رجال الطريقة الخلوتية

على علاء الدين: على قره باش

العرف بالله تعالى سيدى الشيخ/ على قره باش

رضى الله عنه

 

ญญญญญญญญญญญญญญญญญญญญญญญญญ أولاً:ضبط الاسم أو اللقب: (علىِّ قره باش), والمعنى: أسود الرأس، ولكن (قرا باشا) تغير اللقب بالكامل, و(قره باش) أصح من (قرا باش) أو (قرباش).

 

هو: العارف بالأسرار اللاهوتية، جامع الحقائق الإنسانية، رئيس الأولياء وسند الأصفياء، إمام العارفين، همام المرشدين، مَنْ مَنَّّ الله عليه بالكشف الأسمى, وزاده الله فى العقل والجسم شيخ الإنس والجن، شيخنا الأجل العارف بالله تعالى القطب الجلى سيدى السيد علاء الدين المعروف بالأطول(أى طويل الجسم, أو طويل الباع فى الطريق) الشهير بقره باش ولى أى أسمر العمامة أو أسمر الرأس, لأن فى لسان الترك قره: أسود, وباش: الرأس, فيكون أسود الرأس, وقال بعض علماء الأتراك: أن هذا اللقب لقبوه به أعداءه, المهم ابن السيد الشيخ محمد النقشبندى الحسينى قدس الله سرهما السنى ولد رضى الله عنه سنة 1020هـ فى شهر محرم الحرام، بمدينة عرب كيرى, وهى بلد فى شرق الأناضول بتركيا، وقيل: بل ولـد بـ (جانقرى) والأول أصح, ونشأ بها وتلقى تعليمه فى قسطمونى ثم رحل إلى الأستانة وتلقى تعليمه كذلك هناك, وسكن بإحدى مدارس الفاتحية وقرأ على علمائها وحضر دروس فضلائها، وجمع بين العلوم الظاهرة والعلوم الباطنة وبين الشريعة الغراء والطريقة الكبرى، فلما حصَّل طرفًا صالحًا ترك بكليته ما يحبه ويهواه ونشأ فى عبادة مولاه, ثم ساقته العنايات السبحانية والجذبات الرحمانية إلى طريق الصوفية ومنهج الخلوتية، فرحل إلى قسطمونى وأخذ عن الشيخ العارف بالله تعالى سيدى إسماعيل الجرومى صاحب العلم المشتغل الإرشاد فى السجادة الشعبانية بعد الشيخ عمر الفؤادى؛ قدس الله أسرارهم العلية، وثبت في مداحض السلوك، وتم سير السلوك فى مدة وجيزة وجلس مجلس الإرشاد بأمر شيخه بمدينة (كانقري) أو جانقرى لتسليك العباد، فهرع إليه الناس من حاضر وباد, وقيل أنه كان فى الطور الرابع فمات شيخه فأكمل على يد نجله المكين الشيخ مصطفى مصلح الدين الذي أصبح خليفة على الطريقة الشعبانية بعد والده الشيخ إسماعيل, وأصبح على درجة عالية على يديه, وقد وفد إلى  استانبول فى السنوات التي تبعت ذلك وأقام خمس سنوات فى اسكدار أحدى مدن تركيا اعتبارًا من 1669م فى مسجد محمد باشا، ثم أصبح شيخًا على زاوية الوالدة العتيقة، مهرماه سلطان وأخذ عنه جمع كثير وتخرج بصحبته جم غفير وألف مؤلفات عديدة ولقد أخبر به الشيخ الكبير محى الدين بن عربى فى كتابه الفتوحات الموصلية بقوله: (بعد النبي المصطفى الأعظم العلى الأطول الأكرم الأجسم ختم وغنم وهو يختم الزمان), وفيه إشارة إلى ظهور الشيخ على الأطول المذكور و(ختم) (1040) تاريخ خلافته و (غنم) (1090) تاريخ نفيه و (الأطول) (77) مدة عمره الأكرم (658) عدد خلفائه، هكذا يشرحه طاهر بك فى كتابه (عثمانلى مؤلفرى) صـ 148، 149 انتهى، وقال شيخنا الشيخ مصطفى البكرى

رضى الله عنه فى الألفية:

 

وخَيْرُهُم طَريقَنًا العَلِّيَة     *****      مَنْ قَدْ دُعُوا بالْقَرابَاشِيَّة

 

        وفى 1090 هـ نفى وأجلى إلى جزيرة لمنى، أو ليمنى أمر ما فى زمن الوزير مصطفى باشا المقتول، وذلك لميل السلطان إبراهيم إليه ومحبته له وكان يحضر مجلس وعظه وذكره في أكثر الأوقات، وكان يقول وعظ الشيخ يؤثر فيّ، أريد أن أترك السلطنة وأكون من فقرائه فنفوه بإسناد بعض الكلمات التوحيدية وسكن بها أربع سنين ثم أطلق فعاد إلى اسكدار، وله كرامات جليلة ذكرها الشيخ إبراهيم خاص في كتابه (تذكرة الخاص أو تذكرة الأولياء) بلسان الترك, وقال سيدى الشيخ مصطفى البكرى قدس الله سره فى الشرح الكبير على ورد السحر(هذا الكتاب يسمى: الضياء الشمسي على الفتح القدسي موجود فى دار الكتب المصرية مخطوط):

