رجال الطريقة الخلوتية

محمد بن عمويه البكرى

سيدى العارف بالله تعالى/ محمد البكرى رضى الله عنه

 

هو شيخ الذاكرين والعاشقين الصادقين، وأستاذ المفكرين في طريق الهدى، أعنى به سيدى الشيخ/ محمد البكرى، قدس الله سره.

 

اسمه: محمد بن عبد الله, الشهير بعمُّويه بن سعد بن الحسين بن القاسم بن النضر بن القاسم بن النضر بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنه، فلذا يقال له (البكرى)، أى نسبه ينتهى إلى سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وفى أهل السلسلة أكثر من واحد يقال له البكرى، مثل وجيه الدين القاضى، عمر البكري، مصطفى بن كمال البكرى الصديقى، يكنى شيخنا المترجم بنجيب الدين، من المعمرين في العمر(أى يزيد عمره أكثر من مائة سنة)، وله صلة قرابة بالشيخ محمد الدينورى(أى الشيخ السابق في السلسلة)، ولد فى القدس الشريف وتربى هناك, تعرف فى شبابه على الشيخ محمد الدينورى فى القدس الشريف، لأن من دأب الشيخ محمد الدينورى أن يسير فى الأرض من أجل العلم والسياحة وطلب بركات الأولياء، وذهبا سويًا إلى الحج ورجعا عن طريق بغداد، وتمت هناك البيعة فى بغداد، ثم أذن له شيخه بالإرشاد، وبدأ بالنصح والوعظ مدة عشر سنوات بأمر شيخه.

 

من مناقبه رضى الله عنه:

أنه كان يعرف حال المنضمين إلى جماعته، وجاء الناس أفواجًا أفواجًا، وبدأ فى إعطاء البيعة لمن يراه يستحق.

 

والجدير بالذكر بخصوص سند الشيخ/ محمد البكرى رضى الله عنه وقدس الله سره, أنَّ عددًا كبيرًا من أهل التصوف ذكروا أن الشيخ محمد البكرى أخذ من الشيخ محمد الدينورى, وهؤلاء هم: الشيخ الدرديرى فى (تحفة الإخوان صـ 24), والشيخ الشبراوى فى(ختم الصلاة صـ 12)، و(شرح ورد السحر)، له أيضًا صـ76, والشيخ إسماعيل بن عبد الله المغربى الصاوى، فى(مجموع الأوراد صـ103), والشيخ السباعى فى(توسله صـ96), و(مجموع الأوراد للطريقة الجودية الخلوتية صـ101) ، والشيخ الجنيد الميمونى فى(شرح الصلوات والمسبعيات صـ107)، والشيخ مصطفى البكرى فى(رسالة كسوة الخلوتية), وفي كتابه(نظم القلادة صـ122), والشيخ السمنودى فى(تحفة السالكين صـ5), والشيخ حسن بن شمه فى(نظمه المسمى القلائد الجوهرية), و(رسالة فى ذكر الله) مجهول مؤلفها صـ16, والشيخ عمر الفؤادي فى كتابه(مناقب العارف بالله شعبان القسطمونى صـ29)، وغير هؤلاء من وقفت على مصنفاتهم وكتبهم يذكرون: أن الشيخ محمد البكرى أخذ من شيخه محمد الدينورى, لكن بجانب هذا العدد المهول الكبير, نجد طائفة من أهل التصوف قالوا: أن الشيخ محمد البكرى أخذ من شيخه أحمد أسود الدينورى, وعلى رأس هؤلاء هو الشيخ القشانى في كتابه(السمط المجيد صـ65), والشيخ كمال الدين الحريرى فى كتابه( تبيان وسائل الحقائق فى بيان سلاسل الطرائق، جـ1 صـ33), وصاحب(رسالة الشجرات الأربع عند ذكر شجرة السُهروردية)، وغير هؤلاء.

 

من كرامات سيدى محمد البكرى رضى الله عنه:

- عندما كان الشيخ يعظ الناس, وكان مجلس العلم على الدرجة’ لدرجة أنه كان لا يجلس فيه ولا يشارك إلا زمرة التائبين المعفو عنهم حتى أن الكافر يصير مؤمنًا، والمسلم المنكر يصير مؤمنًا, وفى أثناء هذه  الجلسة المباركة قام أحد الجالسين وقال: أيها الناس لا  تحرموا أنفسكم من الرحمة, ولا تذهبوا من الدنيا بكثرة الذنوب، لأنكم داخل هذا المجلس وحيثما كنتم داخله، تكونون داخل الإسلام، لقد جاء وقت الوصول للعزة، وعلى الفور وفى تلك اللحظة وينور بصيرة الشيخ محمد البكرى، وقف الشيخ البكرى على قدميه وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، مرحبًا بك فى الإسلام، وأسلم الرجل، وبايع الشيخ، وتلقى منه الإرشاد وظل في خدمة الشيخ، وزهد, وسبب ذلك أن هذا الشخص، لما سمع بحال هذا الشيخ وأنه صاحب كشف، جاء لهذا المجلس لكى يعرف هل يكشف أم لا؟

 

- فى نهاية عمره ذهب إلى الحج، وزار الروضة المطهرة (روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة)، ودعا بهذا الدعاء: لقد تمنيت حضورى ووصولى لحضرتكم وكان هذا من نصيبى، فليكن نصيبك أنا؟ فتلقى الجواب: ارجع إلى محل ميلادك فى القدس، ويجب أن يكون قبرك هناك، وفعلاً لما عاد الشيخ من الحج إلى القدس توفى عند وصوله إليها, ويبدو والله أعلم أن الشيخ تمنى أن يموت في المدينة لكى يكون قريبًا من حضرة النبى صلى الله عليه وسلم, لكن الله لا يريد ذلك، فجاءه الجواب من الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، بأنه يموت فى بلده القدس الشريف.

 

خلفاء سيدى محمد بن عمويه البكرى رضى الله عنه:

المصدر المترجم الوحيد لم يذكر له خلفاء، إلا أن أهل سلاسل الخلوتية، قالوا: له خلفاء، منهم:

الشيخ القاضى وجيه الدين

فعليه من الله تعالى الرحمة الواسعة.

 

بِحَقِّ وَجِيهِ اْلِّدينِ مَوْلاىَ رَقِّنَا                ومِنْ عُمَرَ الْبَكْرِىِّ يَا رَبِّ أَدْنِنَا