رجال الطريقة الخلوتية

عبد الجواد بن حسين المنسفيسى

الواحد والأربعون

فضيلة الشيخ/ عبد الجواد المنسفيسي رضى الله تعالى عنه

 

رقمه في السلسلة

:

الواحد والأربعــــون 41

الاسم

:

عبد الجواد بن حسين المنسفيسي

اللقب
 

:

أبو الإرشاد

الكنية
 

:

--

الشهرة
 

:

المنسفيسي

تاريخ محل الميلاد

:

1254هـ ملطية – مغاغة – المنيا

مدة عمره
 

:

92 عاماً

تاريخ ومحل الوفاة
 

:

كوم عواجه – ديروط 1346 هـ– أسيوط

 

في رحاب النظم

 

في المنحة الربانية:

وبالقطب من عم الوجود بسره

 

وقام على نشر الطريق فأحسنا

هو المنفسيسي الذي ذاع فضله

 

ومن ساس بالشرع القويم أمورنا

في سلسلة المنسفيسي:

بالقطب ذي التصريف حبر زمانه

 

عبد الجواد المنسفيسي الأوحد

 

 

 

سيدي أبو الإرشاد

عبد الجواد بن حسين المنفسيفسي

رضى الله تعالى عنه

 

أولاً التعريف به رضى الله تعالى عنه:

        هو القطب الغوث الكامل الصديق أبو الإرشاد أبو الأنوار الحسيب النسيب مولاي (السيد[1]) عبد الجواد المنسفيسي ينتهي نسبه من جهة أبيه إلى سيدنا الحسين بن السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك شريف من جهة أمه.

 

        ولد عليه سحائب الرحمة والرضوانسنة 1254هـ بقرية ملطية - مركز مغاغة – محافظة المنيا، من الصعيد بمصر.

 

        ولد شيخنا بعدما أنجب ابوه قبله ثمانية لكن الله لم يشأ أن يعيش واحد منه الثمانية، فماتوا في المهد، حتى منّ الله تعالى على أبويه بمولود ذي بهجة وسرور فبعد صبرهم على قضاء الله تعالى عوضهم بمن به تحيا الأرواح وتغذى القلوب فبعد مجيئه آنس وحشتهما وأقر عينهما، فلما تم عمره خمس سنوات 1258هـ زمن حاكم مصر سعيد باشا[2] إذ وضع قانوناً نصه: يحبس أولاد الأعيان وفاء لفرائض الحكام، فسجن ومكث في سجنه ثلاثة شهور ثم خرج حتى جاء الأمر بالسجن مرة ثانية ومكث فيه شهرين ثم أفرج عنه.

 

        ثم لما اشتدت الضائقة بالناس وظهر شيطان الجور متعسفاً طار الناس من أمام الظالمين فرحل والد الشيخ وأهله إلى قرية الشيخ إبراهيم وهي من قرى  مركز بني مزار – المنيا، حيث بها أخواله، وهناك ارتاح إلى الإقامة ورغب في الاستيطان.

 

ثانياً: المرحلة الثانية التعليمية الأولى:

        أرسله والده لحفظ القرآن الكريم وهو إذ ذاك أبن ثمان سنوانت سنة 1262هـ ولم يزل مجداً مجتهداً حتى أتم حفظه واستكمل أحكامه.

 

ثالثاً: المرحلة الصوفية:

        لما شاء الله بهذا الشيخ عالي المقدار دخول حضرة الأطهار والشرب من مشربه قصد سيد الشيخ المحفوف بالأمان سيدي الشيخ عبد السلام الخلوتي[3] عليه سحائب الرحمة والرضوان فأخذ عليه العهد وتلقى الطريق، ولم يسجل المصدر الذي بين يدي مكان الأخذ، وكان سيدي عبد السلام خليفة البطل العارف بالله القطب سيد أحمد ابو الليل رضى الله تعالى عنه.

