريعة. وقيل:
ترك الاختيار. وقيل:
بذل المجهود والأنس
بالمعبود
وقيل: حفظ
حواسك
ومراعاة أنفاسك
وقيل: الإعراض
عن الاعتراض .. وقيل:
هو صفاء
المعاملة مع
الله تعالى ..
واصله التفرغ
عن الدنيا .. وقيل:
الصبر تحت الأمر
والنهى .. وقيل:
خدمة التشرف
وترك التكلف
واستعمال
التطرف. وقيل:
الأخذ
بالحقائق
والكلام
بالدقائق و الإياس
مما في أيد
الخلائق .. اهـ
بحروفه. وقال
الجنيد: هو أن
يميتك الحق
عنك ويحييك به. وقال
الشيخ قاسم
الخانى: هو
الوقوف مع الآداب
الشرعية
ظاهرا وباطنا. وقيل:
هو الخروج عن
كل خلق دنى
والدخول في كل
خلق سنى. وقيل
: هو كمال الإنسان
بالإسلام والإيمان
والإحسان. وقيل:
إرسال النفس
مع الله على
ما يريده. وقيل
غير ذلك مما
لو ذكرناه
لطال الكلام .. لعمري
ما المذهب إلا
مذهب الصوفية
.. وما الناس إلا
هم .. ما القوم
سوى قوم عرفوك
وغيرهم همج
همج. قال سيدى
ذوالنون المصرى-
رضى الله عنه-: ولا
عيش إلا مَعْ
رجال قلوبهم تحـن إلى
التقـــوى
وترتــاح
للذكـر سكون
إلى روح
اليقين وطِيبِه كما
سكن الطفل
الرضيع إلى
الحجر وقال سيدى
أبو مدين- رضى
الله عنه-: ما لـذة
العيش إلا
صحبـــة
الفقــــرا هم
السلاطيــن
والســـادات
والأمــرا فاصحبهـــم
وتـــأدب في
مجالسهـــم وخــل
حظـــــك مهمــا
قدمـوك ورا واستغنم
الوقت واحضر
دائما معهـم واعلم
بأن الرضا يختص
من حضرا إلى أن
قال: قوم
كرام السجايا
حيث ما جلســـــوا يبقى
المكان على آثارهم
عطــــرا يهدى
التصوف من أخلاقهم
ظرفــــا حسـن
التألف منهم راقنــي
نظــرا هـم أهل ودي
وأحبــابـى
الذيـــن همُ ممــــن
يجر ذيول العــز
مفتخـرا وقال
القشيرى:
الفقراء صفوة
الله من عباده
وموضع أسراره
من خلقه بهم
يصون الخلق
وببركاتهم
يبسط الرزق
وقال ابن أدهم:-
قدس الله سره-
لو يعلم
الملوك ما نحن
عليه
لقاتلونا
عليه بالسيوف.
وكان سيدى إبراهيم
الدسوقى -رضى
الله عنه-
يقول الفقراء
كالملوك فمن
لم يوف آداب
الملوك لا ينبغي
مجالستهم لأنه
ربما جره عدم
احترامهم إلى
العطب .. اهـ.
اللهم مدنا
بمددهم
واجعلنا من أهل
محبتهم
واحفظنا من
تغير بواطنهم وطردهم
يا رب
العالمين. وأما
حقيقتها: فهي سلوك
طريق الشريعة أى
العمل
بمقتضاها كما
قال شيخ الإسلام
في شرح
الرسالة القشيرية
.. وقال أبو
البركات في شرح
الخريدة: وحد
التصوف علما
هو علم بأصول
يعرف به صلاح
القلب وسائر
الحواس ..
وعملا هو
الأخذ
بالأحوط من
المأثورات
واجتناب
المنهيات
والاقتصار
على
الضروريات من
المباحات .. ويقال:
هو الجد في
السلوك إلى
مالك الملوك،
ويقال: هو حفظ
الحواس ومراعاة
الأنفاس.
والمعنى
متقارب، ثم
قال: واعلم أن
التصوف بمعنى
العمل هو
الطريق .. اهـ
. فعلى هذا جميع
ما قيل في
التصوف بمعنى
العمل يقال
فيها، وقد
تقدمت عبارات الأشياخ
فيه،
ومعانيها
متقاربة كما
قال أبو
البركات. وأما
الشريعة: فهي الأحكام التي
وردت عن
الشارع
المعبر عنها
بالدين ويدل
له قوله r " أتيتكم
بشريعة بيضاء
نقية لم يأت
بها نبى قبلى
ولو كان أخى
موسى في زمنى
وسائر
الأنبياء لم يسعهم
إلا اتباع
شريعتى"([11]). وأما
الحقيقة: فقال في سعود
المطالع: قال
شيخ الإسلام
فى الفتوحات
الإلهية :هي
مشاهدة
الربوبية
بالقلب ويقال:
هي سر معنوي لاحد
له ولا جهة .. اهـ. وفى
شرح الخريدة :وأما
الحقيقة فهي أسرار
الشريعة
ونتيجة
الطريقة فهي
علوم ومعارف
تحصل لقلوب
السالكين بعد
صفائها من
كدرات الطباع
البشرية.. قال الشرقاوي
في شرح ورد
السحر: والفرق
بينها - اى
الطريقة -
وبين الشريعة
والحقيقة أن
الشريعة الأحكام
الواردة عن
الشارع،
والطريقة
العمل بها
والتأدب بآدابها،
والحقيقة ما
ينتجه ذلك العمل
من الأوصاف
القلبية
والمعارف
الربانية..
فالشريعة باب،
والطريقة
آداب،
والحقيقة
لباب .. اهـ
. قال
فى سعود
المطالع: قال
شيخ الإسلام في
الفتوحات:
والثلاثة
متلازمة لأن
الطريق إلى
الله تعالى
لها ظاهر
وباطن([12])
فظاهرها
الشريعة
وباطنها
الحقيقة،
فبطون
الحقيقة فى
الشريعة،
والطريقة
كبطون الزبد في
اللبن لا يظفر
من اللبن
بزبدة بدون
مخضه. فالمراد
من الثلاثة إقامة
العبودية على
الوجه المراد من
العبد .. اهـ.
