Sam Eldin عبد الحميد أفندي وهبه
Mr Abdel Hameed Wahabh
رجب سنة 1325هـ

في

المولد الزينبي

 (في الحلقة الباهرة  التي أقامها السادة

الخلوتية برعاية صاحب الفضيلة

العارف بالله تعالي :

سيدي عبد الجواد الدومي

في مساء الأحد   -  15رجب سنة 1325هـ الموافق

4 نوفمبر سنة  1933

صلينــا يـا أبنة الغــازى صلينا           لكـــم صــال الزمان وكم صلينا

عهدتك يا أبنة الغــازى عـلــى           تمــديــن الفـقـيـر وتنجـــدينـــا

وهـــا أنــذا وفقرى ليس يخفى           فماذا يـــا أمـيـرة تـــأمـــرينـــا

كرام الناس أقدرهـــــم على أن          يجيبوا من أتوهـــــم ســــائلينا

وأنت أجــــل سـيــدة عـــرفـنــا          وأكــــرم مـن يـعـيـن البائسينـا

أبوك حَمى حِمى الإسلام دهـراً         وجــــدك رجـمــة للـعـــالمـيـنـا

خــيـــار مــن خـيــار من خيار          فيــــا بـشــرى لقــوم يوقنونــا

هواكم يا كرام غـــذاء قـلـبـــي           ونعـــم الـــزاد حـب الأكرمينــا

تملك حبكم روحـــى وجـسـمـى         ونـعــم الآســــرون المالكونـــا

ومن عــجــب أسـيـركـمو أمير          وإن لـم يـؤت عـز الحاكمينــــا

لعمرك ما الغنى فى المال يقنى          فـكـم بالمال ضـل الموسرونـــا

ولكن الغـنـى في حــب طـــــــه         وعـتـرتـه الـكـــرام الطاهرينــا

ألوف هـنــا أحتشـدت لمـــاذا ؟          ومــا هذا الذي هم يـطـلـبونا ؟

وأكثرهم من البلدان جـــاءوا !           أهـــم في فـعل ذلك مخطئونا ؟

أتوا جمعا – ومـــــا فيهم كنود           إلى أخت الحسين مـشـمـريـنــا

مــرامـهــمــو الـزيارة ليس إلا          ألا أهــــلا بـجـيـش الـــزائرينا

كأنى ( بأبنة الزهراء ) ترضى          مبادرتى بشكر الـقــادمـيــنــــا

ألا يا أيها الــزوار بـشـــــــرى          لقــد قـبـلـت زيـــارتكـم يقـيـنــا

أترجو برهم وتعود صفـــــراً ؟         لعـمـرك ذا مـحـــال أن يكــونـا

(لآل البيت) عــنـد الله جـــــــاه          يـنــوء جـــلالــــه بالــواصفينا

وهم أعلى الورى نسباً وقــدراً           وخير الناس بعــد المـرسليـنــا

وفى الأمثال قال الناس قــدمــاً           (لعـيـن ألـف عـين يكــرمونــا)

فمن زاروا(أبنه الزهراء) يوماً          وكانوا فى الزيادة مخلصيـنــــا

فــأنهـمـــو غــــدا يـوم التنادى           جـمـيـعــا مـن عـــذاب آمنونــا

 

لقـــد مــدوا إلي رب الـبـرايـــا          أكفهمو فكيف يـخـيـبــونــــــا ؟

رجوه بجاه ( آل البيت ) عـفواً           فهــم مـن أجـلـهـــم يتـقـبلونــا

كــرام الـخـلــق تــأبـي رد كف          فكـيــف بـخــالــق الـمـتفـضلينا

ريـثـمــا يـقـــول الآن شـخـص          أمــا فـيـهـم عـصـاة جاهلونا ؟

نعـــم فـيـهــم عـصاة دون شك           ومــا كــل الـخــلائق طــائعـيـنا

عصاة غير أن بـهــم يــقــيــنـا           وحبا بـيـن أضـلعـهــم دفـيـنـــا

عصاة أن ســألـتـهـمـو يقولـوا           ( لـعــمـر الله نحن مقصرونا )