 

        فدخل الطريق وجهد واجتهد في السير لكي يفوز بالرحيق، قطع الأسماء السبعة في سبعة شهور، وهذا من التوفيق والمدد الوفيق، فقصد به سيدي عبد السلام شيخه سيدي أحمد ابو الليل فجدد العهد عليه، أي سيدي عبد الجواد على الشيخ أحمد أبو الليل، وأمره بدخول الخولة وسنُّه إذا ذاك ثلاثة عشر سنة سنة 1267هـ فسارع إلى تنفيذ الأمر وذهب إلى خادم المسجد الذي به تلك الخلاوي يخبره بأمر الشيخ ويطلب منه الخلوة، نظر إليه الخادم المحترم الأمين وصعد فيه بصره وقا له: أرجع يا بني إلى أهلك فأنا لست قادراً على فهم الأمر الذي تقوله، ومن المؤكد أنك لا تدرى هول الذي تطلب، فأصر الشيخ عليه رحمة الله على تنقيذ ما أُمر به، وبعدما لم يجد سيد الشيخ حيلة رجع إلى شيخه وأخبره بما حدث غضب الشيخ غضبة شديدة وأمر بطرد الخادم، وأرسل مع رسوله بذلك، حينئذ دخل شيخنا عليه الرحمة والرضوان الخلوة؟ وأما الخادم فاستغفر سيده وأناب فصفح عنه وروجع إلى علمه.

 

        واستكمل سيدنا المنفيسي مدة الخلوة، وخرج منها موفوراً بالعطاء من رب كريم وقصد سيدنا عبد السلام يستأذنه في الخروج إلى الناس لنشر الطريق فعاتبه رضى الله تعالى عنه ، وأبره وأكرمه وأبى عليه ذلك، ثم نبهه إلى أن أمامه مرحلة الأزهر وأن العلم فريضة أوجب أن تكون للعمل الذي يريده والطريق الذي يجب السير فيه وكان ذلك، فقصد الأزهر، وهو في سن الرابعة شعر من حياته 1268هـ وقضى به سبع سنين 1273هـ، وهذه المدة التي قضاها شيخنا في الأزهر الشريف، كان شيخ الأزهر إذ ذاك هو الشيخ/ إبراهيم محمد الباجوري، وهو شافعي المذهب[4]، ولم أقف على من تتلمذ عليه الشيخ، وكان الشيخ في الأزهر معلماً متعلماً وطالباً مطلوباً ومرشداً مسترشداً، لا يترك فرصة دون أن يعمل على ترغيبن مريد او تسليك طالب..

 

        كان عليه الرضوان محبوباً من جملة معارفه – وكافة أخوانه قد افتتن به رفاقه وتعشقه أصحابه، وكان قد ارتوى من علومه يريد الرجوع على أهله بعد هذا الزمن الطويل؛ فرجع للشيخ وطلب منه صاحب عزيز أن يزور بلده فلم يبخل رضى الله تعالى عنه عليه بما طلب وأراد، وقد تنقل شيخنا غلى أماكن كثيرة لنشر العلم والطريق ولهداية الناس.

 

        فذهب إلى قرية أم دومة – مركز طما بسوهاج، ومكث فيها ثلاث سنوات 1276هـ، وكان فيها أول الجد في السير، فقام هناك مؤذناً في الناس يدعوهم إلى سبيل الهدى وقد عرف بلين الكلام وسحر البيان وقوة البرهان، فتبعه خلق كثير وعاهده على التقوى عالم جم غفير، ثم تزوج هناك ورزق بولد مات طفلاً.

 

        ثم انتقل إلى أمشول بأسيوط لنشر الطريق وتزوج هناك ولم ترزق منه بولد ومكث حتى جاء امر الرحيل فطلقها وذهب إلى منسفيس بمحافظة المنيا، وأقام الشيخ في منسفيس ثمانية عشر سنة 1294هـ، وتزوج خلال هذه المدة ورزق بابنه محمد، وفي نهاية هذه المدة قامت الثورة العرابية وذهب الشيخ مجاهداً ورجع الشيخ على أهله بمنسفيس ثم رحل منها إلى بني زيد بمنفلوط بمديرة أسيوط وأقام بها ثلاث سنوات 1297هـ.