ويقال
لعلم الحقيقة
علم الباطن
وعلم القلب والعلم
اللدنى وعلم
المكاشفة
وعلم الأسرار والعلم
المكنون
والعلم الرباني
وهو علم
الوراثة
المشار إليه
بحديث ولذلك
كان (صلى
الله عليه
وسلم)
يكثر في دعائه
من سؤال النور
فقال -عليه
الصلاة
والسلام- : " اللهم أعطنى
نورا و زدن نورا
واجعل لي في قلبى
نورا وفي قبرى
نورا وفي سمعى
نورا وفى بصرى
نورا حتى قال في
شعرى نورا وفى
بشرى وفى لحمى
وفى دمى و
عظامى "([14]) وعن
أنس بن مالك- رضى
الله عنه- قال:
دخلت على
عثمان- رضى
الله عنه-
وكنت قد لقيت امرأة
في طريقى
ونظرت إليها
وتأملت
محاسنها فقال
عثمان- رض الله
عنه- لما دخلت
عليه: يدخل
علىَّ أحدكم وأثر
الزنا ظاهر
على عينيه، أما
علمت أن زنى
العينين
النظر؟
لتتوبن أو لأعزرنك
فقلت أوحىٌ
بعد النبي
فقال لا: ولكن
بصيرة وبرهان
وفراسة صادقة
.. اهـ. قال في
سعود المطالع:
قال الإمام الغزالي
في الإحياء
اعلم أن علم
الآخرة علم
مكاشفة وعلم
معاملة، أما
علم المكاشفة
فهو علم
الباطن وذلك
غاية العلوم،
وهو علم
الصديقين
والمقربين
فهو عبارة عن
نور يظهر فى
القلب عند
تطهره
وتزكيته من
الصفات المذمومة
حتى تحصل
المعرفة
الحقيقية
بذاته تعالى، أو
بصفاته
التامة أو بأفعاله
وبحكمته في
خلق الدنيا والآخرة
اهـ ... باختصار.
وقال
في جواهر
الفقه: وأما
علم القلب فهو
ذوقي ووجداني،
لا يمضغ تحت ألسنة
الأقلام، ولا
تحيط به
الدفاتر والأوهام،
وهو في مقابلة
العلم الظاهر
بمنزلة الثمر
للشجر،
فالشرف للشجر
لكن لا انتفاع
إلا بالثمر.
وجعل العارف
ابن العربي
العلوم ثلاثة:
الأول: علم
العقل وهو كل
علم يحصل
ضرورة أو عقب
نظر في دليل، والثاني
:علم الأحوال
قال ولا سبيل
له إلا بالذوق
فلا يٌمَكًنَ
غافل وجدانه
ولا إقامة
دليل على
معرفته
كالعلم
بحلاوة العسل
ومرارة الصبر
ولذة الجماع
فهذه علوم لا
يعلمها إلا من
اتصف بها
وذاقها الثالث:
علم الأسرار
وهو فوق طور
العقل وهو علم
نفث روح القدس
في الروع،
ويختص به النبى
والولى،
والعالم به
يعلم العلوم
كلها
ويستغرقها،
وليس أصحاب
تلك العلوم
كذلك اهـ
... بتصرف. وقد
ورد عنه (صلى
الله عليه
وسلم) أنه قال: " علم
الباطن سر من أسرار
الله تعالى،
وحكم من أحكام
الله عز وجل،
يقذفه في قلوب
من يشاء من
عباده "([15]) قال حجة الإسلام
ومن لم يكن له
نصيب من هذا
العلم يخشى
عليه سوء الخاتمة،
وأقل نصيب منه
التصديق به
وتسليمه لأهله
وقال (صلى
الله عليه
وسلم) " العلم
علمان علم في
القلب وذلك
العلم النافع
وعلم اللسان
وذلك حجة الله
على ابن آدم "([16]). وفى
بعض الكتب
السالفة: يا بني
إسرائيل لا
تقولوا العلم في
السماء من
ينزل به إلى الأرض؟
.. ولا في تخوم الأرض
من يصعد به؟ ..
ولا من وراء
البحار من
يعبر يأتي به؟
.. العلم مجعول
فى قلوبكم،
تأدبوا بين يدي
بآداب
الروحانيين،
وتخلقوا لي بأخلاق
الصديقين .. أظهر
العلم فى
قلوبكم حتى
يغطيكم ويغمركم
.. كذا في الإحياء.
قال فى سعود
المطالع: وقد
وقع من بعض
القوم نفى علم
الباطن. قال الشعرانى
في الدرر
المنثورة في
بيان زبد
العلوم
المشهورة: وأما
زبدة علم التصوف
الذي وضع
القوم فيه
رسائلهم فهو
نتيجة العمل
بالكتاب
والسنة، فمن
عمل بما علم
تكلم بما تكلموا
وصار جميع ما
قالوه بعض ما
عنده .. لأنه كلما
ترقى العبد في
باب الأدب مع
الله تعالى دق
كلامه على الأفهام
.. وهذا هو الذي
دعا الفقهاء
ونحوهم من أهل
الحجاب إلى
تسميتهم علم
الصوفية بعلم
الباطن، وليس
ذلك بباطن([17]) إذ
الباطن إنما
هو علم الله
تعالى، وأما
جميع ما علمه
الخلق على
اختلاف
طبقاتهم فهو
من علم الظاهر
لأنه
ظهر للخلق
فاعلم ذلك .. اهـ . إذا
تحققت من ذلك
فاعلم أن ما
يسمى بالعلم
الباطن لا
يخالف العلم
الظاهر فلا
يحلل ما يحرمه،
ولا يحرم ما
يحلله كما
يزعم كثير من
الجهلة([18])
ولا حجة لهم
فى قصة الخضر
عليه السلام.
أما على قول
الأكثرين من
أنه نبي فيقال:
إن الله أوحى
إليه بذلك
ويؤيده قوله ( وَمَا
فَعَلْتُهُ
عَنْ أَمْرِي ) أى بل عن أمر
الله وأما على
القول بأنه
ولى فيجاب
بأنه فعل ذلك
بطريق
الإلهام
ويكون الإلهام
حجة في زمنه .. اهـ .
