رجال الطريقة الخلوتية

عمر بن محمد القسطمونى: عمر الفؤادى

العارف بالله تعالى سيدى الشيخ/ عمـــر الفــــؤادى

رضى الله عنه

 

هو: سلطان المقربين, ومقدم العارفين, أمير الكاملين, وحاكم ميدان المعانى، من له الفضل السامى أعنى به عمر الفؤادى، قدس الله سره العالى. 

 

اسمه: عمر بن حسين خليفة، وفى كتاب هدية العارفين، أن اسمه: عمر بن محمد القسطمونى، الرومى الحنفى الشعبانى، المتخلص بفؤادى، أى المشهور بعمر الفؤادى، من عرفاء وفضلاء الطريقة الشعبانية.

 

ولد ببلدة– قسطمونى– بدولة تركيا، وجمع بين العلوم الظاهرة والعلوم الباطنة, وبلغ غاية ما بعدها غاية فى علمه وفضله، وكيف لا، وهو الخليفة الأعظم للشيخ محيى الدين القطسمونى– والذي قام مقامه في مشيخة السجادة– شيخ عام– بالتكية الشعبانية، بقطسمونى وظل شيخًا للطريقة ثلاثة وثلاثين عامًا نهض خلالها بخدمة المتصوفة.

 

بداية حياة شيخنا عمر بن محمد الفؤادى رضى الله عنه:

يقول فضيلته عن نفسه: هذا المسكين، أى الشيخ عمر، عمدت إلى الزحام، واشتغلت بقوة علم الفقه وهيئة الخطابة، كاتبًا لدى المفاتى– جمع مفتى – أى كاتب للمفتى فى جامع حضرة الشيخ شعبان بقسطمونى سبعة عشر عامًا، بعدها صار معلوم لدى كمال وأحوال حضرة محيى الدين أفندى, ولما ظهر فى مرآة القلب، أن الفساد سوف ينتشر فى زماننا، وتظهر الفتن، جثوت أمام أستاذ العشق فى تكية الإرادة، وخلوة الخلوص.

       

ولأن العزيز– الولى– كان  أيضًا مرشدًا، فقد تيسر لى التكميل ولله الحمد، ولم يكن العزيز يتخلى عن الطالب الصادق الذى يجلس إليه، بل كان يجعله من الفرسان والمتقلدين للسيوف والضاربين بالمدافع فى الميدان أ.هـ

 

مراحل سيره فى التصوف:

فى بداية مراحل شوقه لأهل التصوف، طلب من يرشده وزادت عليه تباريح العشق فقدم إلى الشيخ الحاج ده ده قدس الله سره من خلفاء الشيخ شعبان أفندى، يسأله الإرشاد فأظهر له عجزه وقال: أنه لا يتأتى بسرعة, وينبىغى عليك المكث لفترة، فيأس منه الشيخ عمر الفؤادى وتركه، وذهب إلى الشيخ همت أفندى- من خلفاء الشيخ نور الدين زاده.

 

ولما أخبره بحاله، أظهر هو الآخر عجزه، فاشتدت الجذبة الإلهية على شيخنا عمر الفؤادى وكأنه أصابه مس، فمضى إلى الشيخ محمود أفندى ابن الشيخ السلطان– بكلى– فى جبل الغاز، فأظهر ذلك الشخص عجزه فبلغ بالشيخ عمر اليأس ذروته.

 

وفي هذه الحالة الصعبة الشديدة, ارتحل إلى دار البقاء الشيخ خير الدين القسطمونى، من خلفاء الشيخ شبعان القطسمونى، وقام مقامه فى الإرشاد الشيخ عبد الباقى الاسكلينى، من خلفاء مولانا الشيخ شعبان أيضًا، فمضى إليه شيخنا عمر الفؤادى فأظهر الشيخ عبد الباقى عجزه، لكن شيخنا عمر لم يتركه بل بايعه فى التو والحال، ومكث عنده بالتكية مداومًا على الرياضة والمجاهدة، وشرف بخدمته ثلاثة أعوام بعدها، ثم ارتحل الشيخ عبد القادر إلى دار البقاء، فقام مقامه فى المشيخة فضيلة شيخنا محيى الدين القسطمونى, وعندما تحركت رياح العشق ثانية فى نفس الشيخ السلطان عمر الفؤادى، أسرع إلى الشيخ محي الدين وبايعه، واستمر في خدمته زمنًا طويلاً.

 

مؤلفات شيخنا عمر الفؤادى رضى الله عنه:

منح الله تعالى شيخنا عمر الفؤادى العلم والفهم، فكتب بالعربية والتركية والفارسية، ويقول العبد الفقير الحقير جامع هذا الرسالة(جامع هذه الرسالة هو صاحب الفضيلة الشيخ/ السيد إبراهيم الغريزى- من محافظة سوهاج- مصر): رأيت مجموعة كبيرة منها بعين رأسى فى دار الكتب المصرية قسم المخطوطات أظهرها الله تعالى وها هى:

1- مناقب بير ولي حضرة شعبان.

2- ترجمة معيار الطريقة.

3- وقعات.

4- مقالة توثيقية ورسالة التوحيدية.

5- ديوان شعر تركى.

6- بلبلة منظمة تركية.

7- بندامة فى النصائح.

8- مصلح النفس.

9- تعريفات علم النحو.

10- تربة نامة.

11- رسالة الشوقية فى دروان الصوفية.

12- رسالة العسلية.

13 - رسالة الكاملية.

14- روضات العلماء وجنات العرفاء. 

15- شرح ورد الستار (تركى).

16- مقالة الصدقية ورسالة الدرية.

17- مقالة الفردية ورسالة وردية.

18- شرح رسالة زنبيلى على أفندى فى حقى.

19- سلسلة نامة.

20- مثلثات طاسية.

21- بيان أسرار الوضوئية، وغير ذلك.

 

وهذه الكتب مجموعة كبيرة منها في دار الكتب المصرية قسم المخطوطات – قسم تركى– وجزء منها كبير في مكتبة السليمانية استانبول– تركيا.

 

وقد جمع خليفته، فضلية الشيخ إسماعيل الجورومى قدس الله سره، بعض مناقب شيخه عمر الفؤادى فى جزء صغير جدًا، ومنه نسخة مخطوطة فى دار الكتب المصرية، ولله الحمد عندى من هذه المناقب ورقات، بعضها بالعربى وبعضها بالتركى.

 

بعض خلفاء شيخنا عمر الفؤادى رضى الله عنه:

الأول: الشيخ إسماعيل الجورومى العلمى. وهو فرع مشايخنا رضوان الله عليهم.

الثاني: الشيخ صنع الله الطرنوى.

الثالث: الشيخ إسحاق الجورومى.

الرابع: الشيخ علي الطوسيوى.

وغيرهم من المشايخ الكرام

رضوان الله تعالى عليهم أجمعين