        وتسميته أهل طريقتنا بالقره باشية لإنتسابهم إلى جناب العارف بالله تعالى الشيخ على أفندى قره باش قدس الله روحه ونور ضريحه, واشتهر بهذا اللقب لتعممه بالعباس، وكان جامعًا بين المعقول والمنقول، وله تآليف تدل على فضل غير مجهول، أخذ عنه خلق لا يحصون عدًا ولا يحصرون حدًا, وقد جمع كراماته غير واحد من أتباعه الفائزين بإتباعه، وأخبر رجل من أهل طريقه الشاربين من صرف رحيقه أن الشيخ الأكبر أشار إليه فى (عنقاء مغرب)( من كتب سيدي الشيخ محيي الدين بن العربي طبع في مصر عالم الفكر) عند قوله:

        وأن له حشرين, ويصحبه فجرين, ولوجهه نورين, وفى حفظه علمين, وله عالمين...إ لخ, بلغ من مجاهداته ورياضاته أنه لما قدم استانبول مارس(رياضة الأربعين) أربعين مرة على التوالي فى أربع سنوات ونصف فى جامع محمد باشا, وما كان له من مجاهدات أخرى يجل عن الوصف, وكان وعظه شديد الوقع والتأثير في النفوس حتى أنه ما بقى أحد لم ينخرط فى البكاء من الذين يحضرون دروس ووعظه، وفى هذه الدروس كان أهل الحال يصيحون ويسقطون مغشيًا عليهم, وكثيرًا ما تكررت هذه الأحوال، ولم يكن الشيخ على يفزع قط من الرياضة والمجاهدة، وعلاوة على هذا كان يؤدى الصلاة اليومية بكثرة مفرطة، ولم يكن قدس الله سره يكتم الحقائق الربانية وأسرار المعاني السبحانية بل كان يمنحها لأربابها.

 

والباعث والبادى على إطلاق اسم الطريقة القره باشية على طريقة الشيخ شعبان أفندى الخلوتى القسطمونى، ويعود للشيخ قره باش على ولهذا فهم يلقبونه بـ (البير الثانى) أى المؤسس الثاني للطريقة.

 

        أنه رضى الله عنه من الذين سجل لهم التصوف رموزًا وعلامات لهم, وكان له من الخلفاء ستمائة وخمس وثمانون (685) خليفة, مائتان منهم فى صورة عوام الناس, وأربعمائة وخمسة وثمانون (485) منهم أصحاب تاج وخرقة فى التكية, وكلهم من المرشدين، وأكمل على يديه أثنى وسبعون ومائتين (272) رجلاً من أهل سائر الطرق على طريقتهم، وكان له خلفاء من الجن ست وخمسين وخمسمائة (556), وقد دخل فى دائرة الرجال مائة وخمسة وثلاثون (135) رجلاً من فقرائه.

 

مؤلفات الشيخ علي قره باش رضى الله عنه:

     وقد ألف كثير، وكلهم مدونين وهذه المؤلفات هي:

1

شرح الفصوص وهو أجل مؤلفاته

2

كاشف أسرار الفصوص

3

جامع أسرار الفصوص(كتاب فصوص الحكم ينسب لابن عربى وهو مطبوع بمصر)

4

شرح القصيدة العشقية للشيخ الأكبر

5

معيار الطريق

6

رسالة الطريق

7

رسالة الأصول الأربعة

8

رسالة في جواز الدوران في الذكر

9

رسالة التغيير وأساس الدين

10

حُبب إلى من دنياكم.

11

تفسير سورة طه، وبعض هذه الكتب والرسائل موجود بمصر بدار الكتب المصرية.

 

وفاة سيدى الشيخ على قره باش رضى الله عنه:

        عاش شيخنا من العمر 77 عامًا(وقيل 57 عامًا), وبعد الذهاب إلى الحج عاد مع مرشديه توفى على بعد ثلاث منازل من القاهرة فى يوم الجمعة 8 من صفر عام 1097هـ، وهو مدفون فى قلعة (نخل) بالقرب من ضريح الشيخ محمد الغزاوى, ويقع حاليًا فى سيناء الوسطى فى أماكن القوات المسلحة المصرية.

 

خلفاء سيدى الشيخ على قره باش أفندى رضى الله عنه:

له من الخلفاء كثير أذكر منهم:

1- سيدى الشيخ/ مصطفى بن على البولوى الطوغانى المصرى الأدرنوى، وهو فرع مشايخنا، رضوان الله عليهم.

2- سيدى الشيخ/ أنس حسن أفندى المعروف بالشيخ حسن الأعرج.

3-   سيدى الشيخ/ إسماعيل المدنى.

4-   سيدى الشيخ/ محمد النصوحى الأسكدرى.

5-   سيدى الشيخ/ جوبان على الأدرنوى.

وغيرهم من المشايخ الكرام الكبار.

 

رضوان الله تعالى عليهم أجمعين