SHK Marwan الشيخ مروان احمد
Alshak Marwan
وَقْفَةٌ مَعَ النَّفْسِ

 


يا ربُ إنــى قَـدْ أَتَـيْتُ حِـــمَـاكَا           بالذَنبِ مُعْـــتَرِفًا رَجَـــوتُ نِــدَاكَا

وعَـــلِمْــتُ ألا مَــلْجَــأ  أو مهـرَبًا          إلاَّ إلــيك تُجـيبُ مَــنْ نَــــادَاكَــــا

ولَقَدْ وعَدْتَ لِمَنْ أتَى مُسْتَعْتِبًا           عَــفْوًا مَــتى ألْهَـــمْــتَهُ وَدَعَـــــاكَـــا

فَوَقَفْتُ أطْـــمَاعِى عَـــلَى أعْتَابِكُم          بالفَضْلِ قَدْ رُبِّيــتَ ثـُـمَّ  حَــــبَاكَـا

يا مَنْ عَصَيْتَ مُبَارِزًا مَــوْلاكـَـا           ونَسِيْتَ مَـــا مِـنْ فَضْــلِهِ  أولاكَـا

بســــــلاحِــهِ بَــــارَزْتَهُ وعَصَـيْتَه          لَمْ تَخْشَ مِنْ سَــطَواتِـــه  تَغْشاكَا

أَوَ تَسْـــــتَحِى ولَقَـدْ عَلِمْتَ بِأَنَّهُ          بِــــكَ عَــــالِمٌ, لَـكَ سَـامِعٌ  وَيَرَاكَـا

لَوْ شَاءَ يَطْمِسُ أعْيُنًا أو يَمْسَخُ          لَكِنَهُ مِـــنْ فَضْـــــلِهِ عَـــافَـــــاكَـا

ولَقَدْ أَتَـى دَهْــرٌ عَلَيْكَ وَلَمْ تَكُنْ          فَمِنَ العَــدَمِ وبِفَضْــــلِــهِ أَنْشَـــــاكَا

ومِنِ المَهِينِ, وفِـى المَكِـينِ قَــرَارُهُ          أُنْشِــئْتَ فِـى ظُــلَمٍ ومَــا أدْرَاكَــــا

فى لُجَةٍ قَدْ عِشْتَ تِسْعًا غَائِصًـا          للنُورِ مَـا قَدْ أَبْصَـــرَتْ عَيْنَــــاكَـا

مِنْ حَبْلِ سُــرٍّ تَقَذَّى بِخُلاصَــــةٍ          فيها الطَــــعَامُ ومَشَــرَبٌ ودَوَاكَــــا

أَفَلا تَـرَىَ طِـــيْنًا بجِسْمِكَ قَـائِمًا          شَــهِدَتْ عَــنَاصِــرَهُ بِأَصْلِ ثَرَاكَا

وتَفُوحُ مِـــنْكَ رَوَائِـــحُ مَسْـنُونَة          تُنْـبِى عَنِ الأَصْـلِ الدَفِينِ وَرَاكَا

آهٍ لَـوْ أَنَّــكَ قَـدْ نَظَرْتَ لِداخــلٍ          لَتَرى الَّذى مُلِــئَتْ بِـهِ أَحْـشَاكَا

ولَقَدْ خُلِقْتَ مُقَـــوَّمًا, أُعْطِـيتَ           أَحْسَنَ صُورَةٍ رَبِّـــى بِهَا سَوَّاكَا

فَالمُخُ أَحْــــكَمَ رَبُّــــنَا فِـى صُــنْعِـهِ           هُوَ قَـــلْعَةٌ مِنْهَا تُــــدَارُ رُحَـــــاكَا

وعَجِيبُ صُنْعٍ قَــدْ بَـدَا فِى مَسْـ            ـمَعٍ, وَبِنُورِ رَبِّى أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَا

والأَنْفُ تَنْظُــرُ شَكْلُه أُعْـجَوبَةٍ           مِصْـفَاتِهِ مِــنْهَا يَطِـــيبُ هَـــواكَا

جَعَلَ الإِلَهُ لَكَ اللِّسَانَ ومَنْطِقا           وبِضَبْطُ ذَاكَ تَكَــلَفْت شَـفَتَاكَا

ومَعَامِلٌ فى دَاخِلٍ مِثْلُ الكُـلَىَ            ومَخَارِجٌ تُـنَـقِـى صُنُوف أَذَاكَـا