مختصرا. قلت
وقد استدل
أيضا على
نبوته بقوله
تعالى (آتَيْنَاهُ
رَحْمَةً
مِنْ
عِندِنَا) قال أبو
السعود في
تفسير الرحمة
هي الوحي والنبوة
كما يشعر به
تنكير الرحمة
واختصاصها بجناب
الكبرياء .. اهـ . فهي
كالرحمة في
قوله تعالى ( وَمَا
كُنتَ
تَرْجُو أَن
يُلْقَى
إِلَيْكَ
الْكِتَابُ
إِلاَّ
رَحْمَةً مِّن
رَّبِّكَ ) فان المراد
من هذه الرحمة
النبوة،
وبقوله تعالى:(آتيناه
رحمةًً من
عندنا
وَعَلَّمْنَاهُ
مِن
لَّدُنَّا
عِلْمًا ) فإنه يقتضى أنه
تعالى علمه لا
بواسطة تعليم
معلم ولا إرشاد
مرشد بل بوحى
من الله
تعالى، قال
الغمرى في
منظومته: وإن همو
احتجوا بموسى
والخضر
دخولهم
بينهما شَرٌّ
مُضِرّ فــــى
قصـــة
الغـــلام
والسفينـــــة هذا
الجدار داخل
المدينة همــــــا
نبيــــــان
ولـــم
يتحـــــــدا
شريعــة
فاختلفا
واجتهدا غاية الأمر
أن الخضر عليه
السلام كان
مأمورا
بابتناء الحكم
على بواطن الأشياء
وحقائق الأمور،
وموسى عليه
السلام مأمور بإتباع
الظاهر، (لِكُلٍّ
جَعَلْنَا
مِنكُمْ
شِرْعَةً
وَمِنْهَاجًا)
فمن ثم قال
الخضر لموسى: ( إِنَّكَ
لَن
تَسْتَطِيعَ
مَعِيَ
صَبْرًا وَكَيْفَ
تَصْبِرُ
عَلَى مَا
لَمْ تُحِطْ
بِهِ خُبْرًا )
قال أبو
السعود نفى
عنه استطاعة
الصبر معه على
وجه التأكيد كأنه
مما لا يصح
ولا يستقيم إيذانا
بأنه يتولى أموراً
خفية المدارك
منكرة
الظواهر،
والرجل
الصالح -لا
سيما صاحب
الشريعة- لا
يتمالك أن
يشمئز عند
مشاهدتها. وفى
صحيح البخارى
قال الخضر يا
موسى: إنى على
علم من علم
الله تعالى
علمنيه لا
تعلمه، وأنت
على علم من
علم الله
علمكه الله لا
أعلمه .. اهـ
. وكما قال
الخضر لم
يستطع موسى
معه الصبر بل أنكر
عليه في كل
مرة من المرات
الثلاث فقال
له فى خرق
السفينة :( أَخَرَقْتَهَا
لِتُغْرِقَ
أَهْلَهَا
لَقَدْ
جِئْتَ شَيْئًا
إِمْرًا ) أى
عظيما هائلا،
وفى قتل
الغلام (قَالَ
أَقَتَلْتَ
نَفْسًا
زَكِيَّةً
بِغَيْرِ
نَفْسٍ
لَّقَدْ
جِئْتَ
شَيْئًا
نُّكْرًا). قال أبو
السعود: قيل:
معناه أنكر من
الأول، إذ لا يمكن
تداركه كما
يمكن تدارك الأول
بالسد ونحوه،
وقيل: الأمر أعظم
من النكر لأن
قتل نفس واحدة
أهون من غرق أهل
السفينة وقال في
إقامة الجدار:
( لَوْ
شِئْتَ
لاتَّخَذْتَ
عَلَيْهِ
أَجْرًا ) فانه لم
يتمالك الصبر
لما رأى
الحرمان
ومساس الحاجة،
وكل هذا مع أخذ
العهد عليه
بالتسليم
وعدم
المفاتحة
بالسؤال حتى
يبين له الخضر
الحكمة فى
فعله وقبوله
هو لذلك العهد
وتذكيره عقيب
كل مرة بالعهد
ومع طلبه من
الله تعالى أنه
إن كان فى
عباده من هو أعلم
منه يرشده إليه... وذلك
كما فى الفخر أنه
سأل ربه أى
عبادك أحب إليك
قال الذي يذكرني
ولا ينساني،
قال: فأي
عبادك أقضي
قال: الذي يقضى
بالحق ولا
يتبع الهوى،
قال: فأى
عبادك أعلم
قال: الذي
يبتغى علم
الناس إلى
علمه عسى أن
يصيب كلمة
تدله على هدى أو
ترده عن ردى.
فقال موسى
عليه السلام:
من هو أعلم
منى فادللنى
عليه فدله على
الخضر وأمره أن
يأخذ حوتا في
مكتل ومتى
فقده فهو هناك
... قال فى سعود
المطالع بعد
ما تقدم عنه:
وممن صرح بأنه
لا مخالفة بين
علم الباطن
والظاهر حجة الإسلام
الغزالي، قال
فى الإحياء:
من قال إن
الحقيقة
تخالف
الشريعة أو
الباطن يخالف
الظاهر فهو إلى
الكفر أقرب
منه إلى
الإيمان .. اهـ
. وقال
السرىّ
السقطى: من
ادعى باطن علم
ينقضه ظاهر
حكم فهو غالط ...
وقال
الدينورى:
لسان الظاهر
لا يغير حكم
الباطن ... وقال أبو
سعيد الخراز:
كل فيض باطن
يخالفه ظاهر
فهو باطل ..
اهـ . قلت:
وقال النورى:
من رأيته يدعى
مع الله حالة
تخرجه عن حد
العلم الشرعي
فلا تقربن منه
فإنه مبتدع([19]). وقال
أبو يزيد
البسطامى: لو
نظرتم إلى رجل
أعطى من
الكرامات حتى
يرتقى فى
الهواء فلا
تغتروا به حتى
تنظروا كيف
تجدونه عند الأمر
والنهى، وحفظ
الحدود، وأداء
الشريعة. وقال
النصر أباذى: أصل
التصوف
ملازمة الكتاب
والسنة وترك الأهواء
والبدع. وقال
أبو عمرو بن
نجيد: كل حال
لا يكون عن
نتيجة علم فإن
ضرره على
صاحبه أعظم من
نفعه. وقال
الجنيد:
مذهبنا هذا
مقيد بالكتاب
والسنة... وقال: إذا
رأيتم الرجل
يمشى على
الماء ويطير في
الهواء فلا
تلتفتوا إليه
فإن الشيطان
يطير من
المشرق إلى
المغرب،
ويمشى على
الماء ولكن
انظروا إلى اتَّباعه
الكتاب
والسنة فإن
الشيطان لا
يقدر على ذلك أبدا. وقال
ابن عطاء الله:
من ألزم نفسه
آداب الشريعة
نور الله قلبه
بنور المعرفة
... ولا مقام أشرف
من مقام
متابعة
الحبيب (صلى
الله عليه
وسلم) في أوامره وأفعاله
وأخلاقه، فمن
زعم أن له مع
الله حالا
يخرجه عن حد
العلم الشرعي
فهو ضال عن
الحق. بل
قال الغزالي:
من زعم أن له
مع الله حالا أسقط
عنه نحو
الصلاة أو
تحريم شرب
الخمر وجب
قتله .. وقتل
مثله أفضل من
قتل مائة كافر
.. إذ كان ضرره أكثر.
