SHK Marwan الشيخ مروان احمد
Alshak Marwan
الأسوة الحسـنة برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

قال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه: إنى لا أحمل هم الإجابة, وإنما أحمل هم الدعاء, فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه

كما أن الله تعالى إذا أراد أن يُشبع عبدًا أو يرويه ألهمه أن يأكل أو يشرب, وإذا أراد سبحانه وتعالى أن يتوب على عبدٍ ألهمه أن يتوب فيتوب عليه, وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسرَّه لعمل أهل الجنة, والمشيئة الإلهية اقتضت وجود هذه الخيرات بأسبابها المقدرة لها، كما اقتضت وجود دخول الجنة بالعمل الصالح، ووجود الولد بالوطء، والعلم بالتعليم، فمبدأ الأمور من الله، وتمامها على الله. اهـ

وقال ابن القيم فى(الفوائد): إذا كان كل خير أصله التوفيق, وهو بيد الله لا بيد العبد, فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أُعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يُفتَح له, ومتى أضلَّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجًا دونه. اهـ

وقال فى(عدة الصابرين): من أُعطى منشور الدعاء أُعطى الإجابة, فإنه لو لم يرد إجابته لما ألهمه الدعاء, كما قيل

من جود كفك ما عودتنى الطلبا لـو لـم تُـرد نـــيـل مـا أرجـــــو وأطلبه

وقال فى(الجواب الكافى): من أُلهم الدعاء فقد أُريد به الإجابة, فإن الله سبحانه وتعالى يقول

"Gafer 60"
(غافر: من الآية 60),

وقال تعالى
"Albacara 186"
(البقرة: من الآية 186) اهـ

وأما وجه تقييده، فلابد من العلم أن صور الاستجابة تتنوع، فإما أن يُعطى العبد ما سأل، وإما أن يُصرف عنه من السوء مثله، أو أن يُدَّخر له في الآخرة، فقد قـال(صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا"، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ؟ قَالَ: "اللَّهُ أَكْثَرُ" - رواه أحمد

قال ابن عبد البر في(التمهيد): فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة. اهـ

وقال ابن حجر فى(الفتح): كل داعٍ يُستجاب له, لكن تتنوع الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به, وتارة بعوضه. اهـ

وينبغي أن يُقيَّد ذلك أيضا بخلو الداعي من موانع الإجابة، كأكل الحرام، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستعجال وترك الدعاء، والشك في الإجابة، والدعاء على سبيل التجربة، واستيلاء الغفلة واللهو على القلب والجوارح، والدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم

وسيرًا على منهاج شيخنا العارف بالله تعالى سيدنا الشيخ/ مروان أحمد مروان رضى الله عنه قمنا بطباعة هذا الكتيب للمرة الثانية, ليكون عونًا لنا فى أمور حياتنا

رحم الله تعالى شيخنا وجزاه عنا خير الجزاء, ونفعنا بعلمه فى الدين والدنيا والآخرة, وجمعنا به فى أعلى عليين بصحبة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
راجى رحمة ربه
زكريا مروان أحمد مروان