SHK Marwan الشيخ مروان احمد
Alshak Marwan
الأسوة الحسـنة برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بسم الله الرحمن الرحيم
التقديم
"Alahzab_41_42"
(الأحزاب: 41, 42)

الحمد لله الذى جعل ذكره زاد المؤمنين, ومناجاته غذاء أرواح المتقين, والالتجاء إليه سعادة الدارين, سبحانه وتعالى يجيب دعوة الداعى إذا دعاه, ولا يخيب رجاء من ارتجاه, اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد الحبيب المحبوب, الشاهد المشهود صاحب المقام المحمود واللواء المعقود الذى أُنزل عليه
"Alabcabut_45"
(العنكبوت: 45),

وعلمنا ما نقول من أذكار فى الصباح والمساء, والقيام والركوع والسجود, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين, وبعد
فلقد كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) متصلاً بربه صلة عبودية وحب, والله سبحانه وتعالى متصلاً بالرسول صلى الله عليه وسلم صلة عناية ورعاية وتوفيق, وللوصول إلى هذه الصلة أرشدنا الله عز وجل بقوله
"Alahazab_21"
(الأحزاب: 21),

كما أمرنا أن نأخذ منه ما أتانا, وأن ننتهى عما نهانا عنه, فقال سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز
"Alhasher_7"
(الحشر: 7),

وكان الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فى جميع أحواله- حركة وسكونًا, إشارة ونطقًا, قلبًا وقالبًا- ذاكرًا لله سبحانه وتعالى, تنام عيناه ولا ينام قلبه, وقد سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها عن ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأجابت: كان يذكر الله على كل أحيانه
إن الله سبحانه وتعالى خلقنا من العدم, لم يخلقنا عبثًا ولن يتركنا سدى, بل خلقنا لكى نعبده جل وعلا ونعمل على طاعته وتسبيحه وحمده, فقد قال سبحانه وتعالى
"Alzariate_56"
(الذاريات: 56),

وقال تعالى
"Alsraa_44"
(الإسراء: 44),

ولهذا فالإنسان أحرى به أن يدوام على التسبيح والذكر ليل ونهار, فمن ذكر الله سبحانه وتعالى ذكره الله, فقد قال تعالى
"Albacara_152"
(البقرة: 152),

ومن دعاه أجابه فقال سبحانه وتعالى
"Gafer_60"
(غافر: 60),

ومن شكر الله زاده من نعيمه, فقال تعالى
"Ibrahim_7"
(إبراهيم: 7),

ومن استغفر الله غفر الله, فقال الغفور الرحيم
"Nuh_10"
(نوح: 10),

وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"(البخارى ومسلم).

ويقول النبى(صلى الله عليه وسلم): "مثل الذى يذكر ربه والذى لا يذكر ربه مثل الحى والميت"(البخارى)

وقال رجل للنبى(صلى الله عليه وسلم): يا رسول الله, إن شرائع الإسلام قد كثرت علىَّ, فأخبرنى بشئ أتشبث به, فقال(صلى الله عليه وسلم):"لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله تعالى"(الترمذى)

وقال النبى(صلى الله عليه وسلم): "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدى بى, وأنا معه إذا ذكرنى, فإن ذكرنى فى نفسى ذكرته فى نفسى, وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه"(البخارى ومسلم)

وقد أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمُحْدِث والجُنُب والحائض والنفساء وذلك فى التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) والدعاء وغير ذلك, ولكن قراءة القرآن حرام على الجُنُب والحائض والنفساء سواء قرأ قليلاً أو كثيرًا حتى بعض آية, إلا إذا لم يقصد به القرآن كقوله فى الدعاء
"Albacara_201"
(البقرة: 201),

وكذلك لمس المصحف أو حمله ولو فى وجود حائل حرام على الجُنُب والحائض والنفساء, ويجوز له النظر فى المصحف وإجراء القرآن على القلب من غير لفظ

ولقد كتب العلماء رضوان الله عليهم فى كل عصر وجيل كتبًا كثيرة, تضم بين دفتيها أذكار الصباح والمساء لذكره سبحانه وتعالى والاستعانة بهذه الأذكار فى دفع الهموم والكروب, وهى بأسانيد مطولة وغير ميسرة لعامة الناس, خاصة وأن أحوال الناس تختلف من عصر إلى عصر ومن زمان إلى زمان

لذلك رأى شيخنا العارف بالله تعالى فضيلة الشيخ/ مروان أحمد مروان رضى الله عنه شيخ الطريقة الخلوتية الرملية, أن يعد هذا الكتيب الصغير الحجم, العظيم الفائدة بأسلوب سهل وميسر, ليسهل على العامة والخاصة ما يعينهم على ذكر الله سبحانه وتعالى فى جميع أحوالهم, وما يدفعون به همومهم وكروبهم تأسيًا بالحبيب الأعظم(صلى الله عليه وسلم)

والكتب المنقول منها هذه الأحاديث المذكورة فى هذا الكتيب, وضعت فى الهامش, وذلك تيسيرًا على من أراد معرفة إسناد الحديث أو أراد العودة إلى مصدر الحديث

وهاهو ذا الكتيب بين يديك لتطالعه, ويشمل كل ما يحتاجه المسلم من أذكار وأفعال فى جميع أحواله فى حِلِهِ وترحاله, أسوة بأفعال وأقوال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المحققة فى كتب السنة المذكورة آنفًا

نرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفع به المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها, وأن يكون السبيل للسعادة فى الدنيا وزادًا للآخرة, وأن يطيل فى عمر شيخنا بدوام الصحة والعافية, وأن يمدنا بمدده وأن يجمعنا به ومعه فى جوار الحبيب المصطفى(صلى الله عليه وسلم)فى مقعد صدق عند مليك مقتدر

أسيوط: 1998
الفقير إلى الله تعالى
مصطفى محمد سيد خليفة
من أبناء الطريقة الخلوتية الرملية
وكيل معهد فتيات أسيوط الثانوى الأزهرى