رجال الطريقة الخلوتية
محمد بن محمود الطيقى: شهاب الدين التبريزى |
---|
سيدى
الشيخ/ شهاب
الدين
التبريزى رضى
الله عنه
هو منشأ
دقائق
الشريعة،
العارف بحقائق
الطريقة, وارث
أسرار
الجهرية, شيخ
خراسان وما
وراء النهر،
وأستاذ عصره
في الطريقة
والشريعة، من
حفاظ القرآن
الكريم، ومن
المفسرين له،
حضرة الشيخ
الإمام الشيخ
المفسر: شهاب الدين
التبريزى،
قدس الله سره
العزيز، اسمه
محمد بن محمود
الطيقى أو
العتيقى
التبريزى. لقبه
وكنيته: شهاب الدين
ولد في قرية
(آخر مسكين)
وهي من نواحي
تبريز ولكنه
نشأ وتلقى
علومه في
بغداد، وبعد
هذا عاد إلى
بلده (تبريز)
واستقر هناك
مع أبيه حضرة
الشيخ
السهروردى, ولقد
عرف شهرة أبيه,
ولقد كان من
الأخيار
والمختارين
في تفسير أسرار
القرآن، وكان
يختمه في
ركعتين، ولقد
كان متخصصًا
فى علوم
القرآن، فلم
يكن له شبيه
فى عصره فى
علم القراءات
السبع
والروايات
العشرية. سبب
دخوله طريق
التصوف: نقل
ما يلي: (لأن
الشيخ كان
فقيرًا جدًا
أثناء طلبه
للعلم كان
يعاني من
اضطراب شديد لهذا،
وفي يوم ما مر
على مسجد وهو
في تلك الحالة،
وكان الشيخ
ركن الدين
(شيخ المترجم)
يعظ وينصح فى
هذا المسجد
وأوضح معنى
التوكل, وانضم
هو الآخر إلى
حلقة الحوار
معه، وقال الشيخ
ركن الدين: إن المتوكلين
يأتيهم رزقهم.
وهو يكفى
ويقنع به أهل
التقوى وهم
بهذا يكونون
أفضل وأحسن من
الآخرين،
فترك شهاب
الدين
التبريزى
الحلقة فورًا
وخرج إلى
المدينة
ليجرب تلك
الكلمات،
وجلس في مغارة
ما، وطبقًا
لقوله الشيخ
عاش على
التوكل
والتقوى ولم
يخرج إلى
الخارج (خارج
المغارة)
وبحكمة الله
عز وجل، عندما
كانت تمر من
أمام تلك
المغارة قافلة
سقطت أمطار
شديدة، فبحث
أهل تلك
القافلة إلى
مكان يلجئون
إليه من
الأمطار، فلم
يجدوا إلا تلك
المغارة
عندما رأوها
ودخلوها، لما
أخذت عيونهم
على تلك
الظلام
الموجود
بداخل المعارة،
رأوا شهاب
الدين نائم فى
ركن ما،
فنادوا عليه
إلا أنهم لم
يلقوا منه
جوابًا، ولما
جاءوا بجواره
ونظروا
وفهموا أن
بطنه قد ثنيت
من الجوع،
فأسقوه بعض
الشربة فآفاق
الشيخ فورًا
مبتسمًا ونهض
من مكانه وحكى
لهم ما حدث
له، ثم ذهب
إلى المدينة،
وبايع الشيخ/
ركن الدين
السنجاسى،
فتفضل الشيخ قائلاً
له: أيها الشاب
الطالب إن اختبار
كلمات أهل
الله معصية،
فلا تفعل هذا
مرة ثانية،
فقد نجاك
إخلاصك من
الهلاك. من مناقب
الشيخ محمد بن
محمد الطيقي:
شهاب الدين
التبريزي رضى
الله عنه:
في يوم ما من
الأيام كان
هناك شخص يحب الشيخ
جدًا فدعاه
إلى منزله
والدراويش
[الصوفية] واستضافهم،
وبدأ الشيخ
كعادته كل وقت
بختم القرآن,
وكان
الدروايش أيضًا