أولئك فيهمو خير ومـــا هــــم           عــن الله الـكــريـم بـغــافـلـيـنـا

أولئك طيبون وســــوف يــوما           إلـي الشـــرع المـوقر يرجعونا

ومن رجعوا فلا خوف عليهـــم          لعـمـركـمـو ولا هـــم يـحـزنونا

فلا يقنط من الرحمات عاص            فكل الزائرين سـيـنـفـحـــونــــا

لدي أخت الحسين كنوز فضــل          توزعهــــا عــلـي الـمـتـبـركينا

وكـــل وفـــق نـيـتـه يــوفـــــي           وأوفي الأجـــر أجــر الصادقينا

فزر وشهد وطف واسأل وبالغ          فهذا مــوســـم الـمـتـوسمـيـنــا

هنا النفحات تعطي كـــامـــلات          هنا تـفــريــج كــرب الموجعينا 

هنا تغذي النهي علـمــا ونـورا           هنا يستأنس الـمـسـتـوح شونا

هنا لو قلت رب أنبت فـــاغـفـر          يقول ، غفرت . رب العالمينـــا

نري العذال في غـيـر احـتـشام          ولا ادب عــلينا يـحـمـلـــونـــــا

أتدري يا أخا التقوى لمــــاذا ؟           لأنــــا بالتوسل معــــرمونـــــا!

إذا مـــا بــالحـسـين دعـا أناس           إلــه الـناس . قالــوا مشركونـا

أليس الدين يا قـــوم اعـتقادا ؟           إذا لــم يـصـخــبون وينعقونا ؟

لـنـا رب سـيـحـشــرنـــــــا إليه          ويـحـكـم بـيـنـنـــا حـكـما مبينا

هنا لك  سوف يعترفــون حتما          بــأن  الفــوز للمـتـوسلــيـنـــا

من المعــلــوم أن الخلق  منهم           فــريق في القـيامـة يشفعـونـــا

ولولا أن قــدرهـمـــو  عـظـيـم          لما اخـتـيـروا لعـمرى  شافعينا

وفيمن يشفع الشفعاء؟(سلهم)             يجيبوا . في العصاة المسرفينا

وإذ كــان الإلــه الحـق يـرضي          شفــاعــة خـلقـه فـي المـذنبينا

فهل يأبي الوســـاطـة من ولـي          لـــزوار بـــه يـسـتـشـفـعـونــا؟

وقـــالــوا الأولـيــاء إذا تــوفوا           فـــانـهـمـو لـنـا لا يـنـفـعـونــــا

وأين الروح؟هل هي بعدماتت؟          لعــمــرك أنهـــم لا يـعـقـلـونـــا

وما جسم أبن آدم غــيــر ثـوب          لهـــذى الــروح لـــو يتأملونــا

وهل روحي تكلـــم أم ثـيـابي ؟          لعــمــر أبـيـك أن بهــم جنونــا

إذا ما شئت يا ذا اللب عـلـمـــا           فخـــذه عــن الهـــداه الطيـبـينا

أولئك في قــلــوبـهـمـو ضــياء           مـن  الــرحمن يهدي السالكينا

أولئك يقتدي بهمـــو ويصـغـي           إلي مـــا يشرحون ويجملونــــا

أولئك ودهـــــم مجــد وفي ذاك          فـلـيـتـنـافـس الـمـتـنـافـسونــــا

لقـــاؤهــــم يـبـدد كـــل هـــــــم          ورؤيـتـهـم تـســر النـاظرينــــا

ويا عجبا لــوعـــاظ أراهـــــــم          بشـــرع نـبـيـهـم لا يـعـملونـــا

يقولون التوسل محض شـــرك          وهــم ظــل الأجــانب يعبدونـــا

وأكثرهــــم وحـقــك لا يـصـلـي         ألا  اخشوا ربكم  ثم انصحونــا

وبعضهمو وريح الخــمــر منه          تفوح -  تــراه يفتي السلمينـــا

تخرج في عماد  الـــدين ليـــلا          وأصبح  في ثياب  المـصلحينـا

أولئكمو هداة العصـــر . بئست          هــدايـتـهـم وبئس المرشدونــا

سكاري يصلحون الدين ؟سحقا          لعصر فيه ســاد الفـاسـقــونـــا

أتي مـنـهـم فـتـي يـومــا لقـوم            فـقـال ، أللـضــريـج تـقبلونـــا؟

فـقــالــوا كلـهــم بـلسان صدق           ( نـقـبـلـه لـفـرط الشوق فينا )