ومَسَامُ جِسْمِكَ والشُعُورِ جَميعُهَا           نِعَمٌ تَفُــوقُ الحَصْـــرَ والإدْرَاكَــــا

والْقَـلْبُ إكْـسِــيرَ الحَـــيَاة يَمُـدُنَا           بِدِمَــائِهِ تُنَقَـــى لَـهَـــــا رِئَـــتَـاكَـــا

آلافُ أَمْـيَالٍ أَمَــــــدَّ شَـــــرَاينًا           تَسْقِى العِظَامَ مَعَ الْشعُورِ دِمَاكَا

غُدَدٌ لِتُفْـــرِزَ بَلْسَـــــمًا وخَــمائرًا           تَحْـمِى الْعَــرِينَ تُقَاتِــلْنَ أَعْــدَاكَــا

ومَنَاعَةٍ لَوْ صُـــنْتها, لَسَلِمْتَ مِنْ           مُتَلَصِـصٍ قَـدْ حَـامَ حَوْلَ حِمَاكَا

ذِى قَطْــرَةٍ مِنْ بَحْرِ مَا أَعْطَاكَهُ           رَبِّـى لِجِسْمِكَ مُحْـكِمًا لِــبِـنَـــاكَـا

لَوْلا جَمِيلِى مُـــذْ خَلَقْــــتُكَ نُطْفَةً           ورِعَــــايَتى لَتَغَـــــيَّرَت دُنْــــيَـــاكَــا

أَنْشَاكَ خَـــلْقًــا آخَــرَ مِنْ  نَفْخَةٍ           فَـتَـــبَارَكَ اللهُ الذِّى أَنْـــشَـــــاكَـا

هَـــذِى بِنَــــايَـــةٌ رَبُّـنَا قَدْ شَـادَهَا           وبِفَضْــــلِهِ مُفْتَـــــاحَهَــــا أَعْطَــــاكَـا

أَنْتَ الأَمِينُ لِسِــرِّها, إِنْ صُنْتَها           أَرْضَـــــاكَ, أَوْ ضَـيَّعْـتَها أَرْدَاكَــا

وهُوَّ الذِّى يَأْتِـى بِرِزْقِكَ كَامِلاً            مِثْلُ الأَجْلِ يَسْعَى إلَيْكَ وَرَاكَا

قَــدْ أَقْسَــــمَ الْرَزَّاقُ أَنَّــك نـَـائِلٌ           حَـتْمًا لَهُ مَا دُمْــتَ فِـى دُنْــيَاكَا

فَإِذَا طَـــعِمْتَ فَرَّبُنَا لَـك مُطْعِمٌ            سَــاقٍ لَنَا, وإِذَا مَرِضْتَ شَفَاكَا

وقَــــدْ اصْـــطَفَاكَ لَكَــى تَكُونَ            جَلِيسَهُ مُتَعَـــبِدًا, بِشَريعَتِه آتَاكَا

وهُوَّ الغَنِّىُ عَنِ الخَلائِقِ كُــلِّهِمِ            هُــوَّ يمْلِكُ الأَمْـــلاكَ والمَلاكَــــا

وبِــهِ عَرَفْـتُ جَـمَالِــه وجَـــلالِهِ            وكَـــمَالِهِ, وبَفَضْـــــلِهِ رَبَّـــــاكَــــا

حَــتَّى تَكُـونَ عُـبَــيَّدَهُ مُتَفَرِّغًـــا            تَلْقَـــى بِهِ عِنْدَ الكَـرِيمِ  جَزَاكَا

ولَقَــدْ شَـهِدْنًا إِذْ تَجَـــــلَى رَبَّنَا             قُــــلْنَا بَلَى, إِنَّـــــا نُرِيـدُ رِضَـاكَا

وخِتَامُ رُسْــلُ اللهِ جَاءَ مُبَشِّرًا            بالذِكْرِ مَحْفُوظًــا وفِيهِ هُـدَاكَـا

وهُدَاكَ رَبِّــى مِـنَّةٍ وتَفَـضُــــلاً             رَسَـمَ الطَـرِيقَ بِشَرْعِهِ أَهْدَاكَـا

لَكِنْ ظَلَمْتَ الْنَفْسِ خُنْتً عُهُودِهِ                    فَنَسٍيتَ عَـــهْدًا رَبَّنًا أَعْطَــاكَا

ولَقَدْ رَجِعْتَ إِلَى الحِمَا مُتَمَرِغًا            أطْفَأتَ نُورَ الْسِـرِّ مِنْ مَوْلاكَا