يقرئون مع
الشيخ، وكان
لصاحب هذا
البيت ابن،
ولكن كسيح
مقعد لا
يستطيع المشى،
لكن صوته كان
جميلاً، ولم
كشف الشيخ
حاله أمر
بإحضاره
أحضروا الطفل
على الفور،
وتفضل الشيخ
قائلاً للطفل:
أقرأ معنا القرآن
الشريف تنل من
أسراره
وتشفى، فختم
الطفل
والدراويش
القرآن
الكريم، وبعد
الدعاء والتوحيد،
غمرت الجذبات
الإلهية
الدراويش
فوقفوا إلى
أرجلهم وبدأوا
في الدوران
[الحضرة] فنسى
الطفل القعيد
حاله، وغمره
العشق فوقف على
قدميه وبدأ فى
الدوران
وهكذا شفى
وأصبح معافى. ومن
مناقبه أيضًا
وكراماته رضى
الله عنه: لقد
عاش الشيخ عزبًا
فترة طويلة من
شبابه، وكان
يهرب ويفر من
الزواج, فقال
له أحد
أصدقائه: يا
سلطانى, أليس
زواجكم أفضل
من بقائك عزبًا؟
وكانوا يلحون
ويضايقونه
بسبب الزواج،
فذكر الشيخ
عدة شروط
وقيود لذا كان
يحذر الزواج،
ولكن أحد
اصدقائه
المخلصين وجد
له امرأة
صالحة وأحضرها
إلى الشيخ،
فقالت تلك
المرأة للشيخ:
أيها الشيخ قل
ما تريده
وسأنفذه على
الفور، فأنا
أقبل الزواج
منك فقط، ولما
قالت هذا، قال
الشيخ: إن شاء
الله بعد
الزواج،
وعندما يكون
لنا أطفال
عليك ألا
تصرخي من الفقر
ومن الأطفال
ولتصبري
ولتشكرى الله
على حالك. وقبلت
الزواج منه،
فتزوج الشيخ
تلك المرأة وولدت
له ثلاث أطفال
ذكور فعندما
كان يختم القرآن،
كان يقرأ خلفه
الأطفال،
وكان يتعجب من
يراهم وبعد
مدة توفى أحد
الأطفال
فعلمت له المراسم
الدينية
ودفن، فدفنت
المرأة حزنها
في قلبها
وصبرت، ولكن
لما توفى
الثاني توفى بعد
فترة صغيرة،
فوضع المرأة
حجرًا على
جرحها وصبرت،
ولكن لما توفى
الطفل الثالث
فى لحظة
قليلة، وبعد
سنتين من
الصبر والتحمل
نفذ صبر تلك
المرأة، فلم
تمسك نفسها
فصرخت، وبدأت
تسكب الدمع
المرير، فلما
رأى الشيخ حال
زوجته قال:
بحق الله الذى
أوجدنى
وأوجدك من
العدم لا
تحزنى من أمر
الله وقضائه،
ولو كنت صبرت
كنت ستكونين
مع الأبدان
الروحية
لأطفالك طوال
عبادتك وكنت
سترينهم. ومن
نصائحه التى
كاللؤلؤ في
القيمة:
إن الشخص
الذي لا يرى
رؤية صادقة هو
في حكم الموتى
لأن رؤية الشخص
المبشر هي
كرؤية
الأنبياء في
عالم الظاهر،
والرؤية
الصادقة هى
جزء من
النبوة، ويجب
علينا ألا
نجلس مع
الأشخاص
الذين ليس لهم
رؤية صادقة، وهذا
لأن الموتى
ليس لهم
تجليات، ويجب
أن يعمل الأشخاص
الصالحين
بموجب هذا. ومن
كراماته رضى
الله عنه: نقل
أيضًا أحد أصدقائه
قد رأى رؤية
وأراد أن
يفسرها له
الشيخ ولما
وصل إلى حضرته
وقبل أن يفتح
فمه، قال له
الشيخ لقد
رأيت إنك
أمسكت نعامة
وأردت أن
تركبها، ولكن
هذا الطائر لم
يستسلم لك
فرفسك (أوقعك) وأسقطك
أرضًا وكان
سببًا فى كسر