فقال لهم : ألم يك ذاك شركا؟            فقالوا ، نحن قوم مــؤمـنونــــا

فقال ، ولم تقولون أشـفـنـا يــا            حسـيـن ، أخالق هو تسألونــا؟

فـقـالــوا نـحـن جـهـال ولـسـنـا           بتصريف الـكـلام بـعـالمــيـنــــا

فقال  وإنما .قيل،أسكت أخرس          وإلا عــدت مـضروبــا مهينــــا

فـفــر لأن أيـــديهــــم غـــــلاظ          وسـطح قفاه يغـري  الصافعينا

وقــــابـل مـــرة مـنـهــم سـفيه           كريما من كـــــرام العـاشقيـنــا

رآه يـقـبــل الأعـتــــــاب آنـــــا          ويـمـســح خـــده فـيـهـن حـينا

فقال د ، أري التقبيل شـــركـــا          وتـمـثـيــلا لـفـعــل الـغـابـريـنا

فـقـال : ألــم تـقـبـل خـطـــــــــا          لغـانـيـة فـتـنـت بـهـا فـتـونـــا؟

أجاب نعم ، فـقــال أذاك حـــل؟         غــلـــم يـنـطق وظل به حزينــا

فخاطبه : خرست ولـــم تجبني           لمـــاذا يـا كـبـيـر الخاسرينـــا؟

تـقـبـل خـــط عـــاهـــرة وتأبي          علي تعـلـقــي بـالـصـالحـيـنــا؟

ومما ضــــاعــف الآلام  فـيـنـا          غـــواية أكـثـر الـمـتـعـلـمـيـنــا

لقد عشقوا الفرنج فقلدوهـــــم            ومـــا  بـرحـوا بهـــم متشبهينا

وأكـثـرهـم وحـقـك أن تـفـتـش           قـلـوبهـمـو تجدهــم ملحــديـنــا

شـهــادات وألــقــاب وجـــــــاه          ولـكـن زائـغـون مـضـلـلـونــــا

 يقولون الطبيعة أوجـــدتـنـــــا           ألا ســــاء الـذي هم يزعمونــا

أتخلق نفسها الأشياء خــلــقـــا           تـعـالي الله عــمــا يأفكـونا !!!

يقولونا العــوالـم أصلهــــا من           أثـير وهــو غـــاز يعـــرفـونـــا

وأن الغـــاز من ضـغـــط ودور         تكثـف  فـــاغــتـدي كـونا متينا

حديث خرافة يـــا أم عـــمـــرو          كــــلام فــــارغ من مـبـطـلـيـنـا

سألت جماعة : من أي شيء             تكون ذا الاثـيـر؟ لـتـخـبـرونـــا

فقالوا : إن عـنـصـــره خـفـــي          يغـيب عن الـثـقـاة البـاحثـيـنــا

سألت : أحادث هو ؟ قيل كـــلا          بهــا نـطـقـوا وهــم متخوفونــا

فـقـلـت إذن لـهــذا الكون أصل           قــديــم ، فــاغتــدوا متحيريـنـا

فقلت أيا شرار الـخـلــق هــــلا          عقـلـتـم مـــا بـه تـتـشـدقـونا ؟

تغفل ملحدا واصـفــع قــفـــــاه           فــأن يسأل فقل : لست المهينا

فــأن يـطـل اتهـامـك بـالـتـعدي          فقــل . فعـل ومــا مـن فـاعلينا

فـــإن يـتـحــد أو يــرد انـتـقاما           فقــل متـحـديـــا هــذا اللعـيـنــا

 

(أراك الآن تـجـعــل مـسـتحيـلا         حصول الضرب دون الضاربينا )

( فكيف عقلت يا خنزير كـــونا          بغير مكون يجري الشؤونا ؟ )

أمور تضحك  السفهاء منهــــا           ويـبـكـي الـدهـر مـنها العاقلونا

وما هجم الـمـبـشـر مـن قـلـيـل          وهـــل يعدي علي المتيقظينا ؟

ولـو أنــا اتـقـيـنـــا الله حـــقـــا            لـمـــا دخــل الـبـلاد مـبـشـرونا