 

        ثم عاد منها إلى بلده ريد بمديرة المنيا، وبنى بها منزلاً وتوفيت هناك زوجته، ثم جاءه الأمر بالرحيل فسافر إلى قرية كوم عواجه، وهي بلد في سفح الجبل الغربي من مركز ديروط بمحافظة أسيوط، وكان ذلك سنة 1298هـ وكان هذه البلدة إذ ذاك قطعة عذاب وبؤرة إجرام فمنذ ان دخل شيخنا فيها تغيرت الأحوال والطباع وذهب الشيطان مدحوراً وتعطرت الأرض بذكر الله تعالى.

 

        فأقام الشيخ يدعوهم إلى طاعة الله وإلى الصلح بينهم وإلى ذكر الله تعالى فاتحاً قلوباً أغلقت عن الهدى والرشاد مسرعاً وراء نفوس جامحة عادية في أذية العباد.

        اقام شيخنا في هذا البلدة وبنى بها مسجداً ومنزلاً، ثم أوقف ثلث ما خلفه من أملاك ليصرف إيرادها للمسجد المذكور وللمضيفة، وأقام نجله السيد محمد ناظراً على هذا الأوقاف وانتقل إلى رحمة الله تعالى في هذه البلدة ودفن بها.

 

ومن كرامات شيخنا المنفسيفسي رضى الله تعالى عنه:

        أنه حدث أمر اصعب للغاية ألا وهو: قتل قتيل أمام دار شيخنا المنسفيسي عليه رضوان الله تعالى، بالليل وفي الصباح، رآه الناس، واتهم الشيخ بقتله، ولما قُتل القتيل قطعت رأسه ورميت في مكان ما، فأمر الشيخ أن يبحث الناس عن رأس القتيل، فوجدوا الرأس فأمسكها الشيخ ووضعها في مكانها، وقل للقتيل من قتلك يا هذا؟ قال: قتلني فلان، فظهرت براءة الشيخ، من القتل، وزاد الناس فيه اعتقاداً.

 

وللشيخ أكثر من ذلك، لكن هذا ما يحضرني الآن:

 

وفاة الشيخ المنسفيسي رضى الله تعالى عنه ومكان قبره:

        بعد الكفاح المستمر في نشر الدعوة ونشر أنوار التصوف أتته المنية في بلدة كوم عواجة – مركز ديروط – أسيوط وفي عام ست وأربعين بعد الثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية 26 صفر 1346هـ.

 

وقبره هناك بجوارنه ابنه محمــد[5].

بعض خلفاء الشيخ رضى الله تعالى عنه:

1.  الشيخ عبد الجواد الدومي.

2.  الشيخ هارون بن السيد عاشور.

3.  الشيخ محمد بن عبد الجواد المنسفيسي.

وله غير ذلك من الخلفاء ممن لم اقف على اسمائهم رضوان الله عليهم.



[1] - لقب لكل شريف في زمنه وصار اليوم لقب لكل موظف. وأبو الإرشاد لقب قبله شيخنا أحمد الصاوي

[2] هو: محمد سعيد باشا بن محمد عل باشا تولى مصر مصر بن أبن أخيه عباس باشا بن طوسن باشا بن محمد علي باشا توفي بالإسكندرية ودفن في مسجد نبي الله دانيال على نبينا وعليه الصلاة والسلام أ.هـ الخطط التوفيقية الجزء الأول ص193.

[3] - مدفون في بني مزار – المنيا – وقد جدد نجله الحاج محمد له مقام وساحة تقام فيها الأذكار فبارك الله فيه.

[4] - الأزهر جامعا وجامعة أو مصر في ألف عام (محمد كمال السيد محمد المحامي) طبع 1406 هـ - 1986م.

[5] - المرجع: كتاب القول المفيد في علم التوحيد، للشيخ المنسفيسي – الطابع محمد حماد.