فَتَرَى بِنَفْسِكَ مُعْجَـبًا مُتَــكَبِرًا             مُتَـــأَلِهًـا فِـــى غَـفَـــلَةٍ وعَــــمَاكَا

فَالحَقُ أَنْتَ تَرُدُهُ, لِلْخَلْقِ أَنْتً            مُحَـقِرٌ, شَهِدَتْ بِذَاكَ أَخْطَاكَا

لِلْظَــالمينَ فَـلا حَـمِيمٌ شَــــافِـــعٌ             يَوْمَ الجِـــزَا بِدِفَـــــاعِهِ يَلْقَـاكَـا

يَوْمَ يَعَـضُ الْظَــــالمُـون بَنَـانِهِمْ             فَاحْذَرْ مَقَالَةُ لَيْتَ فِـى أُخْرَاكَا

مَاذَا تَقُولُ إِذَا وَقَــــفْتَ مُكَبَّلاً             مِنْ أَهْلِ حَقٍ لا تُطِيقَ فِكَاكَا

اذْكَر وُقُوفُكَ مُفْرَدًا مُتَمَنِيًا, لَوْ            أَنَّ مَا فِى الأَرْضٍ كَــانَ فَـدَاكَا

وبِكُلِ عَبْدٍ حَافِــظُونَ تَوَكَـــلُوا            والكَــــاتِـبُونَ عُـيُونَهُم تَرعَــــاكَــا

والأَرْضُ تَشْهَدُ والجُلودُ وأَرْجُلٌ           وكَــــذَا الْلِسَــــانُ مُخَالَفًا دَعْواكَا

دُونَ الوَرَىَ أَرْخَيْتَ سِتْرَكَ جَاهِدًا             وغَفَلَتَ عَمَّـــن سِـــتْرَهُ يَغْشَـاكَا

أَسْرَفْتَ فِى شَـرٍ لخَيْرٍ مُمْسِـكًا            لَمْ تُحْسِنَ الإسْرَافَ والإِمْسَاكَا

وأَجَـبْتَ دَاعِــىَ فِتْنَةٍ لمَّا دَعَـــا      وصَمَّمَتْ إِذْ دَاعِىَ الْتُقَى نَادَاكَا

وتَنَامُ نَومَ مَـنْ اطْمَأَنَ لِبَــرْزَخٍ            وكَــأَنْ رَأَيْــــتَ جِــــنَانَـــهُ مَثْوَاكَا

وكَأَنْ ضَمِنْتَ مَعَ الممَاتِ شَـهَادَةٌ                    يحَلُو بَهَا عِنْدَ الكَـــرِيمِ لِقَـــاكَـا

وكَأَنْ أَجَبْتَ السَــــائِلِينَ مُوَفَقًا            وسَمِعْتَ مِنْ أفْواهِهِم بُشْـــرَاكَا

وكَأَنْ رَأَيْتَ الصَالحَاتِ تَرَجَحَتْ           فى الوَزْنْ حَتَّى قَدْ ضَمْنْتَ رِضَاكَا

وكَأَنْ فَرَغَتَ مِنَ الحِسَابِ وَرَبُّنًا             لِصَــحِيفَةٍ بِالْيُمْنِ قَـــــدْ آتَاكَــــا

وكَأَنْ ظَفَرْتَ مِنَ الحَبِيبِ بِشَرْبَةٍ           تَرْوى الْظَـــما بِيَمِينِهِ أعْطَــــاكَــا

وكَأَنْ مَرَرْتَ عَلَى الصِرَاطِ كَخَاطِفٍ           وأظَـلَّكَ العَرْشُ الكَرِيمِ حَمَــــاكَا

وكَأَنْ سَبَقْتَ مَعَ الْنَبِّى مُحَمَّدِ            مُسْتَفْتِحُا ومُرَحِـــــبَّا بِلِقَـــــاكَا

وكَــــأَنْ ضَــــمِنْتَ جِوَارَ رَبِّـــكَ            مَقْعَدًا فى جَنَّةٍ بِسَلامَةٍ حَيَّاكَا

هَذَا الْفُـــؤَادُ تَتَابَعَتْ ضَـرَبَاتِهِ             يَفْـنَى الرَصِـيدُ مُعَجِّلاً بِرِدَاكَـــا