قدمك، وتفسير
هذا لقد
اشتهيت ما
يملكه شاب
صغير، وأردت
أن تأخذه منه
ولكن الشاب لم
يرض بهذا
فاترك هذا
الشىء ولا
تجعله يدور
بخلدك مرة
ثانية، وأيقظ
هذا الشخص من
غفوته،
فاعترف هذا
الشخص بذنبه،
وتاب وندم على
ما فات وبايع
الشيخ ونجا من
حالات الضعف
تلك، وقال
الشخص الذي
نقل هذا
الرواية: لقد
سألت الشيخ عن
تأويل وتفسير
هذه الحالة
فتفضل قائلاً
إن النعامة
تعنى أنه بين
أمرين أو بين
حالين، وهذا
لأن النعامة
لا هي كالجمل
تستطيع حمل
الأمتعة ولا
هى كالطائر
تستطيع
الطيران،
ويقدم أيضًا
هى مدينة
القلب. ومن
مناقبه أيضًا:
عندما
كان فى بغداد
هم بعمل
التجهيزات
للذهاب للحج وبايعه
من أهل بغداد
عدد كبير جدًا
من المريدين،
فذهل الشيخ من
هذا الزحام
وقرر الرجوع
إلى تبريز قال
كل المريدين
سنأتى معك،
فقال الشيخ
لمريده
الصادق جمال
الدين: كن
مستعدًا
لأننا سنغادر
فى الصباح
الباكر، ولما
جاء وقف
للصلاة فورًا
وتجمع خلفه 500
أو 600 مريدًا ولما
بدأ الشيخ
كعادته فى
يختم القرآن،
فلم يستطيع
أكثرهم تحمل
هذا وتركوا
الصلاة،
وذهبوا بعيدًا،
ولما صلى
الشيخ صلاة
الصبح، ونظر
حوله فلم يجد
غير جمال
الدين قال:
الحمد الله
لقد انتهى امتحاننا،
فإن التقدير
والاحترام
كان من نصيبك
ودعا له
بالخلافة،
وأعطاه أياها،
ووصلنا إلى
بلد ما،
وكلفني
بالنصح
والإرشاد هناك،
وأرسل جمال
الدين مكانه
إلى تبريز، وبعد
أن اشتغل مدة
بالنصح
والوعظ هناك
أرسله إلى
جيلان،
واشتغل
بإرشاد
العاشقين
والصادقين. ومن
مناقبه رضى
الله عنه: أن
أحد شيوخ عصره
كان يعيش في
قرية، وكان
دائمًا يربى
الدراويش على
الرياضة
والزهد
والجوع، لكل واحدًا
منهم غالب
عليه حاله،
وتذكره الشيخ
فأرسل الشيخ
مريديه إلى
المدينة
وأمرهم
بتجهيز الطعام،
وجاء المريد
الذى تذكره
الشيخ، ولما
رأي الطعام
جاهزًا، جلس
وأكل حتى شبع
وأخذ جزءًا
مما تبقى معه
وأحضره، وعاد
بالباقي إلى التكية
واستدعى بأمر
الشيخ أحد
نقباء التكية
التى
بالمدينة إلى
حضرة الشيخ،
ولما قال له
الشيخ: أشرح،
قال: يا
سلطانى, لقد
جاء مريديكم
وأكل طعامنا
وشكر لشيخكم,
فتفضل الشيخ
قائلاً: أن
هذا الشخص
السالك مهما
يجئ له من حال
الظاهر، أو
الباطن فهذا
يأتي من شيخه،
يعنى أنه من الصادقين
فى عهده. خلفاء
سيدى الشيخ/
محمد بن محمود
الطيقى(شهاب
الدين) رضى
الله عنه: له
أربعة خلفاء
على الترتيب
هم: 1- الشيخ
إبراهيم
الهمداني
العراقى (فخر
الدين). 2- الشيخ
حسن الساداتى.
3-
الشيخ
محمد اليمنى،.
4- الشيخ
جمال الدين
التبريزى وهو
الذي قام
مقامه وسقط
شهيدًا أثناء
استيلاء
المغول. رضى
الله تعالى عن
شيخنا شهاب
الدين |
---|