رجال الطريقة الخلوتية

حبيب بن محمد العجمى

 

سيدى الشيخ/ حبيب العجمى رضى الله عنه

         هو سيدى الشيخ/ حبيب بن عيسى بن محمد العجمى, اسمه حبيب ولقبه الأعجمى, وكنيته أبو محمد، وقيل أبو مسلم, من أهل دولة إيران، ثم سكن مدينة البصرة وكان مجاب الدعوة، حسن التربية والسياسة, وافر الهمة والرياسة محافظًا على الخلوة لاكتساب الجلوة.

 

ولد في دولة إيران، الفرس قديمًا، ونسبه لأنه من أهل فارس وهم يتكلمون بالفارسية فيطلق عليهم عجم والعجمي يطلق على من لا يتكلم العربية.

 

كان رضى الله عنه من التجار الأغنياء، محبًا لجمع المال من حلاله وحرامه، شديدًا في طلب المال، لا يترك حقه عند أحد مهما كانت أحواله.

 

سبب توبته:

شاء الله تعالى أن يخرجه من حال البعد إلى حال القرب، فحضر مجلس سيدى الحسن البصرى بالبصرة، وهو غافل لا يلتفت إلى شىء مما يقوله الحسن، إلى أن التفت إليه الحسن رضى الله عنه يومًا فوعظه فأثر كلامه فيه، فخرج عما كان يملك, وجدَّ واجتهد، وأقبل على الله تعالى.

 

لقي الحسن البصرى وروى عنه, وابن سيرين وروى عنه، وجميع الأدلة والبراهين تؤيد لقاءه بالحسن البصرى.

 

بعض أقوال سيدى حبيب العجمى رضى الله عنه :

قال إن الشيطان ليلعب بالقراء كما يلعب الصبيان بالجوز، ولو أن الله تعالى دعانى يوم القيامة، فقال: يا حبيب. قلت لبيك. فقال: جئنى بصلاة يوم، أو ركعة، أو سجدة أو تسبيحه أبقيت عليها من إبليس ألا يكون طعن فيها طعنة فأفسدها، ما استطعت أن أقول: نعم يا رب.

وكان يخلو فى البيت فيقول: من لم تقر عينه بك، فلا قرت ومن لم يأنس بك فلا أنس.

وقيل له: ما بالك لا تضحك ولا تجالس الناس، ولا نراك أبدا إلا محزونًا؟ فقال أحزننى شيئان: وقت أوضع فى لحدى وينصرف الناس عنى، فأبقى تحت الثرى مرتهنًا بعملى، ويوم القيامة إذا انصرف الناس عن حوضه عليه الصلاة والسلام، فإنه بلغنى أنه يلتقى الرجل بالرجل فى عرصة يوم القيامة، فيقول له أشربت من الحوض؟ فيقول لا: فيقول: واحسرتاه: فأى حسرة أشد من هذا؟

 

وسئل: فيم يكون رضاء الله؟ فقال: فى قلب ليس فيه غبار النفاق.

ومما يدل على مكانة الرجل: أنه تصدق فى بداية إقباله على الله بأربعين ألفًا في أربع دفعات، تصدق بعشرة آلاف فى أول النهار، فقال يا رب اشتريت نفسى منك بهذا، ثم أخرج عشرة آلاف أخرى، فقال: يا رب هذه شكرا لما وفقتنى له، ثم أخرج عشرة آلاف أخرى، فقال: ربى إن لم تقبل منى الأولى والثانية فاقبل منى هذه, ثم تصدق بعشرة آلاف أخرى، فقال: رب إن قبلت منى الثالثة فهذه شكرًا لها.

 

بعض من كرماته رضى الله عنه:

أن رجلاً شكا له دَيْنًا فقال: اقترض وأنا أضمن, فضمن فطلب عند الاستحقاق، فقال لرب الدين: اذهب فإن وجدت فى المسجد شيئًا فخذه، فذهب فإذا فى المسجد صرة فيها ذلك وزيادة, وعجنت أمه فذهبت تأتى بنار لتخبزه, فأتاه سائل فأعطاه العجين، فجاءت فقالت: أين العجين؟ قال: ذهبوا يخبزونه, فأكثرت عليه فأخبرها، فقالت: لابد شيئ نأكله, فإذا برجل لا يعرف جاء بجفنة عظيمة مملؤة خبزًا ولحمًا، فقالت: ما أسرع ما ردوه عليك, خبزوه وجعلوا معه لحمًا، وكان يحج من بلاد فارس إلى مكة فى الهواء.

 

بعض خلفاء سيدى/ حبيب العجمى رضى الله عنه:

ترك خلفاء كثيرين نذكر منهم:

1-   سيدى/ خليل الكردى المتوفى 133هـ - 570م.

2-  سيدى/ عبد الله المقدسى المتوفى 150 هـ - 767م.

3-  سيدى/ حبيب الراعى المتوفى 150 هـ - 747م.

4-  سيدى/ داود الطائى. وهذا هو فرع سلسة الطريقة الخلوتية.

 

                             رضوان الله عليهم أجمعين