وقيل للجنيد: إن
جماعة يزعمون أنهم
يصلون إلى
حالة يسقط
عنهم التكليف
بها([20])
قال وصلوا
ولكن إلى سقر ...
وقال في كلام آخر:
هذا وكلام من
يقول بإباحة
السرقة
والزنا عندنا أهون
حالا ممن يقول
بهذه المقالة
... ولقد صدق -رضي
الله عنه- في
هذا القول فإن
الزانى
والسارق عاص
بزناه وسرقته
ولا يصل إلى
حد الكفر، وأما
القائل بسقوط
التكليف
المعتقد له
فقد انسل من
الدين
كانسلال
الشعرة من
العجين. وقال
سيدي أحمد
زروق في كتابه(
قواعد
الطريقة في
الجمع بين
الطريقة
والحقيقة):
قاعدة: أصل كل أصل
من علوم
الدنيا والآخرة
مأخوذ من
الكتاب
والسنة مدحا
للممدوح وذما
للمذموم
ووصفا
للمأمور به ثم
للناس في أخذها
ثلاثة مسالك: أولها:
قوم تعلقوا
بالظاهر مع
قطع النظر عن
المعنى جملة،
وهؤلاء أهل
الجمود من
الظاهرية لا
عبرة بهم. الثاني:
قوم نظروا
لنفس المعنى
جمعا بين
الحقائق
فتأولوا ما يتأول،
وعولوا على ما
يعول وهؤلاء أهل
التحقيق من أصحاب
المعاني
والفقهاء. الثالث:
قوم أثبتوا المعاني
وحققوا المباني
وأخذوا الإشارة
من ظاهر اللفظ
أو باطن
المعنى وهم
الصوفية
المحققون
والأئمة المدققون
لا الباطنية([21])
الذين حملوا
الكل على الإشارة
فهم لم يثبتوا
معنى ولا
عبارة فخرجوا
عن الملة
ورفضوا الدين
كله، نسأل
الله العافية
بمنه .. اهـ
. وبالجملة
فما ثم حقيقة
تخالف شريعة أصلا.
قال في
العرائس
القدسية نقلا
عن ابن العربي
فى الفتوحات: إنه
لا طريق لنا إلى
الله إلا ما
شرعه، فمن قال
بأن طريقاً إلى
الله خلاف ما
شرع فقوله
زور. فلابد أن
يكون العمل
تابعا للعلم
كما قال عليه (صلى
الله عليه
وسلم) " العلم إمام
والعمل تابعه
"([22]) فمن لم
يبن أساسه على
العلم
والشريعة كان
مفتريا على
الله سبحانه
فيما يدعيه، مفتونا
بهواه، هلك وأهلك
من اغتر به
ممن ركن إلى أباطيله،
ولو تقصينا ما
ورد عنهم من ألفاظهم
وحكاياتهم فى
ذلك لطالت
الرسالة
وفيما ذكرناه غنية
والله الموفق. هذا
وكثير من جهلة
المتصوفة
يطلقون على
علم الشريعة
القشر تحقيرًا
له، وعلى علم
التصوف اللب
تعظيمًا له وأنت
تعلم أن
امتهان علم
الشريعة كفر. ومنهم
من يطلق عليه ذلك
غير قاصد
تحقيره، بل
باعتبار أنه
يصون عن الزيغ
كما يصون
القشر لبه، أو
باعتبار أنه
يحفظ الحقيقة
كما يحفظ
القشرُ اللبَّ، فهذا لا
يسلم من سوء الأدب
حيث أطلق على
علم سيد المرسلين
ما يشعر بالذم
... وكثير أيضا
من أهل الجمود
من الفقهاء من
انتدب للرد على
متأخرى
الصوفية وشمل
بالنكير سائر
ما وقع لهم في
الطريق ...
والحق أن
الكلام معهم
فيه تفصيل،
فان كلامهم في
أربعة مواضع: أحدها:
الكلام في
المجاهدات
وما يحصل من الأذواق
ومحاسبة
النفس ..
ثانيها:
الكلام في
الكشف
والحقيقة
المدركة من عالم
الغيب ..
ثالثها:
التصرف في
العوالم بأنواع
الكرامات ..
رابعها: ألفاظ
موهمة الظاهر
يعبرون عنها
بالشطحات. فأما
الكلام في
المجاهدات
وما يحصل من الأذواق
فهو أمر لا
مدفع فيه لأحد
والتحقق بها
هو عين
السعادة. وأما
الكلام في
الكشف
والحقائق
فأكثر كلامهم
فيه نوع من
المتشابه لما أنه
وجداني وفاقد
الوجدان
بمعزل عن أذواقهم
فيه، فليس
الدليل
والبرهان
بنافع فيه ردا
وقبولا، فإن
اللغات لا
تعطى دلالة
على مرادهم
كما سبق .. فينبغي
ألا نتعرض
لكلامهم في
ذلك، ونتركه
فيما تركناه
من المتشابه،
ومن رزقه الله
فهم شيء من
هذه الكلمات
على الوجه
الموافق لظاهر
الشريعة
فأكرم بها
سعادة. وأما
الكلام في كراماتهم
وإخبارهم
بالمغيبات
فصحيح مشاهد
الوقوع فإنكاره
مكابرة وقد
وقع للصحابة وأكابر
السلف كثير من
ذلك. وأما
الألفاظ
الموهمة فالإنصاف
في شأن القوم أنهم
أهل غيبة عن
الحس،
والواردات
تملكهم،
وصاحب الغيبة
غير مخاطب،
والمجبور
معذور، فمن علم
فضله منهم حمل
كلامه على
القصد الجميل.
