رجال الطريقة الخلوتية

أبو بكر بن أحمد الأبهرى: قطب الدين الأبهرى

سيدى العارف بالله تعالى/ الأبهرى القطب رضى الله عنه

 

هو سلطان المحققين، وبرهان المدققين، شاه الطريقة، وقمر الحقيقة سلطان العالم، صاحب الأيدى من قد سمى بـــ(الأبهرى) اسمه الشريف: أبو بكر بن أحمد بن محمد الأبهرى.

 

كنيته: أبو الرشيد،ولقبه، قطب الدين، وشهرته: الأبهرى – نسبة إلى قرية (أبهر) التى ولد فيها، وتقع أبهر بمدينة سمرقند الواقعة في دولة طاجكستان حاليًا, ونشأ وكبر في مدينة مراغة الإيرانية، ثم رحل لأجل العلم إلى دولة أذربيجان وأخذ العلم عمن بها من العلماء بعد أخذه العلم فى البداية فى مدينة  سمرقند,  ولما حصل العلم فى أذريبجان، رحل أيضًا وهاجر إلى بغداد.

 

        وكانت بغداد مركزاً للعلوم الإسلامية، ثم التقى بالشيخ البهى أبو النجيب السهروردى وأطلعه على  أسرار علمه المكنون ثم أذن له بالإرشاد، وكان في عصر قطب الدين الأبهرى رجل آخر يطلق عليه قطب الدين الفوقانى الطنطاوى المصرى، وكان الإثنين على درجة كبيرة من العلم الظاهر والباطن، ولذا يطلق على شيخنا: الأبهرى تارة, وتارة أخرى: الأبحرى, لتبحره في العلوم، وصنف كتبًا كثيرة، ويعتبر الشيخ قطب الدين هو مؤسس الطريقة الأبهرية، وصاحب مكانة كبيرة بها ولما أتم السلوك، وشرب من كأس الصفاء، أذن له شيخه أبو النجيب بالإرشاد، وسافر إلى الشام، وانتهت إليه الرئاسة بهذا الشأن، واجتمع عليه الأحباب والمريدون.

 

من أقوال شيخنا أبو بكر محمد بن أحمد الأبهرى:

 

--- الذاكر إذا فنى فى الله عن كل شيء، يفنى عن الذكر اللسانى ويشاهد فيه بالعناية بقاء المذكور، ويحيى بالحياة الطيبة ويسير مع الله وفى الله.

 

وقال أيضًا: فر من البنيوية إلى مقر الكينونية، استطب المهالك فيما يخطب من الكريم المالك، وريب الغلو وارغب العلو، تحمى من الصدود وتشاهد المشهود.

 

من مناقب الشيخ قطب الدين الأبهرى:

 

ما يروى عنه أنه عندما كان في دمشق, مرض فذهب إلى البيمارستان مثل أى شخص يمرض، وفي تلك الحالة، كان أهل دمشق يشكون الجوع والقحط، ففروا إلى الخروج إلى الصحراء، والدعاء، والابتهال إلى الله تعالى، لكى يرفع الغمة، وينعم عليهم بالمطر ويقول شخص ممن كان مع هؤلاء الأشخاص: كنا قد خرجنا إلى الصلاة – صلاة الاستسقاء – وبعدما فرغنا من الدعاء، غابت الشمس، وتجمعت السحب، ولكن هبت الرياح الخفيفة دون أي مطر، وعادت الشمس من جديد في الإشراق، فرجعنا إلى ديارنا ونحن في الطريق إلى المنازل قصدت الشيخ قطب الدين أزوره في المستشفى، وأسأل عنه، أطمئن عليه ويدعو إلىَّ بالخير، فذهبت إليه، وبعد أن سلمت عليه وصافحته، قال لى: يا فلان, أكنت مع الناس في دعاء الاستسقاء؟ فأجبت نعم، فرد الشيخ قائلاً: اعلم تمامًاً أن الدعاء بلا إخلاص ينتج سحب بلا مطر، فقلت له: يا شيخى، ماذا كان سيحدث لو دعوت للفقراء، والغرباء بدعاء الخير؟ فقال لى الشيخ: أعلمك أن القلوب في الدنيا تقضى على فرقتين وعليهما تكون سعادتها الفرقة الأولى: كانت دائمًا فى اشتياق إلى الحياة الأخرى، وهم الفرقة الذين لا يرتبطون بعلاقة مع الحياة الدينية أو الدنيوية.

 

        أما الفرقة الثانية: فهى الفرقة التى تعمل بالعلم التي تعلمته أرفع وأقيم من العمل الذى قام به الشخص راغبًا فى الآخرة، فعمل واحد أعلى من ألف قول، وقول الشخص الذى لا يعمل يشبه الخرزة التى لا قيمة لها ولا تساوى شيئًا, أما كلمة العالم الذى عمل بالعلم، فهى تشبه جوهرة ثمينة لا تقدر بمال, والجوهرة حتى ولو كانت في قدم جمل فهى جوهرة، أما الخرزة حتى لو علقت على رأس جواد فهى خرزة بسيطة.

 

وفاة سيدى قطب الدين رضى الله عنه:

     بعدما ذهب إلى دمشق (الشام) حيث عمل بالإرشاد هناك ردحًا من الزمن، ترك الشام وذهب إلى خوارزم، وكان في هذه المدة يسيطر المغول على البلاد الإسلامية ترك الشيخ خوارزم وذهب إلى مدينة – نيسابور – مع السلطان محمد شاه سلطان خوارزم، ومكث هناك بقلعة– مازندران– إذا بالمنية توافيه في السنوات التي تمت فيها محاصرة القلعة من قبل جنود المغول وذلك عام ستمائة واثنين وعشرين 622هـ/ 1225م، لكن قبره في تكيته بالشام  دمشق

 

خلفاء سيدى قطب الدين الأبهرى رضى الله عنه:

 

ترك الشيخ أربعة خلفاء وهم:

 

الأول: الشيخ محمد الفقيه.

 

الثاني: الشيخ محمد المبارك شاه.

 

الثالث: روح الدين الكرماني.

 

الرابع: شيخنا ركن الدين السنجاسى، وهو فرع مشايخنا

 

 رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

 

 

وقو بـــ(((ركن الدين وهو محمد)))   ***   وبالسيد الشيرازى يارب ديننا