Sam Eldin عبد الحميد أفندي وهبه
Mr Abdel Hameed Wahabh
في مسجدنا بالإمام الشافعي 14ربيع الأول سنة 1384هـ

في مسجدنا بالإمام الشافعي

14ربيع الأول سنة 1384هـ

يــا لـيـلـة نــور خـيـر الخلق جلاهـا            مــاذا أقـــول وعقــلـي فـيك قد تاها

أو ثـبـت حـسـنـا وأنــوار ورائـحــة             مسكية من رياض الخلد مسراهـــــا

وهــذه سـفــن الأمـــداد غــــاديــــة             صوب القلوب جميلات هــدايـاهــــا

يجري بها الشوق في بحر السعادة              باسم الله ربي مجراها ومرســـاهــا

هذي دنان المني تبدو ولناظــــرهــا            شفافه راق مبـنـاهـــا وعـنــــاهــــا

فيها شراب ومنها للذين هـــــــــدوا             سقيا إلي ريـهــا تـنـعـــم ريـــاهـــــا

يشمها ويراها الصب من بعــــــــــد            من لـي بـكـأس هني من حمياهـــــا

يا ساكب الراح أن القوم إن شربـوا             أبقـــوا فـجــئ وأذقنا من بقاياهـــــا

يا ليلة الذكر والذكرى أسمعي خبرا            إن الـــزمـــان بـك الأقـمار قد باهي

أنوارك انطلقت في الجو واختــرقت            مناكب الأرض أدنــاهـا وأقصاهـــــا

والطير قد رقصت وروضها طربـــا           والبحر غــــرد أمـواجـا وأمواهـــــا

وانت قاسميننا أفـــــــــــراح تورثنا             وعــانـقـت هـهنا ذاكراك ذكراهـــــا

وكيف لا وهـنـا أشـيـاخـنـا اجتمعوا             في روضة عين رب الكون ترعاهـا

النور يعمر معـناهـــا ومسجــدهــــا            والخير يغمر أولاهــــــا وأخراهـــــا

بالبهجة استهرت بالنفحة أزدهـرت             بنورهــــا بهرت من زار موتاهـــــا

استغفر الله بل هم في قبورهــمــــو             أرواح انتقلت من سجـــن دنياهـــــا

فـيـهــا رأي ربـهــا خـيـرا فـــوفقها             لما يحب وبالـطــاعـــات زكـــاهــــا

وزالت الحجب عنها بعد ما صـبرت           وصابرت وزكا بالصدق مسعاهـــــا

وأصعدت غيرها من بعد ما صعدت           وأوردت منهل التقوى رعاياهـــــــا

وكـم سـقـيـنـا رحـيـقـا مـن معارفها             وكم وقينا بها السوءي ولقياهـــــــا

والآن هل نحن في واد به قــبـــرت            أم روضة ونور الدنيا ضريحاهــــــا

من في الضريحين استاذان قد ربحا            سعادة العيشة الأخرى وعلياهـــــــا

قد شوقاني إلي التـقـوى وعــزتـهـا             وخوفانا من الطغوى وعقباهـــــــــا

وقـــربــا لــي بـعـيــدا كــدت أفـقـده            وقــربــالــي بــأهــدافي أو فاهـــــــا

فهذه الروضة الفيحاء مـــا بـرحـت             لـنـا مـعــاذا مـن الـدنـيا وبلواهــــــا

يـجـيـئـهــا الــزائـر المضني السقيم             فـيـلـقــاه ببشر وترحاب أميراهـــــا

فتنجلي عنه من حسن اللقا همـومه             الـثـقـال ونـنسي النفس شكواهــــــا

ولا يـفــاؤقـهــا إلا وقــد قـضـيت له            الأمـــــــور التي قـبـــلا ثمناهــــــــا

ذكـــرى تـعـيـد فـي الأزهــان أزمنة           في أنعــــم ومـســرات قضيناهـــــــا

مرت علي قضب الأعمار مسرعـــة           كــأنـمـــا هـي أحـــــلام رأيناهـــــــا

أيـــامـنــا مــا حــوت لهـــوا يعوقنا             إذ كان بالرشد والإيمان سقياهــــــا

عصر المشايخ عصر النور عصــر           غني حسا ومعنى وأمداد نلقاهـــــــا

عــصـر الـمـشـايـخ أنوار ومعــرفة            وصحبه عظمت نفعــا مــزايـــاهـــا

فمن دروس تـلـقـي فـي مــســـاجـد             لـــيـــلا إلـــي يـــرضــــي بـــــه الله

إلـي مـجـالـس ذكـــر لـلـنـفوس بها             تطهر وخـــــلاص من خطاياهـــــــا

إلي اجتماع مع الشيخ الجيل بـــــدا             وبـعــد دعـــوة داعيها دخلناهـــــــا

فـكـل أوقــاتـكــم يــا ســادتـي طرب            وأنعم من إله الـعــرش نؤتوهـــــــا

هــنــا كــواكـب جــل الله خــالـقـهــا            وضاءت بسحـــر الألباب مـــرآهـــا

أشياخنا وضيوف حــولـهـم قـدمـوا             لـيـشـهــدوا حفلة حسني أقمناهـــــا

أولـئـك الـنـجــب الأبـــرارأعـنـيـهـم            تـخـصـنـا بـلـحاظ جــــل معناهـــــــا

ترجو المزيد من الفضل المبين لنــا            من مالك الملك مولانا ومولاهـــــــا

وشيخنا معــنـا بالجسم أو مــعــهــم             بالروح وهو طبيب قد علاجاهـــــــا

يـدعـــو لـنـا فـيـجـيـب الله دعـــوته             ودعوة الشيخ نعمي ما أحيلاهـــــــا

أنـظـر إلـيـه تـجـد فـي وجـهـه قمرا            وفــــوق فـمه ابتسامات ألفناهــــــا

أبقــاكــم الله ذخـــرا للعـباد واولاكم             مـن الــــرتب الـمـســـداة أعلاهـــــا