كما وقع لأبى
يزيد وأمثاله
.. ومن لم يعلم
فضله ولا
اشتهر فمؤاخذ
بما صدر عنه
من ذلك، إذ لم
يتبين لنا ما يحملنا
على تأويل
كلامه كمن
تكلم بها وهو
حاضر في حسه
ولم يملكه
الحال فهو
مؤاخذ أيضا..
وقد تكفل كثير
من الأشياخ
بتأويل ما أشكل
من كلمات
القوم ..
والحاصل أنا
مأمورون بحسن
الظن بآحاد
الناس فما
بالك بخاصتهم
.. وكان شيخ الإسلام
المخزومي
يقول: لا يجوز لأحد
من العلماء الإنكار
على الصوفية إلا
إن سلك طريقهم
ورأى أفعالهم وأقوالهم
مخالفة
للكتاب والسنة،
وأما بالإشاعة
فلا يجوز الإنكار
عليهم .. وقال
العلامة ابن
حجر فى تحفته
من كتاب الردة:
ولا أثر لسبق
لسان أو إكراه
أو حكاية كفر أو
شطح ولى فى
غيبته أو
تأويله بما هو
مصطلح عليه
بينهم وان
جهله غيرهم، إذ
اللفظ
المصطلح عليه
حقيقة عند أهله،
فلا يعترض
عليهم بمخالفته
لإصلاح غيرهم
كما حققه أئمة
الكلام
وغيرهم. ومن
ثم زل كثيرون
فى التهور على
محققي
الصوفية بما
هم بريئون منه
.. اهـ. وفى
العرائس
القدسية قال
الشيخ أبو
الحسن الشاذلى-
رضى الله عنه-:
ولقد ابتلى
الله تعالى
هذه الطائفة
الشريفة بالخَلْقِ
خصوصا أهل
الجدال فَقَلَّ
أن تجد منهم أحدا
شرح الله صدره
بالتصديق
بأحد معينَ بل
يقول لك .. نعم إن
لله أولياء وأصفياء
موجودين ولكن أين
هم؟ .. فلا تذكر
له أحدا إلا
ويأخذ يدفع
ويرد خصوصية
الله له،
ويطلق اللسان
بالاحتجاج
على كونه غير
ولى لله تعالى
.. وغاب عنه أن الولي
لا يعرف صفاته
إلا الأولياء
فمن أين لغير الولي
نفى الولاية
عن إنسان؟ ..
فاحذر يا أخى
ممن هذا وصفه،
وفر من
مجالسته
فرارك من
السبع الضارى. قال
العارف ابن
عطاء الله السكندرى-
رحمة الله
عليه- فى
كتابه لطائف
المنن: قد أنشدنا
الشيخ علم
الدين الصوفي
لنفسه -رحمه الله-: استتار
الرجــال في
كـــل أرض تحت
سوء الظنون
قدر جليل ما يضر
الهلال في
حندس الليل
ســواد
السحـاب وهو
جميـل ثم
قال: وأشد
حجاب يحجب عن
معرفة أولياء
الله شهود
المماثلة .. وهو
حجاب قد حجب
الله به الأولين
قال سبحانه
حكاية عنهم (مَا هَذَا
إِلاَّ
بَشَرٌ
مِّثْلُكُمْ
يَأْكُلُ
مِمَّا
تَأْكُلُونَ
مِنْهُ
وَيَشْرَبُ مِمَّا
تَشْرَبُونَ) وقال
سبحانه مخبرا
عنهم (أَبَشَرًا
مِّنَّا
وَاحِدًا
نَّتَّبِعُهُ)([23]).
وإذا أراد
الله أن يعرفك
بولى من
أوليائه طوى
عنك شهود
بشريته وأشهدك
وجود خصوصيته،
فإياك أيها
الأخ أن تصغي إلى
الواقعين في
هذه الطائفة
والمستهزئين
بهم فتسقط من
عين الله
وتستوجب
المقت من الله،
فإن هؤلاء
القوم جلسوا
مع الله على
حقيقة الصدق وإخلاص
الوفاء
ومراقبة
الأنفاس مع
الله، قد
سلموا قيادهم إليه،
وألقوا أنفسهم
سَلَماً بين
يديه تركوا
الانتصار
لنفوسهم حياء
من ربوبيته
واكتفاء بقيوميته
فقام
لهم بأوفى ما
يقومون
لأنفسهم،
وكان هو
المحارب عنهم
لمن حاربهم
والمغالب لمن
غالبهم .. اهـ. وقد أوحى
الله تعالى إلى
بعض الأنبياء-
عليهم السلام-
إن أردت أن
تعرف رضاي عنك
فانظر كيف رضا
الفقراء عنك ..