سَـيَطُولُ نَوْمُكَ تَحْتَ أَطْبَاقِ             الثَرَى والْزَادِ ثَمَ طَرِيقَةِ تَقْواكَ

لِلْزَادِ فَاسْتَكْثِرْ وَكُـنْ مُتَيَّقِظًا              قَبْلَ الْرُقَــــادِ مُغَـــادِرًا دُنْيَــاكَـا

الدُودُ يَنْتَظِرُ الجُسُومِ مَعَ البَلا            فَهَلْ اتْخَذْتَ تَعَـــهُدًا بحِــــماكَـا

والآنَ قُــمْ قَــــدِّمْ لِرَبِّــكَ تَوبـَةً             واغْسِلْ بْدَمْعٍ مِنْ دَمٍ أَخْطَاكَا

رُدَّ الحُقُوقً إِذَا اسْتَطَعْتَ لأَهْلِهَا               ومُوكِلاً فِـــى رَدِّهَــــا مَــوْلاكَــا

نَقِّ الفُؤَادَ مِــنَ الْرَذَائِلِ كُــلِهَـا             كَالعُجْبِ أَوْ أَنْ تَزْدَرِى لِسِوِاكَا

ثُمَّ الرِيَاءُ لِكُـلِ خَـيرٍ مُحْــــبِطٍ             ونَبِيُّــنَا قَـــــدْ عَـدَّهُ إشْــــرَاكَـا

واعْـــــلَمْ بْأَنَّ المُتَّـــقِى لِمَحَــــارِمٍ            أتْقَى الوَرَىَ ويُفَاخِرُ الأَمْلاكَـا

يخْتَارُ رَبِّى مَا يَشَا, كُنْ رَاضِيًا             مُتَقَــــبِّلاً مِـــنْهُ الَّذى آتَــــاكَـــــا

واجْمَعْ هُمُومَكَ كُـــلِّها فى واحَدٍ            اللهَ إَنٍ وَحَّـــــدْتُـــهُ أَغْـــنَـــاكَـا

لِلْكَـــونِ رَبٌ خَــــالِقٌ ومُـدَّبِرٌ             سَــــلِّم لَـهُ مُتَعَـبِّدًا بِخُطَـــــاكَـا

وأَدِمْ مُجَالَسَةِ الجَلِيلِ بِذِكْـرْه              فَلَعَـــلَهُ مِنْ فَضْـــــله يَرْضَـاكَـا

كُنْ بالحَبِيبِ المصْطَفَىَ مُتَولِهًا             يُشْرِقُ بِأَرْضِكَ نُورِهِ وسَـمَاكَا

أفَلا تَرَى جَمْعًا سَـــبَاهُمْ حُـبِهِ              كَيْفِ انْتِهَوا؟ فَاتْبَعْهُمُو بخُطَاكَا

أَحْيَوا الظَلامَ وأَظْمَأوَا الأيْامَ             فَأَحَـــــبَّهُم وأَثَـــابَهُمْ مَـــوْلاكَـا

بِهِمْ اقْتَدِهْ مُسْتَمْسِكًا بحَلاهُمُو            تَزْدَدْ هُدًى تُؤْتًى بِهِمْ تَقْواكَــا

مُسْتَشْفِعًا بالهَاشِمِّى المُصْطَفَى             فَاعْلَقْ بِهِ وامْدُدْ إلَيْهِ يَــدَاكَــا

واتْبَعْ طَــرِيقًا مُسْتَقِــــيمًا خَلْفَهُ             إِنْ تَسْتَقْمْ يُحْسِنْ إْلَهْى لِقَاكَا

يارَبَّـــنَا فَبِجَـــــاهِهِ بَلِّــــــغ لَـهُ              مِنَّا الصَلاةً مُسَـــــلَمًا بِعُلاكَا

وأْذَنْ لِطَيفِ جَمَالِهَ فى زَوْرَةٍ              نَسْعَدُ بِطَلْعَتْهِ وَحُسْـن لِقَاكَا

والخَتْمَ بِالحُسْنَى لَنَا ولِجَمْعِنَا              وجَميعَ مَنْ سَعِدُوا بِنُورِ بَهَاكَا

يارَبِّ بَدِّلْ سَـيئَاتِ أَحَــــبَتِى              حُسْنًا بِفَضْلِكَ رَبَّنَا ورِضَاكَا

فى ظِلِ عَرْشِكَ والجِوارِ أَقُولُهَا             يارَبِّ أَنَى قَدْ أَتَيْتُ حِــــمَاكَـا