لقد فعلوا الــذي فــعــــلـوه لـما           رأونـــا بــالـشـريـعـة عـــابثينا

رأوا قص الشعور من اللـواتي          وتـحـمـيـر الخــدود  من اللذينا

رأوا علماءنا من أجــــل شيء           صغـيــر أشـــهـــرا يـتـجـادلونا

فهم مثلا إذا سمعــــوك يــومــا          تنــادي يـــا حـسـين يـهـولونـا

ومن عجب يرون زنـــا وخمرا         وأفـيـونـا يـبــاع وكـوكـيـيـنــــا

وإلحـــادا  وزنـدقــة وهـــدمـــا          لقــانـــون الـنـبـي . ويسكـتونا

رأي رسل الدمار جمــيــع هـذا          فـقـامــوا بـالـصـلـيـب يبشرونا

ومن باللوم والـتـقـريــع أولــي           أهــم أم مـن تـسموا مسلمينا ؟

لعمرك مــــا يجيء اللـــص إلا          إذا نــامــت عــيـون الحارسينا

وماذا يقصدون ؟ أهـــدم ديـــن          لـــه شهــد العداة المنصفونا ؟

ألا فــلـيـشـهـــد الـثـقـــلان أنــا           عــلــي آثــار أحــمــد مـهتدونا

رضـيــنـــا كـلـنــــا بـــالله ربــا          وبـــالإســــلام ديــن الحق دينا

أدين مـحـمـــد يــرتـــد عــنـــه           وهـــل يـرتد إلا الخاســـرونــا؟

وإن يحصل فمن قـــوم دهــــاة          ( علي ذقن) المبشر يضحكونا

يــقـــال بــأن قـسـيســــا أتـــاه           ضـحـي يوم  أناس  مسلمونـا

فقال لم القدوم . فـقـيـــل جـئـنا           لـنـدخـــل ديـنـكم لو تسمحونا

فقــال لـهـم أهـنـأ لــو صـدقـتـم          فصـــاح الجـمـع : لسنا كاذبينا

وكانت حيلة ضــــربـت عـلـيـه          فهــم أكـــلا ونــومـــا يقصدونا

فـعـلـمـهـم ديـــانـتـه وظـــلـــوا           لــديــه أشهـــرا يـتـنـعـمــونـــا

فجــــاء الــديـر . مـطران كبير          فـــأبـصـرهـــم هـنالك جـالسينا

فقال من الضيوف ؟ فقيل قـوم           غـدوا في دين عيسي راسخينا

فقال أمسلمون ؟ فقيل كـــانــوا           ولكــن أصـبحـــوا مـتـنـصـرينا

فـقــال معـاضبــا للـقـس ســـرا          أترضى  بالـثـعـالب إذ تـجـيـنا؟

ونــادي فـيـهـمــو أن وحـــدوه           فقـــام الـكـــل لا مـتـكـلـفـيـنــــا

وقالـــوا: لا إلــه ســـواه . طه            رسول الله . قال فضحتمونا !!

أنـطـعـمـكـم ونـكـسـوكـم ولـمـا          تظـلـوا مـسـلـمـيـنـا موحدينا ؟ 

( من الدير أخرجوا حـــالا وإلا         إلي القـسم المجاور ترسلونا )

فقالوا سوف نخرج لكن أشهـد           بــأنـا رغـــم أنـفــك مــؤمـنونا

لــيــــال كلها  طــــرب وأنــس          أفضن علي القلوب هدى ولينا

وأكـسـبـهــن نــورا فــوق نور           جـبـيـن أبـي إمـــام الـعـارفـيـنا

هو (الدومي) أستاذي وشيخي           وحـسـبـي حـكـمـكم إذ تنظرونا

طـبـيـب لـلـقـلــوب لـــه مـزايا           أصــارتــه أمـيــر الـعــالـمـيـنـا

فـــأولاهــن: تـقـواه وهــــــذى           لـعـمــرك زيـنـة الـمـتـبـتـلـيـنـا

وثانية : هي العــلـم الــذي في           ضيـــاه يهـتـدي المـسترشدونا

وثالثة : هــي الآداب فــــيـــــه           كزهر الروض يستهوى العــيونا

ورابعة : مـــروءتـــه وفـيـهــا           يـحــار الـواصـفـونا المبدعـونا

وخــامـســـة : حـمـاسته وتلكم           إذا انـطـلـقت تواري  المارقونا

وسـادسـة : فـطـانـتـه وتـيـكــم           لهــا يـعـنـو الــدهاة الما مرونا

وسابعة : دروس مــنــه تـلقي            بهــا يـسـبـي عـقـول السامعينا

وثامنة : تـواضــعـــه وهــــــذا          كـمـال فـي صـفـات المـرشدينا

وتاسعة : هو الأخلاص أعظــم          بــه صــفــة لـقــوم عــابـديـنــا

وعاشرة : جمال في جـــــــلال          عـلـيـه يهــيـمــان الـنـاظـريـنـا

ولــو شـئـتـم لـزدتـكـمـو ولكـن          أطـلـت الـقـول يـا من يسمعونا

فلا برح الــزمــــان لـــه خديما          ولا زلــنــا بــه مـتـعـلـقـيـنــــــا

عبد الحميد وهبة

مدرس بالأوقاف الملكية