رزقنا الله الأدب
معهم بمنه
وكرمه، وصلى
الله على
سيدنا محمد
وعلى اله
وصحبه وسلم. [1] - هو العارف
بالله تعالى
سيدى أحمد بن
شرقاوى
الخلفى بن
مساعد، ينتهى
نسبه إلى
سيدنا محمد بن
ابى بكر
الصديق رضى
الله عنهم
أجمعين. ولد فى
شهر ذى القعدة
من سنة 1250 هـ [2] - 26) مثل أمتى
مثل المطر لا
يدرى أوله خير
أم آخره (أحمد ،
والترمذى - حسن
غريب - وأبو يعلى
، والرامهرمزى
عن أنس . الحكيم
، والطبرانى عن
ابن عمر . الطبرانى
عن ابن عمرو . أحمد
، والطبرانى عن
عمار . الرامهرمزى
عن عثمان . أبو يعلى
عن الحسن عن على)
حديث أنس : أخرجه
أحمد (3/130 ، رقم 12349) ،
والترمذى (5/152 ، رقم
2869) وقال : غريب من
هذا الوجه . وأبو
يعلى (6/380 ، رقم 3717) ،
والرامهرمزى
(1/105 ، رقم 69).حديث ابن
عمر : أخرجه الطبرانى
كما فى مجمع الزوائد
(10/68) ، قال الهيثمى
: فيه عبيس بن ميمون
، وهو متروك . وذكره
الحكيم (2/92).حديث ابن
عمرو : أخرجه الطبرانى
كما فى مجمع الزوائد
(10/68) ، قال الهيثمى
: فيه عبد الرحمن
بن زياد بن أنعم
، وهو ضعيف.حديث
عمار : أخرجه أحمد
(4/319 ، رقم 18901) . وأخرجه
أيضًا : البزار
(4/244 ، رقم 1412) . قال الهيثمى
(10/68) : رجال البزار
رجال الصحيح غير
الحسن بن قزعة
، وعبيد بن سليمان
الأغر ، وهما ثقتان
، وفى عبيد خلاف
لا يضر . وابن حبان
(16/209 ، رقم 7226). حديث عثمان
: أخرجه الرامهرمزى
(1/106 ، رقم 70) .(الجامع
الكبير
للسيوطى) [3] -
- حدثكموه
ابن حميد ، حدثنا
يحيى بن واضح ،
حدثنا يحيى بن
يعقوب ، عن حماد
، عن سعيد بن جبير
، عن ابن عباس ،
قال : الدنيا جمعة
من جمع الآخرة
، سبعة آلاف سنة
، فقد مضى ستة آلاف
سنة ومائة سنة
، وليأتين عليها
مائة سنة ليس عليها
موحد . فهذا خلاف
الخبر الذي ذكرت
عنه ، عن رسول الله
صلى الله عليه
وسلم أنه قال : « لن
تزال طائفة من
أمتي على الحق
ظاهرة على من ناوأها
حتى تقوم الساعة
، لأن من كان على
الحق فهو لله موحد
ولأمره متبع » وعما
نهاه عنه منزجر
، وهو من خيار الناس
، لا من شرارهم
. ومن المحال أن
يقول صلى الله
عليه وسلم : « لا تقوم
الساعة إلا على
شرار الناس » « ولا
تقوم على أحد ،
يقول : الله ، الله
، ثم يقول : تقوم
على طائفة من أمتي
على الحق ظاهرة
على من عاداها
لا في موطن ولا
في مواطن مختلفة
، لأن لذلك خبر
، والخبر لا ينسخ
، فيجوز أن يكون
أحدهما ناسخا صاحبه
إذا اختلفت الأوقات
والأحوال ؟ وإن
قلت : كل ذلك باطل
لا يصح شيء منه
دخلت فيما أنت
عائبه من قول مبطلي
أخبار الآحاد العدول
، عن رسول الله
صلى الله عليه
وسلم ، وليس ذلك
من مذهبك . فإن أنت
قلت بتصحيح جميع
ذلك ، قلنا لك : وما
وجه صحته وبعضه
يبطل معنى بعض
، وبعضه يحيل صحة
بعض ، لتدافع معانيه
وتناقض مخارجه
؟ قيل له ، وبالله
التوفيق : قولنا
في ذلك كله بتصحيح
جميعه على ما يصح
من معانيه ، وأنه
لا خبر من ذلك يدفع
صحة غيره من الأخبار
، بل يحقق بعضه
معنى بعض ، ويدل
بعضه على صحة بعض
، ولكن بعضه خرج
على العموم والمراد
منه الخصوص . فأما
الذي خرج من ذلك
مخرج العموم والمراد
منه الخصوص ، فقوله
صلى الله عليه
وسلم : » لا تقوم الساعة
إلا على شرار الناس
« ، وقوله : » لا تقوم
الساعة إلا على
حثالة من الناس
« ، وقوله : » لا تقوم
الساعة على أحد
، يقول : الله ، الله
« ، وقوله : » لا تقوم
الساعة حتى لا
يعبد الله في الأرض
قبل ذلك بمائة
سنة « ، فإن معنى
كل ذلك الخصوص
، والمراد منه
: لا تقوم الساعة
إلا على شرار الناس
بموضع كذا دون
موضع كذا ، وإلا
على حثالة من الناس
في كل موضع خلا
موضع كذا ، فإن
به طائفة من أمتي
على الحق ظاهرة
على من ناوأهم
، ولا تقوم الساعة
حتى لا يعبد الله
في الأرض قبل ذلك
بمائة سنة ، إلا
في مكان كذا ، ولا
تقوم الساعة على
أحد ، يقول : الله
، الله إلا بمكان
كذا ، فإن فيه طائفة
من أمتي على الحق
. فإن قال : فما البرهان
على أن ذلك معناه
؟ قيل له : ما قد بينا
قبل من أنه غير
جائز أن يكون في
الخبر ناسخ ومنسوخ
، وأن الناسخ والمنسوخ
إنما يكون في الأمر
والنهي ، وفي الحظر
والإطلاق ، وإنه
غير جائز على النبي
صلى الله عليه
وسلم أن يقول : » يكون
في زمان كذا كيت
وكيت ، ثم يقول
بعد : « لا يكون الذي
قلت إنه يكون في
زمان كذا » . وإذ كان
ذلك غير جائز على
النبي صلى الله
عليه وسلم ، وكان
قد ورد عنه القولان
اللذان ذكرنا قبل
: من « أن من أمته طائفة
على الحق ظاهرة
على من ناوأها
حتى تقوم الساعة
» ، و « أن الساعة لا
تقوم إلا على شرار
الناس » ، بالأسانيد
الصحاح ، وكان
غير جائز أن توصف
الطائفة التي هي
على الحق بأنها
شرار الناس ، وأنها
لا تعبد الله ولا
توحده ، علم أن
الموصوفين بأنهم
شرار الناس الذين
تقوم عليهم الساعة
غير الموصوفين
