SHK Marwan الشيخ مروان احمد
Alshak Marwan
كتاب نور القلوب فى تفريج الهموم والكروب
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمــــة
Introduction Nour Alqulob
الإسراء Alsaraa82
And We send down of the Qur'an that which is healing and mercy for the believers, but it does not increase the wrongdoers except in loss.(17:82)
عَن ابن مَسْعُودِ رضى الله تعالى عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ(صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ:

(نَضَّـرَ اللهُ امْرَءًا سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا,فَبَلَّغَهُ كَما سَمِعَهُ, فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِع)

مقدمة الطبعة الرابعة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسول الله خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وإمام المتقين، المرسل رحمة للعالمين، والمنزل عليه قول الحق تبارك وتعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" (الإسراء 82) وبعد :-

فهذه هى الطبعة الرابعة من هذا الكتاب, تَصْدُرُ بعد أن نفدت طبعاته السابقة, التى قامت بها جمعية الرملى الإسلامية الخيرية بأسيوط, وكانت تلك الطبعات قد صدرت بإذنٍ وإشراف من مولانا العارف بالله تعالى فضيلة الشيخ/ مروان أحمد مـروان, شيخ الطريقة الدومية الخلوتية, التى كـان من أكبر الداعين لها والقائمين على نشرها, العارف بالله تعالى الإمـام/الدومى, حجة عصره, ومـنارة دهره, وفخـر زمانه, ثم تولى أمرها من بعده العارف/ الرملى الذى نَهَجَ نَهْجَ شيخه الدومى فى تربية المريدين, وكان ذا كرامات ظاهرة, ومكاشفات باهرة, يكاشف بها المريدين فتشرق أنوارها على قلوبهم فيزدادون حُبًا لله ومحبة فى رسول الله (صلى الله عليه وسلم), وارتباطًا بالطريق, سلوكًا عملاً, ثم قام على هذه الطريقة من بعده العالم التقى العارف الولى الشيخ/ محمد الطاهر الحامدى, وهو المرشد المختار بالحق للورى, وهو منهل عشاق الحقيقة, خير من شرح أوراد الطريق ودافع عنها, دافع عنها بنثره الرائق, ونظمه الفائق, له رضى الله تعالى عنه وأرضاه مؤلفات كثيرة, كلها قوت للقلوب, تتغذى بها الأرواح, وتسير بها إلى مراقى الفلاح, فهو بحق الطاهر الحَبْر الجليل, وهو بحق منارة الدنيا وحجة الدين, ثم ولى أمر الطريق العارف الزاهد والعالم العابد مولانا الشيخ/عامر عبد الرحيم المتمسك بالسنة, والقامع للبدعة, كان رضى الله تعالى عنه زاده التقوى, ذكر الله شعاره, وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دثاره, أوقاته بالذكر عامرة, ونفحاته على المريدين ظاهرة, أمَدَّ الله تعالى فى عمره حتى جاوز التسعين, فانتفعت بخطبه البلاد والعباد وهدى الكثيرين إلى طرق الرشاد, رضى الله تعالى عنه وأرضاه وجعل الفردوس الأعلى مثواه, ثم جاء من بعده وولى أمر الطريق خلفًا له مولانا العارف العامل والصوفى الكامل الشيخ/ مـروان أحمد مروان, الذى بسقت بأنوار علمه شجرة الطريقة الدومية/ الرملية/ الطاهرية/ العامرية فكان على التحقيق وارثًا لأشياخه, سالكًا طريق الهدى إلى الصدق مع الله قولاً وعملاً, فاستفاد الكثيرون من محاضراته وندواته وبارك الله تعالى فى أوقاته, فانتشرت فى أيامه الطريق, بفضل ما كان يقوم به من الأسفار, وكان مريدوه من الإخوان يحفون به كما تحف النجوم بالقمر يسـألونه الدعاء, فكان رضى الله تعالى عنه يدعو لهم بالتوفيق والهداية, وكان من مأثور دعائه رضى الله تعالى عنه: اللهم اجـعلنا هـداة مهتدين, اللهم اهدنا واهد بنا, ومن نفحاته هذا الكتاب, الذى فيه دواء لكثير مما يشكو منه الناس فى هذا الزمان, وهو كتاب فريد فى بابه, جمع من الدعوات أسماها, ومن الفوائد أسناها, ولقد بدأ الكتاب بأسماء الله تعالى الحسنى وبيان حظُ العبد من كل اسم من هذه الأسماء التى قال تعالى عنها "وَلِلّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا" (الأعراف 180) وكل من دعا بهذه الأسماء فى إخلاص ويقين فإن الله تعالى يكرمه بالقَبول ويُفَرِّج همه ويكشف عنه غمه ويجيب دعاه, تحقيقاً لقوله تعالى "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ" (النمل 62) فالله تعالى هو الذى يشفى من الأمراض ويفرج الكروب ويحفظ من أعين الناظرين وقلوب الحاسدين والباغين, وإن نظرة فى فهرس هذا الكتاب تُطْلعنا على الفوائد الجمة التى احتوى عليها, وكلها إما آيات قرآنية أو آثار نبوية أو مجربات رويت عن الثقاة من الصالحين, فمن موضوعاته موضوع الإستخارة, وموضوع إمداد العبد بالقوة الجسمانية والروحية والعقلية, ومن موضوعاته الأمن من الخوف والغرق والسرقة والظَلَمَة, ومنها إبطال السحر والكشف عن وجوده, ومنها الحفظ العام والحماية, وغير هذه موضوعات كثيرة اشتمل عليها هذا الكتاب الذى نَعُدَهُ نفحةً من نفحات مولانا الشيخ مروان, وهى نفحة سعدنا بها فى حياته وما زلنا نستنشق عبيرها بعد وفاته, وإنه لمن البر بشيخنا, أن يعاد طبع هذا الكتاب فى هذا الوقت, ليكون مددًا واصلاً لكل مريد, وهى الطبعة الرابعة, وأن يكون ساعيًا لها الابن العزيز زكريا مروان أحمد مروان أحد أبناء شيخنا البررة, وإذا كانت الطبعات السابقة قد تمت عن طريق جمعية الرملى الإسلامية الخيرية بأسيوط, فإنه لمن حسن الطالع أن تكون هذه عن طريق مسجد الإمام السباعى, مسجد أهل الطريق الخلوتية/الدومية/الرملية/الطاهرية/ العامرية التى نعتز بالإنتساب إليها, وندعو إليها كل محب صادق فى حبه لأهل الطريق, وأختم هذه المقدمة التى أرى أنها طالت بعض الطول بهذه الأبيات من نظم شيخنا العارف مروان أحمد مروان فى مدحه للطريق, طريق العارفين السالكين الواصلين إلى رب العباد, يقول رضى الله تعالى عنه:

Intro Poem


هذا وبالله التوفيق, وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه : محب الأشياخ/ سـعيد القـاضى
خطيب مسجد الإمام السباعى– دار الإفتاء المصرية
القاهرة فى : 5 من ذى الحجة 1424هـ/ 27 من ينــاير 2004 م