بأنهم على الحق
مقيمون عند قيام
الساعة ، إذ كانت
صفاتهم مختلفة
اختلافا لا يشكل
. وإذ كان ذلك كذلك
، فمعلوم أن الطائفة
التي وصفها صلى
الله عليه وسلم
بأنها على الحق
مقيمة عند قيام
الساعة غير داخلة
في الشرار الذي
أخبر صلى الله
عليه وسلم أن الساعة
لا تقوم إلا عليهم
. وقد بين ذلك أبو
أمامة في خبره
عن النبي صلى الله
عليه وسلم الذي
ذكرناه قبل أنه
قال : « لا تزال طائفة
من أمتي ظاهرين
على الحق ، لعدوهم
قاهرين ، لا يضرهم
من خالفهم ، إلا
ما أصابهم من لأواء
، وهم كالإناء
بين الأكلة حتى
يأتيهم أمر الله
وهم كذلك . قالوا
: يا رسول الله ،
وأين هم ؟ قال : » ببيت
المقدس وأكناف
بيت المقدس « ، فبين
صلى الله عليه
وسلم في هذا الخبر
خصوصية سائر الأخبار
التي وصفنا أنها
خرجت مخرج العموم
، بوصفه الطائفة
التي أخبر عنها
أنها على الحق
مقيمة إلى قيام
الساعة ، أنها
ببيت المقدس وأكنافه
، دون سائر البقاع
غيرها على ما بينا
قبل . فقد اتضح إذا
ما وصفنا وجه صحة
الخبرين ، وأن
ليس أحدهما دافعا
صاحبه (تهذيب الآثار
للطبرى)- 837 - قال : وأخبرني
أحمد بن شعيب قال
: أنبأ هارون بن
عبد الله قال : حدثنا
أبو شبل المهنا
بن عبد الحميد
قال : حدثنا حماد
بن سلمة ، عن قتادة
، عن مطرف عن عمران
بن حصين قال : قال
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
: « لا تزال طائفة على
الحق ظاهرين
على من ناوأهم
حتى يقاتل آخرهم
المسيح الدجال
»( الكنى والأسماء
للدولابي) [4] -
أخرجه
الطبراني في الأوسط
والحاكم في المستدرك
بسند ضعيف والثعلبي
في التفسير مقتصرا
على آخره " إني
جعلت نسبا ..(تخريج
أحاديث
الإحياء
للحافظ - 3829 ). -[5] رواه الطبراني
في الأوسط والبزار
بنحوه إلا أنه
قال إن أباكم واحد
وإن دينكم واحد
أبوكم آدم وآدم
خلق من تراب
(الهيثمى في
مجمع الزوائد
ومنبع
الفوائد) -أخرجه أحمد
5/411 قال: حدثنا إسماعيل،
قال: حدثنا سعيد
الجريري، عن أبي
نضرة، فذكره( 15693
المسند
الجامع) [6] - إذا
قال الشيخ قال
الأستاذ
فمقصوده شيخه
سيدي احمد بن
شرقاوي
والمورد
الرحمانى
قصيده للأستاذ
في التوحيد
شرحها الشيخ
نسأل الله أن
يوفقنا لطبع
الشرح. [7] - 43090- عن عائشة
: أنها سئلت عن خلق
رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فقالت كان
خلقه القرآن يرضى
لرضاه (ابن عساكر)
. أخرجه ابن
عساكر (3/382).(جامع
الأحاديث
للسيوطى) - 2660 - حديث
عائشة : كان خلقه
القرآن وهو عند
مسلم.(تخريج
أحاديث
الإحياء
للحافظ ج 6 ص 309) [8]- 702 حديث ( علماء
أمتي كأنبياء بني
إسرائيل ) قال شيخنا
ومن قبله الدميري
والزركشي إنه لا
أصل له زاد بعضهم
ولا يعرف في كتاب
معتبر وقد مضى
في أكرموا حملة
القرآن ( كاد حملة
القرآن أن يكونوا
أنبياء إلا أنهم
لا يوحى إليهم
) ولأبي نعيم في
فضل العالم العفيف
بسند ضعيف عن ابن
عباس رفعه ( أقرب
الناس من درجة
النبوة أهل العلم
والجهاد.(المقاصد
الحسنة
للسخاوى ج 1 ص 459).- 1744
- علماء أمتي كأنبياء
بني إسرائيل قال السيوطي
في الدرر لا أصل
له وقال في المقاصد
قال شيخنا يعني
ابن حجر لا أصل
له وقبله الدميري
والزركشي وزاد
بعضهم ولا يعرف
في كتاب معتبر
وقد مضى في أكرموا
حملة القرآن كاد
حملة القرآن أن
يكون أنبياء إلا
أنهم لا يوحى إليهم
ولأبي نعيم بسند
ضعيف عن ابن عباس
رفعه : أقرب الناس
من الدرجة النبوة
أهل العلم والجهاد
انتهى وأنكره أيضا
الشيخ إبراهيم
الناجي وألف في
ذلك جزءا وقال النجم
وممن نقله جازم
بأنه حديث مرفوع
الفخر الرازي وموفق
الدين بن قدامة
والأسنوي والبارزي
واليافعي وأشار
إلى الأخذ بمعناه
التفتازاني وفتح
الدين الشهيد وأبو
بكر الموصلي والسيوطي
في الخصائص وله
شواهد ذكرتها في
حسن التنبيه لما
ورد في التشبيه
انتهى وقد يؤيده
أنه الواقع (
كشف الخفاء ج 2
ص 735) [9]- 5200) من
سلك طريقًا يطلب
فيه علمًا سلك
الله به طريقًا
من طرق الجنة وإن
الملائكة لتضع
أجنحتها لطالب
العلم رضا بما
يصنع وإن العالم
ليستغفر له من
فى السموات ومن
فى الأرض والحيتان
فى جوف الماء وإن
فضل العالم على
العابد كفضل القمر
ليلة البدر على
سائر الكواكب وإن
العلماء ورثة الأنبياء
وإن الأنبياء لم
يورثوا دينارًا
ولا درهمًا إنما
ورثوا العلم فمن
أخذه أخذ بحظ وافر
(أحمد ، وأبو داود
، والترمذى ، وابن
ماجه ، وابن حبان
، والبيهقى فى
شعب الإيمان عن
أبى الدرداء) - أخرجه
أحمد (5/196 ، رقم 21763) ،
وأبو داود (3/317 ، رقم
3641) ، والترمذى (5/48 ،
رقم 2682) وقال : لا نعرف
هذا الحديث إلا
من حديث عاصم بن
رجاء بن حيوة وليس
هو عندى بمتصل
. ثم أورد له إسنادًا
وقال هذا أصح . وابن
ماجه (1/81 ، رقم 223) ، وابن
حبان (1/289 ، رقم 88) ، والبيهقى
فى شعب الإيمان
(2/262 ، رقم 1696) .(الجامع
الكبير
للسيوطى).. حديث
(العلماء ورثة
الأنبياء) أخرجه
أبو داود والترمذي
وابن ماجه وابن
حبان في صحيحه
من حديث أبي الدرداء (إحياء
علوم الدين مع
تخريج الحافظ) [10]-
أخرجه
أبو منصور الديلمي
في مسند الفردوس
وحديث علي بإسناد
ضعيف إلا أنه قال
" زهدا " وروى ابن
حبان في روضة العقلاء
موقوفا على الحسن
" من ازداد علما
ثم ازداد على الدنيا
حرصا لم يزدد من
الله إلا بعدا
" وروى أبو الفتح
الأزدي في الضعفاء
من حديث علي : " من
ازداد بالله علما
ثم ازداد للدنيا
حبا ازداد الله
عليه غضبا "(تخريج
أحاديث
الإحياء
للحافظ). [11] -
وروى
النسائي وغيره
عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - أنه
رأى في يد عمر بن
الخطاب - رضي الله
عنه - ورقة من التوراة
فقال «أَمُتَهَوّكُونَ
يَا ابْنَ الخَطّابِ؟
لَقَدْ جِئْتُكُمْ
بِهَا بَيْضَاءَ
نَقِيّةً، ولَوْ
كَانَ مُوسَى حَيّا
واتبعتموه وتركتموني
ضللتم». وفي رواية:
«وَلَوْ كَانَ
مُوسَى حَيّا مَا
وَسِعَهُ إِلا
اتّباعي». فقال
عمر: رضيت بالله
رباً وبالإسلام
ديناً وبمحمد صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نبيا
( قسم العقيدة
ج 15 ص 133) - روى الإمام
أحمد في مسنده
عن جابر بن عبد
الله أن النبي
صلى الله تعالى
عليه وسلم رأى
بيد عمر بن الخطاب
ورقة من التوراة
فقال: " أمتهوكون
يا ابن الخطاب
لقد جئتكم بها
بيضاء
نقية لو كان موسى
حياً ثم اتبعتموه
وتركتموني لضللتم
" (جامع
الرسائل لابن
تيمية ج1 ص 68) - أخرجه
أحمد (3/387 ، رقم 15195) (181/
الجامع
الكبير
للسيوطى) [12] -
حذار
أن تخلط بين
هذا التوضيح
وبين من
يقولون إن
للقرآن معنى
ظاهراً ومعنى
باطنا .. وهم
يقصدون من
وراء ذلك إلى
أغراض باطلة. [13] -
168 - حديث
" من عمل بما علم
ورثه الله علم
ما لم يعلم " أ خرجه
أبو نعيم في الحلية
من حديث أنس وضعفه
(تخريج أحاديث
الاحياء
للحافظ ج 1 ص 168). [14] -
2596 - حديث
" اللهم
أعطنى نورا وزدني
نورا واجعل لي
في قلبي نورا وفي
قبري نورا وفي
سمعي نورا وفي
بصري نورا حتى
قال في شعري وفي
بشري وفي لحمي
ودمي وعظامي "
متفق عليه من حديث
ابن عباس (تخريج
أحاديث
الإحياء
للحافظ ) – (12024/
الكبير
للطبرانى) – 1835
رواه مسلم (ج 5 ص
150) [15]-
قد قال الحافظ
ابن حجر موضوع
ولم يلق الحسن
حذيفة ونقل السيوطي
في أوائل خطبة
كتاب الطب النبوي
أنه من كلام الإمام
الشافعي رضي الله
عنه فاعرفه (1765 /
كشف الخفاء) - ذكره
في الذيل عن حذيفة
مرفوعاً.- 28820 ... (فر - عن علي)
أمير المؤمنين
(كنز العمال). [16] - 14498-
العلم علمان
علم فى القلب
فذاك العلم
النافع وعلم
على اللسان
فذلك حجة الله
على ابن آدم (ابن
أبى شيبة ،
والحكيم عن
الحسن مرسلاً
. الخطيب عن
الحسن عن جابر
، وأورده ابن
الجوزى فى
العلل من
طريقين) حديث
الحسن المرسل
: أخرجه ابن
أبى شيبة (7/82 ،
رقم 34361) ،
والحكيم (2/303)(جامع
الاحاديث
للسيوطى) [17]- راجع
هامش رقم (1) ص 14. [18] -
راجع
هامش رقم (1) ص 14. [19] -
راجع
هامش رقم (1) ص 14. [20] -
يعنى
أنهم يزعمون
أن التكليف
يسقط عنهم
بسبب الحالة
التى وصلوا
إليها. [21] -
راجع
هامش رقم (1) ص 14. [22] -
تعلموا
العلم فإن تعلمه
لله خشية ، و طلبه
عبادة و مدارسته
تسبيح ، و البحث
عنه جهاد و تعليمه
من لا يعمه صدقه
، و بذله لأهله
قربة ، و هو الأنيس
فى الوحدة و الصاحب
فى الخلوة و الدليل
على الدين و المصبر
على السراء و الضراء
و الوزير عند الإخلاء
و القريب عند الغرباء
و منار سبيل الجنة
يرفع الله به أقواما
فيجعلهم فى الخير
قادة سادة هداه
يقتدى بهم أدلة
فى الخير تقتص
آثارهم و ترمق
أفعالهم و ترغب
الملائكة فى خلتهم
و بأضحتها تمسحهم
و كل رطب و يابس
لهم يستغفر حتى
حيتان البحر و
هوامه و سباع البر
و أنعامه و السماء
و نجومها لأن العالم
حياة القلوب من
العمى و نور الأنصار
فى الظلم و قوة
الأبدان من الضعف
يبلغ به العبد
منازل الأبرار
و الدرجات العلى
و التفكر فيه يعدل
بالصيام و مدارسته
بالقيام به يطاع
الله عز و جل و به
يعبد و به يوحد
و به يمجد و به يتورع
و به توصل الأرحام
و به يعرف الحلال
و الحرام و هو إمام
و العمل تابعه يلهمه السعداء
و يحرمه الأشقياء
" . ** أبو الشيخ وابن
حبان فى كتاب الثواب
و ابن عبد البر
( إحياء علوم الدين
20/1 ) ** قال الحافظ العراقى
فى تخريج " الإحياء
" 1 : 20 : ابن عبد البر
و قال : ليس له إسناد
قوى (4929 - روضة
المحدثين) [23] -
هذه
الآيات
وأمثالها
نزلت بشأن
الكافرين الذين
أبوا أن
يؤمنوا
بالرسل بدعوى
أنهم يشبهونهم
ولا يختلفون
عنهم فهذه
المماثلة
كانت حجابا
لهم فلم يروا
ما في
الأنبياء
والرسل من تفضل
لهم على سائر
خلقه وما
اختصهم به كما
خفى على المحجوبين
بحجاب
المماثلة. |
---|